إسرائيل تحدث نفسها: لماذا أخفق جنودنا على الحدود مع مصر؟
2023-06-05
كتابات عبرية
كتابات عبرية

الحدث الأليم الذي جرى أمس على الحدود المصرية يخيم على الإنجازات المبهرة في كل ما يتعلق بالأمن الإسرائيلي مع مصر. بعد 50 سنة من حرب يوم الغفران و44 سنة منذ اتفاق السلام مع مصر، وإسرائيل تتمتع بجبهة هادئة نسبياً. في الـ 25 سنة الأولى من حياة إسرائيل، قاتلت ضد مصر أربع مرات، بينما يسود هدوء منذ نحو 50 سنة.

لقد خلقت حدود السلام مع مصر أيضاً إغراءً كبيراً لمهاجري العمل، ولمهربي السلاح والمخربين، ولمهربي النساء لأغراض البغاء وغيرها. أغلقت إسرائيل هذه الثغرة في 2013 بإقامة عائق ناجع على طول 240 كيلومتراً، ومنذئذ بقيت مشكلة واحدة – تهريب المخدرات والسلاح. لا حاجة أن يجتاز الأشخاص العائق لتهريب المخدرات لإسرائيل؛ فالمهربون من مصر يلقون بأكياس المخدرات من فوق الجدار وبدو إسرائيليون يجمعون البضاعة ويفرون على عجل. في السنوات الأخيرة تعلم الجيش والشرطة كيف يتعاونان ضد هذه الظاهرة، وهكذا ازداد حجم القبض على المخدرات والسلاح في الحدود المصرية.

حدث أمس خطير وشاذ، فحتى نجاح منفذ واحد لعملية في اجتياز العائق دون أن يلاحظ، وكذا كونه أغلب الظن شرطياً مصرياً، وكذا جسارته. الموضوع لا بد سيحقق فيه، بما في ذلك سلوك الجيش المصري، الذي أصدر الناطق بلسانه بياناً منكراً. من المهم المطالبة بردود حقيقية من مصر، ومهم أن نعرف إذا كان المخرب إياه تلقى مساعدة من قادته، ومهم التأكد أنه لا يوجد جنود مصريون آخرون مع نية مشابهة، لكن صحيح أيضاً الحذر من الانجرار إلى أزمة ثقة بين الدولتين. ورغم أنه حدث شاذ، ورغم أن عمل الكتائب المشتركة على طول الحدود ناجح للغاية، ورغم الهدوء النسبي منذ عقد وأكثر، يجب أن نتسلل إلى الأسئلة بخصوص المستوى التكتيكي.

النقطة الأولى تتناول موقع المقاتل والمقاتلة اللذين قتلا، على ما يبدو، في ساعات الصباح الباكر. إذا كانا في الموقع إياه، وإذا كان نعم، فلماذا. من يدرس العمليات المعادية التي كانت في الضفة وشرقي القدس وعلى طول حدود غزة لعشرات المرات سيكتشف أن أحداثاً قاسية وقعت حين كان جنديان في الموقع إياه، بينما الأحداث التي انتهت بتصفية سريعة للمخرب وقعت عندما كان الجنديان في مواقع بعيدة نسبياً. ولكن يمكن من واحد منهما إطلاق النار بنجاعة على من يهاجم الموقع الآخر. قاعدة حديدية في الدفاع والحراسة هي المساعدة المتبادلة، وهذه لا يمكن الحصول عليها عندما يصطف جنديان في موقع واحد، وبالتأكيد إذا لم يشرف على هذا الموقع موقع آخر.

المسألة التكتيكية الثانية تتعلق بملابسات سقوط الجندي الثالث. بقدر ما هو معروف، فقد عثر على المخرب، وهاجمته قوة عسكرية وقتلته، ليس قبل أن يقتل هذا المخرب واحداً من جنود القوة ويصيب آخر. يذكر الحدث بسقوط نائب قائد كتيبة الدورية من “الناحل” شمالي جنين في ملابسات مشابهة. فالجيش يربي قادته على “السعي إلى الاشتباك”، غير أنه من المهم فهم شكل المعركة التي نعلق فيها، وفي هذه الحالة يدور الحديث عن مطاردة. في المطاردة، حين تكون طريق انسحاب المخرب إلى مصر مسدودة بستار ومن اللحظة التي يعثر فيها عليه من المرغوب فيه عدم الإسراع، بل التطلع إلى جلب أقصى حد من القوة (بما في ذلك القوة الجوية) والوصول إلى تصفيته بالطريقة الأكثر أماناً، وليس الأكثر سرعة.

يدور الحديث إذن عن حدث قاس، ولكن في نظرة واسعة وبعيدة السنين، ينجح الجيش المحافظة بنجاح على الحدود وهكذا سيتواصل الوضع أيضاً.

 

 غيورا آيلند

يديعوت أحرونوت 4/6/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • لغانتس "الساذج" وآيزنكوت "المغبون": ساعر حجر نتنياهو الأخير لـ "الإخفاق المطلق"  
  • شلهوب وديمقراطية إسرائيل".. ما معنى أن يعبر "غير اليهودي" عن رأيه في مؤسسة أكاديمية؟    
  • الاستخبارات الإسرائيلية تسائل نفسها: هل قتلنا مروان عيسى؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي