هذا ما يفعله "الحرس الثوري" التابع لنتنياهو بالمتظاهرين في إسرائيل
2023-06-04
كتابات عبرية
كتابات عبرية

في ليل السبت نزعت شرطة إسرائيل القفازات. مظاهرة عفوية من نحو 300 شخص في قيساريا نظمها قادة الكفاح ضد الانقلاب السلطوي بعد أن علموا بأن رئيس الوزراء نتنياهو موجود في بيته، تحول بسرعة شديدة إلى استعراض لعنف شرطي. فقد حاول أفراد الشرطة مصادرة عتاد من المتظاهرين، وضربوهم واعتقلوا بعضاً منهم بالقوة، رغم أن المتظاهرين لم ينتهجوا أي عنف. غير أن هذه كانت مجرد بداية ليلة مفعمة بالعنف. فقد انتقل المتظاهرون من قيساريا للاحتجاج أمام محطة شرطة الخضيرة، حيث جيء بالمعتقلين، سرعان ما اعتقل 17 منهم.

لمنع استمرار المظاهرات، نقل المعتقلون إلى محطات شرطة في بلدات عربية، على اعتقاد أنه سيمنع المتظاهرين من التضامن مع المعتقلين. لكن هذا لم يجدِ نفعاً. في أم الفحم، ظهر المتظاهرون مع أعلام إسرائيل. رفضت الشرطة تقديم المعلومات لمحامي المعتقلين، وطردتهم من محطات الشرطة بدلاً من السماح لهم بتحقيق واجبهم المهني.

هذا السلوك المعيب ما كان ليولد لو لم تسيطر على الشرطة روح القادة – نتنياهو، والوزير المسؤول عن الشرطة إيتمار بن غفير، والمفتش العام كوبي شبتاي الذي ينشغل هذه الأيام في محاولة نيل سنة رابعة في المنصب. بالتوازي، فإن كريه روحه، يورام سوفير، قائد لواء الشاطئ المسؤول عن منطقة قيساريا، يرى نفسه مرشحاً للحلول محله. سوفير اليوم مرشح الوزير لقيادة لواء تل أبيب.

منذ أشهر وسوفير يؤشر لبن غفير بأنه مُعادٍ للاحتجاج: في حيفا يمنع رفع أعلام فلسطين في المظاهرات، وسيارة المياه العادمة اللوائية تعمل بشكل دائم في المظاهرات، إغلاق المحاور تلقى من أفراد الشرطة عنفاً عديم الصبر وليس مفاجئاً أن اعتقلت شيكما بارسلر في جبهته، وهي من قيادات الاحتجاج.

الاستنتاج واضح: اللواء الذي يرى نفسه كالمفتش العام التالي يعمل في خدمة بن غفير لإرضاء رئيس الوزراء. سوفير وضباطه يفهمون أنه تحت عيون عائلة نتنياهو المفتوحة، ويتصرفون بناء على ذلك. فالجميع بات يرى ما حصل لمصير من تجرأ على اتخاذ موقف براغماتي أكثر تجاه الاحتجاج وأصر على استقلالية الشرطة، مثل قائد لواء تل أبيب عامي ايشت. فقد استهدف على الفور، وبن غفير يعمل بكل القوة لتنحيته عن منصبه.

حين يسعى ضباط الشرطة لإرضاء الوزير ورئيس الوزراء، فهذه وصفة مؤكدة لإفساد الشرطة. إذا ما خضع شبتاي لبن غفير، فسيتلقى سوفير قيادة لواء تل أبيب واليد العنيفة التي رأيناها في قيساريا والخضيرة. مهما يكن من أمر، فإن الخاسرين هم الجمهور والشرطة التي تفقد استقلالها. هذا سبب آخر لمواصلة الاحتجاج وتوسيعه.

 

أسرة التحرير

 هآرتس 4/6/2023

 



مقالات أخرى للكاتب

  • إسرائيل بعد ضربتها لأصفهان.. هز مقصود للسفينة الإقليمية أم لعب بالنار؟  
  • كيف واجه أهالي دوما والمغيّر إرهاب المستوطنين؟  
  • هل هناك خط دبلوماسي إيراني - عربي- أمريكي لمنع حرب إقليمية؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي