وصولاً إلى كارثة الأرمن.. إسرائيل في تصديرها العسكري: الربح أولاً
2023-10-01
كتابات عبرية
كتابات عبرية

ناغورني قره باغ الأرمن بين ليلة وضحاها إلى لاجئين، إثر هجوم سريع لجيش أذربيجان الذي صفى استقلالية الإقليم. أكثر من مئة ألف تركوا المدن والقرى التي عاشت فيها عائلاتهم على مدى أجيال والفرار إلى أرمينيا عبر معبر الحدود. أكثر من مئة سنة بعد كارثة الأرمن في الإمبراطورية العثمانية، يفر أبناء الشعب الصغير مرة أخرى للنجاة بأرواحهم من رعب الاحتلال والقمع.

لكن أذربيجان لم تكن وحيدة في المعركة. فقد ورّدت إسرائيل لجيشها أفضل السلاح المتطور الذي سمح بحملة التطهير: صواريخ أرض أرض، مُسيرات هجومية، صواريخ موجهة، منظومات دفاع جوي، مدافع، راجمات، منظومات لتحسين الدبابات، رشاشات هجومية، سفن حربية، صواريخ ضد الدبابات وبالطبع منظومات سايبر وتجسس. كما كشفت “هآرتس” النقاب هذه السنة (6/3)، سمحت إسرائيل لقطار جوي من أذربيجان بتحميل كميات هائلة من السلاح والذخيرة في المطار العسكري “عوفدا” في طريق عودته إلى جبهة قرع باغ. وليس مثل زبائن آخرين للصناعة الأمنية الإسرائيلية، ممن يسعون للتغطية على العلاقات، فإن حاكم أذربيجان الهام علييف أخذ يتباهى بمنظومات السلاح من إنتاج “أزرق أبيض”.

والآن بعد أن باتت نتائج القتال في قره باغ مكشوفة للجميع، يستوجب السؤال لرؤساء الصناعات الأمنية وكل من أيد وساعد وأتاح صفقاتها بالمليارات مع علييف، ماذا تشعرون عندما ترون العائلات الأرمنية تفر نجاة لأرواحها، والرعب في عيون الأطفال، ومخيمات اللاجئين الجديدة في أرمينيا؟ هل يرى ميكي فيدرمان (ألبيت) ويوفال شتاينتس (رفائيل) وعمير بيرتس (الصناعة الجوية)، تطهيراً عرقياً وجريمة حرب مخيفة، أم ليست سوى ربح لشركاتهم؟ هل يتعاطفون مع الضحايا أم أنهم لا ينشغلون إلا بحساب أرباح المستثمرين ومردودات الدولة وعلاوات المدراء؟ وما الذي يمر في رأس راحيلي حن، رئيسة قسم الرقابة على التصدير الأمني في وزارة الدفاع، التي دفعت قدماً بـ “الإصلاح لتسهيل الأنظمة الإدارية”؟ هل تشعر بالفرح بأن كل الاستبانات عُبئت كما ينبغي أم تشعر أيضاً بخبطة في القلب؟

علييف ليس الطاغية الأول الذي يعتمد جيشه على توريد السلاح من إسرائيل. سبقه حكام أبرتهايد في جنوب إفريقيا، وجنرالات في الأرجنتين، وبينوشيه في تشيلي، والنظام الصيني، والشاه في إيران. كما أن أذربيجان تورد نفطاً لإسرائيل وتساعدها تجاه إيران. ومع ذلك، رغم السوابق التاريخية والمبررات الاستراتيجية، فإن مشاركة إسرائيل في التطهر العرقي لقره باغ تستدعي انعطافة في سياسة تصدير السلاح من إسرائيل ولجم بيعه للدكتاتوريات، وكذا مساعدة إسرائيلية لأرمينيا لاستيعاب اللاجئين.

 

أسرة التحرير

 هآرتس 1/10/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • هل تؤتي ثقافة المافيا التي اتبعتها إدارة ترامب ثمارها في الشرق الأوسط؟
  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟








  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي