ذمار اليمنية هي من دقت ناقوس الخطر قبل بوعزيزي التونسي ؟
2023-01-20
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

بحق: ذمار المدينة اليمنية المغمورة ، المنسية ، وتقع جنوب العاصمة اليمنية صنعاء ب(100كيلومتر)وسكانها يقدرب150.000نسمه ويعد جامعها الكبير والذي بني أيام الخليفة أبو بكر الصديق من أقدم المساجد الإسلامية
وأشتهرت بمدرستها الشمسية كمركز للتدريس والدراسات والعلوم الإنسانية الإسلامية
وتخرج منها مشاهير أفذاذ كثر من أهل العلم والشعر والأدب أشعرهم الشاعر عبدالله البردوني ..
يمتاز أهل ذمار بالذكاء والغباء معآ ..
فيقال عنهم ( ذماري بصنعانيين ) لحكاية قديمة .. وودت أن أسردها هنا لكم وحين جدت إختلافآ كبيرآ في مقاصدها ومعانيها .. عزفت عن الخوض في قصتها ..أو في روايات قصتها بالضبط ؟
أجل وجدت إختلافآ كبيرآ في روايتها وقصتها ؟
فنلحتفظ بجوهر ما وصلنا منه ..
وهو أن صاحبنا الذماري مع إثنين من أخوانه الصناعنة ..أو الصنعائيين .. حول مآئدة الغداء حاولا أن يحتالا عليه فرد كيديهما إلى نحريهما .. وقس على هذا الأمر ..
فتشت عن أصل القصة ولم أجد ؟
و ((عليش قتلناه )) هي الأخرى .. ؟
تعكس نوع من الغباء أو اللا مبالاه والتغابي ..مفادها أن تضامن الذماري مع صاحبه من ذمار لاتفكير قبل التضامن ولا معرفة نوع المشكلة أيضآ ليصير من بعده العقاب ..؟
وحين أستغاث به .. صاحبه لم يقصر ؟
لبى إستغاثة صاحبه ..
وهجما معآ على الشخص إياه وأردياه قتيلآ .. .. وبعدما قتل القتيل :
سأل صاحب ذمار صاحبه المستغيث به :
_ وعليش قـتــلناه ؟
المنجم الفلكي الرداعي ( العوبلي ) ؟
أوعز للرئيس صالح تأكيدآ بخطر ذمار عليه كمدينة وناس ومنطقه وجغرافيا وعلى حكمه ومستقبله ..
وأن من سيخلفه _ صالح _ سيكون من ذمار .. سيكون ذماري ؟
ونصحه عدم زيارتها فقد يتعرض في شارع ما فيها لإغتيال
أو قد يبزغ نجم من إبنائها فيقضي على حكمك ؟
بشعبيته الطاغية ..
وأغتيل نجم شباب مدينة ذمار ووكيل محافظتها .. أ. (عبدالكريم ذعفان )
ولا تعرف حتى الآن أسباب ودواعي إغتياله البشع مع مرافقيه جلهم ؟
بعد نصيحة العوبلي الفلكي وهو المنجم الرداعي الشهير لصالح..
صارت زيارة صالح لذمار نادرة جدآ .. وإن صدفت فبإحترازات أمنية شديدة الحذر..
ثم صار محافظهم عليها { صهر الرئيس أحمد الحجري }
وتجمد حال المدينة ومديرياته
فلا إهتمام بتنميتها
لامدارس جديدة ولاتوسيعآ لها وخدمات صرف صحي تحت الصفر ؟
فالمياه والمجاري في شوارع المدينة طافحة ليل نهار
وبدأت الأمراض المعدية تفتك بهم
والأهم أنه يعانون من البطالة والإكتئآب
لامصادر دخل من أعمال جديدة تغطي إحتياجاتهم ويلبون طلبات أسرهم اليومية ، الضرورة ..
وحين يشاهدون التلفزيون في نشرة الساعة الـ9
فحدث عن المشاريع هنا وهناك ولا حرج ؟
( إلا ذمار ) فلا جديد فيها كما باقي المحافظات ..
فوا تــتهم الفكرة الساحرة ، الساخرة
أخذ جهاز التلفاز
ووضعه على نعش كأي ميت
والصلاة عليه في جامع سوق الربوع ..
ثم وضع التلفزيون على نعش مكشوف ..
و يسيرون خلفه وأمامه متباكين على المرحوم حتى المقبرة
وقبروه
وأهالوا التراب عليه
ووقف وجهاؤهم ومشائخهم لإستقبال التعازي في الفقيد الله يرحمه ..
وتسمع عبارت الأسى والتعازي:
موته كان خساره كبيرة لنا ..
فاجعه كبيرة ..
الله يرحمه
وعظم الله أجركم
وفقيدكم .. كان فقيدنا .. وغال علينا جميعآ .. ويعتبر مننا فينا ..
ورحم الله ميتكم وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ..
ذمار:
لم تستخدم عنف النار والبارود ..
ومنظر الموت المستفز كبوعزيزي في تونس
بل عبرت عن غضبها
برمزية ، بتحضر ، طولة بال ، وصبر كبير ،
وشيعت أبى المصائب (التلفزيون)
(( طبل )) السلطة الكبير في بيوتنا
وهو من أصم آذاننا وأعمى أبصارنا وبلد عقولنا ..
ذمار :
أبرقت ببرقيتها في هدوء لمن يهمه الأمر (صالح) ..؟
دون أن يصاب أحد بإذى
لامواطنين ولاشرطة ولاصاعقة
ولا رجال مكافحة الشغب ولاحرس الحدود ، ولا يحزنون ..
لكن صالح لم يع ولم ينتبه ولم يفق من سكرته ومن غفلته :
لم يفهم رسالة ذمار المشفرة
وظل يمارس ما مارسه
حتى طالبه الشعب بعد حريق بوعزيز التونسي ومقتل القذافي بكلمة :
( إرحل )
إرحل .. إرحل ..إرحل
وقال للمقربين صالح وهو يواجه الشارع وصوته عال بإرحل :
_يشتوني أرحل أين أرحل أنا باق لهم ليوم الدين؟
وياليته رحل ..
على الأقل لو ( رحل خارج اليمن كما نصحته السعودية) مع 300 شخص ممن يعزهم من بطانته
ليعيشوا معززين ، مكرمين في أثيوبيا
دون مساءلة أو عتاب أو محاكمة مستقبلآ
لكنه لم يرغب ولم يستجب ؟!
و ظل معجبآ بنفسه حتى فجر الإخوان مسجده في قصر الرئآسة ،
وبعد إسعافه للسعودية ومعالجته
عاد مجددآ لليمن ليسلم صنعاء وكل أسلحة الجيش اليمني للحوثي ..
فلقى حتفه على أيد حوثية / وإيرانية / لمشاركته في حرب العراق / إيران مع صدام ؟
واليوم .. اليمن .. يعاني .مايعانيه .
غبي .
ذمار :
المدينة اليمنية المغمورة في الخارطة العالميه بتشييعها ودفنها التلفزيون ..
أحتجت بتحضر وبشجاعة الأفيال وسطوة الأسود ..
وماحدش عبرها .. لاداخليآ ولا خارجيآ ..
فأتت كل النتائج كارثية على الجميع بمن فيهم ( السعودية) ..
أجل:
_ أول من أستشعر بخدعة الحكام العرب لشعوبهم وضحكهم على ذقونهم وتأسيس أحجارالأساس لمشاريع ( فالصو ) هم أهلنا في ذمار؟
حين شيعوا جهاز التلفزيون كميت عبر شوارع مدينة ذمار ؟
وواروه الثرى في (المجنة ) المقبرة.. كميتآ غير مأسوفآ عليه ..
وأنتقل مضمون الحدث / المقبار لكل أنحاء اليمن ..
وعادوا لبيوتهم وقد تنفسوا الصعداء .. ولو قليلآ ..
ذمار بتشييع جهاز التلفزيون هي من ألتقطت الخيط
وأشعلت فيه النار بشكل هادىء قبل تونس
مامعنى أن تشيع مدينة عربية جهاز التلفزيون للمقبرة ويهيلون التراب عليه بعد التكبير وصلاة الميت عليه ؟
في تونس بعد 20 عامآ أشعل بوعزيزي النار في تونس وحيدآ ثم خرجت تونس بعده
ذمار قبروا رمز الكذب والتضليل الحكومي عليهم كشعب بإسلوب هادىء وحضاري ليس في عنف النار
أحتجو بطريقة رمزية ( قبر التلفزيون ) ؟
قبل مشاريع ثورات الربيع العربي الرافضة ، العنيفة التي سادت منطقتنا ولا نزل نعاني منها ..
مدينة ذمار تقدمت على تونس بعشرين سنه على الأقل للرفض والإحتجاج بإسلوب مبطن وذكي وله رسائل سياسية شديدة القوة وله مدلولات عميقة.. قبيل ثورات الربيع ..
ذمار كانت سباقة للإحتجاج الجماهيري المسؤول قبل غيرها من العواصم العربية ولكن جغرافية مكان اليمن المهمل ..
مابالك بمدينة ذمار في الخريطة العالمية ..أهملت أو لم تعلم بها أو ربما حجبت هذه الصحوة المبكرة على فساد وكذب الحكومة في صنعاء .. ولم تنل حظها من التغطية الإعلامية
لاداخليآ بشكل كاف ولا إقليميآ مقنعآ ولا خارجيآ أو عالميآ مؤثرآ ..
ذمار أستيقظت وهرولت مضمار السباق لنيل الحرية والتغيير .. في وقت ماراثون اللعب لم يبدأ بعد ولايوجد له مشجع عند جروب الحكام المؤثرين . .
أمد يدي مصافحآ لإهلي في مدينة ذمار الحرة دومآ ..
وأشدد بقوة لإقول :
دومآ ما يأتي التغيير من خبان علي عبدالمغني والإرياني ..
ومن ذمار العبقري الوريث والموشكي
وبالطبع يتلاحم مع كل تغيير حر .. باقي أوصال اليمن الكبير ، الواحد وفي كل الوجهات والإتجاهات ..ولكن فكرة ذمار العبقرية ، المستفزة للنظام والجرئية أستوقفتني وكغيري لإقارن بينها وأسبقيتها في ضرورة تغيير دم النظم المتكلسة ، المسدودة كتونس وما بعدها ..
عاشت ذمار كجرس تنبيه وعاشت اليمن الحرة ؛ وكل العرب . الأحرار .

*سيناريست/ يمني/ هولندي - الأمة برس
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس



مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !




  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي