مع نسيم ذاكرتنا البوهيمية ، الغجرية ، المتشردة !
2022-09-05
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

(1)


في 73م :
بجها في المدكى :
_إحنا بناكل اللحمه يومين في الأسبوع فقط ساع المصريين ,، ناكل الخضروات من بامية وفاصوليا وبطاطس وطماطم وغيره ويومين لحمة فقط في الأسبوع ؟
فقلت له : وليش تكلفوا أنفسكم مالاتطيقونه ؟
_أيش قصدك ؟
_ المصريين أجبروا على هذا التقليد وليسوا مخيرين كما تظن ..
شوف : اللحم في مصر غالي ، وعندنا سعره معقول ،
وربع الكيلو البقري حقنا بيعمر لك الغداء والعشاء للبيت كله ..
وشي منه مرق للهريش وغيره للعصيد ومرق بالليمون لجلب حرارة القات !؟وهكذا..
ثم أن في مصر عندهم الأسواق مليئة بالفراخ والبط والوز والحمام والأرانب .. والسمك بكافة أنواعه ..
عدا أن المطعم المصري متأثر بالتركي / العثماني / من المحشيات والكباب والكفتة والشاورما.. وأنواع عديدة من الخبز / العيش / ؟
وفواكهم وعصائرها كثيرة وأرخص منها نباتات العرقسوس والكركدية وقصب السكر .. إلخ ..
.. ثم أن دخلنا يسمح بالجمع بين اللحوم والخضروات معآ ..لامشكلة ..
نستطيع أكل النوعين وفي الحالين ؟!
_يعني ؟
_ أنت ظلمت نفسك وأسرتك .. إرجع لربع الكيلو البقري حقنا ؟
لو مايحلها حلال ..
وبطل ترقي وعنظزة و منظره ، وإستعراض . ع . الفاضي والمليان .


(2)

في72م بدأنافي ذمارنتعرف على السمك الطازج بدلآعن علب التونة؟وصارت أمهاتنا يتعاملن معه كالبقري وهات يامرق وسلته/وأنتشرت كلمة و(( الحوت )) والتي أفضت لمعاني جنسية ، سمجه فيما بعد .

(3)

المخرج والسيناريست والأستاذ المنظر (حسين حلمي المهندس) ؟
مؤلف دراما الشاشة من جزئين
والملم بكل تفاصيل السيناريور والإخراج العبقري ، المتميز ..
مكتشف كبار النجوم والنجمات ..هند رستم ، شادية ، أحمد زكي ( ؟! )
وكان زوجآ للفنانة ناهد شريف ..
وكتب وأخرج العديد من الأفلام السينمائية بوعي وإتقان قل له نظيرا..
فوجئت به يدرسنا في المعهد العالي للسينما بالقاهرة ،
فكنت شديد الحرص على حضور محاضراته
وتوجيه كل الأسئلة العالقة في ذهني دون جواب مقنع من غيره من الدكاترة ..وكان كريما معي ولايتردد في الإجابة عن كل أسئلتي بصدر رحب ..وعقل منفتح غزير المعرفة ..
_ذات صباح لم يحضر لمحاضرته الإعتياديه والأسبوعيه أحدا من زملائي _ غيري_ وعندما طلب مني البحث عنهم في المكتبة أو الكافتيريا ..
عدت آسفا لإخبره : لم أجد أحدا ؟
فأشار لي بالجلوس مكاني في الصف الأول
وهو على المنصة _ المكان قاعة عرض واسعة للأفلام ولا يوجد فيها غيره على المنصة وأنا قبالته في الكراسي الأولى _ ولا غيري ولا غيره البته ..
وبدأ يحاضرني :
وكأن القاعة مملوءة ..
وحين شعر بحرقان في حلقه لضرورة إرتفاع وتيرة صوته .. قال لي:
_ أنت قاعد تحت ليه ..تعال جنبي .. الله !؟ مش أفضل لي ولك ..
فقمت إليه سريعا ..وهو يشرب بعض الماء لترطيب حلقه ..
بعد نهاية المحاضرة ..
بدأت أسأله عن بعض الفنيات في كتابة السيناريو كما الإخراج
( كسر الخط الوهمي ) متى ولماذا؟ مثلآ ..
وهو يشرح لي بتوسع وعمق وأنا أكتب كل كلمة منه بحرص ..
ثم سريعآ أنتقلت لأسئله عن :
_ الفرق بين كتابة الفيلم السينمائي والمسلسل الإذاعي ؟
وأنتقلت للتزود بخبرته الواسعة في كتابة النص المسرحي !؟
ثم أعربت له عن رغبتي في عزف أغاني محمد عبدالوهاب على العود؟
ومن هو الأستاذ المناسب لي لإتعلم منه فن العزف في منزلي على حسابي وكتب لي إسمه وتلفونه ؟
وغيره..
في الفن التشكيلي فأنا أريد أن أعبر بالريشة مايستعصي علي بالقلم ؟وفعل بتزويدي بعنوان ورشة فنية في أتيليه القاهرة ومواعيدهم ..
وحينما هم بالخروج من القاعة ..
سمع مني رجاءآ وليس أمرآ مفاده واسطته لدى رئيس تحرير مجلة صباح الخير الأسبوعيه ..
( لإني أبعث لهم قصصآ قصيرة ؛ وأجد صعوبة في نشرهم لقصصي القصيرة لإعتبارات رقابية كثيرة ..وزوج الفنانة سناء جميل هو رئيس التحرير لصباح الخير فتلفون صغير بها أو به ( منه ) ستفتح لي الطريق لنشر قصصي تباعآ )
فقال لي وهو يضحك :
_ الله يابني خليك ع السيناريو وماشاء الله.. عندك موهبة في الإخراج السينمائي وخليك مقتنع بكده وبس صاحب سبع صنايع كداب ؟
ثم أردف فيه من زمايلك مابيعرفش يكتب مشروع تخرجه ؟!
وحين عدت لصنعاء ..؟
وبعد كل مابذلته في تحصيل معلوماتي الفنية والأكاديمية
ومعي كتبي القيمة _ النادرة _ ومحاضرات الدكاترة المتميزين في السيناريو والإخراج ؛
وكنت على إستعداد لكتابة مسلسلات يومية إذاعية ونصوصا مسرحية ثاني يوم وصولي صنعاء ..
وجدتهم يطالبونني بإداء التجنيد الإجباري
وحلق الرأس
وإعتمارالبريه
وإرتداء البزة العسكرية ( أولآ ) ..
كأولى مشاكلي العويصة في بلدنا _ السعيد _ المعطاء ..
ومقاهي الشوارع وأزقتها مزدحمة بالعواطلية ، والسراسرة ؟
والمدمنين للمخدرات والكحول والسرقات والإغتصابات ولا من يحاسبهم أو يوظفهم أو يوجههم لمناحي إنتاجية بالفائدة والخير على الجميع ..
وتسمع قولهم البليد :
_الخدمه الوطنية واجب وطني على كل خريج ثانوية عامة وكل جامعي .. ولاعجب أن نرى جحافل من السرسرية والعواطلية و التجنيد الإجباري أحق بهم ..
يسرحون هنا ويعبثون هناك وعادي ولا رقيب عليهم ..
(المهم الجامعي يدخل بيت خاله ويتجند ) ..
وهذا وجعنا ( كان ولا يزال ) .. وسلامتكم .

(4)

في 74م أول مرة أشتري لأسرتي دجاجة مشوية ؟
كما الأفلام
/ من شارع علي عبدالمغني بصنعاء
/وقدمتها لإخوالي/معيديننا في العيد/ من تاجرلبناني .
كتكريم لهم وهدية مفرحة .. بل وللفرجججة أيضآ .


(5)

في مصر يغنون :
_ حبيتك يا حبيبى من غير ما اسأل سؤال
وها اسهر يا حبيبى مهما طال المطال
انا بس اللى محيرنى ومخلنيش انام
ازاى انا بقدر اسهر و ازاى تقدر تنام ؟
وعندنا :
أحبك..والدموع تشهد
ولا حبيت غيرك حد
وبك وحدك عرفت الحب
وكم حرمت نوم العين
لإن الطيف يشغلني
أحبك والدموع تشهد
ودمع العين مايكذب .

 

*سيناريست يمني/ هولندي - الأمة برس
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس



مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي