حصان طروادة وعلاقته بدمار إسرائيل ومنع قيام دولة فلسطينية
2022-10-03
كتابات عبرية
كتابات عبرية

المؤرخة باربرة توخمان، التي وضعت مفهوم “مسيرة الحماقة” في كتابها المعروف الصادر عام 1984 عندما كانت إسرائيل في ذروة مسيرة حماقة أخرى كهذه، وهذه المرة في لبنان، قالت إن الحماقة تبدأ دائماً بأبسط غريزة إنسانية، وهي التدمير الذاتي. “الشهوة للقوة”، “التي لا يتم إشباعها إلا باستخدامها ضد الآخرين” (هل يبدو هذا معروفاً؟). مع ذلك، يصعب تشخيصه بسبب ميل الإنسان إلى قمع الصدمة.

بدأت باربرة رحلاتها التاريخية على طول مسارات مسيرات الحماقة، بدأتها بحادثة حصان طروادة، الذي لا نعرف ما إذا كان أسطورياً أم تاريخياً. لأن الطرواديين أنفسهم هم الذين فتحوا أبواب مدينتهم وأدخلوا الحصان إليها، الذي اختبأ فيه الجنود اليونانيون الذين تسببوا بدمارها. هذه أسطورة ناجعة لفحص حالة إسرائيل من جانبيها. اليمين يعتبر اتفاق أوسلو حصان طروادة الذي اختبأ فيه الإرهاب، واستنتج من ذلك بأنه يجب إفشال إقامة دولة فلسطينية بأي ثمن. هذه رواية حصان طروادة للمستوطنين: السلام الذي يريده الفلسطينيون خدعة، تهدف إلى قتل اليهود وتدمير إسرائيل كدولة يهودية. تعتبر الرواية المنافسة، سبسطية و”ألون موريه”، حصان طروادة الذي أدخله المجتمع الإسرائيلي بإرادته من أبوابه ويواصل إظهار المزيد من المستوطنين الذين يحرقون أسس إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.

من غير المهم من هو حصان طروادة الحقيقي في هذه القصة. التاريخ سيحكم. في الصيغتين، تنتهي القصة بنفس الصورة: منع إقامة دولة فلسطينية، وخراب إسرائيل. وفي الحالتين، انتهى الأمر بانتصار مشروع الاستيطان. جميع التيارات الإسرائيلية ومسيرات الحماقة تتدفق وتصب في بحر ثنائية القومية، البحر الذي يغرق إسرائيل اليهودية والديمقراطية. التدفق عملية مستمرة أحادية الاتجاه، وهكذا أيضاً الغرق، سيغطي البحر كل شيء.

من المهم معرفة هل ستأتي لحظة في وقت ما فيها من يؤيدون حل الدولتين سيعترفون بحقيقة أنه حل غير قابل للتطبيق، ويدركون أن إسرائيل دولة ثنائية القومية. في نهاية المطاف، لن يصدر أي إعلان رسمي، ولن يصدر في أي يوم إعلان رسمي. حكومة إسرائيل لن تعلن “بدهشة وبأسف شديد وحزن عميق”، مثلما صاغ ايتان هابر إعلان قتل إسحق رابين وموت حل الدولتين وموت إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية وانبعاثها من الرماد كدولة أبرتهايد ثنائية القومية. يمكن الافتراض بأن إسرائيل الرسمية ستواصل تسمية نفسها “يهودية وديمقراطية”، وستواصل الكذب على نفسها بالضبط كما تفعل ذلك الآن، وإلى الأبد. انظروا إلى “الجمهورية الديمقراطية الألمانية”، وهي ألمانيا الشرقية. أسماء أو تعريف الدول هي أحياناً الكذب الذاتي الأكثر وضوحاً. ويمكن الافتراض أيضاً أن “الصديقة الجيدة” للولايات المتحدة ستواصل ذلك. هكذا أيضاً الاتحاد الأوروبي، الذي سيواصل تخصيص ميزانيات سخية لليهود في إسرائيل الذين سيواصلون التحقيق والدفع قدماً بحل الدولتين، أي الارتزاق منه، رغم أن خططهم الجميلة لن تخرج يوماً ما إلى حيز التنفيذ.

إسرائيل دولة قوية لديها علاقات أمنية وعسكرية واستخبارية واقتصادية متشعبة مع الغرب. وسيمر وقت طويل إلى أن يطلب منها، إذا حدث ذلك، الاعتراف بأنها دولة ثنائية القومية، وأن تعطي سكانها الفلسطينيين حقوقاً متساوية. وحتى عندما سيطلب، فسيكون هذا بالأساس ضريبة كلامية. أي أن النعامة ستواصل تعليق الآمال على حلم الدولتين الذي يدفع جانباً حقيقتين، وهما أن حل الدولتين مات، والدولة ثنائية القومية هي دولة أبرتهايد غير أخلاقية بشكل واضح، التي يبدو أنها ستستطيع البقاء لفترة طويلة.

 

بقلم: روغل الفر

هآرتس 3/10/2022



مقالات أخرى للكاتب

  • لغانتس "الساذج" وآيزنكوت "المغبون": ساعر حجر نتنياهو الأخير لـ "الإخفاق المطلق"  
  • شلهوب وديمقراطية إسرائيل".. ما معنى أن يعبر "غير اليهودي" عن رأيه في مؤسسة أكاديمية؟    
  • الاستخبارات الإسرائيلية تسائل نفسها: هل قتلنا مروان عيسى؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي