ألوان الطيف بالأبيض والأسود !
2022-07-29
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

شهدنا في سنوات تعليمنا الأول الإبتدآئية وحتى الجامعة
مختلف الجنسيات .. المصري والسوداني والفلسطيني والعراقي والسوري
(وهي تعلمنا ..ورأينا ، عايشنا تبايناتهم وإختلاف ثقافاتهم وعاداتهم وسلوكياتهم معنا ؟ )
كما درايتهم بحكمة التدريس وفنونه من عدمها ، إلى جانب صفاتهم الإنسانية المختلفة ..
منها ما نفرنا منهم ، وغيرها ما حببهم إلينا كتلاميذ لهم ..
فالمدرس السوداني كان قريبآ منا لدرجة نعتقد أنه واحدآ منا ..متسامح ، صبور ، ومتزن وعاقل ..
عن المدرس الفلسطيني نقول أنه كان يفتح أعيننا على كل ماهو قبيح سياسيآ فنسمع منه قصص معاناة أهلنا في فلسطين جراء الإحتلال الفلسطيني
ونجده لنا محفزآ ثقافيآ يدفعنا للقراءة ، خارج منظومة المنهج المدرسي ، في الشعر والقصة والرواية ..
المدرس السوري حرفي في التدريس وكفوء ولكنه يكلفنا بمالانطيق من واجبات منزلية بشكل مفرط . .
الأستاذ المصري كان واحة الأمان لنا
وهو من يصنع البهجة لنا .. كنا نراه كأب أو أخ كبير لنا ..
ويعطينا المعلومة بحب كبير ومهنية عالية جدآ ؛ وكأنه يزغط البط أكله ، تزغيطآ .. كما يقال ..
وكانت مشكلتنا مع المدرسين العراقيين كبيرة جدآ .. فهم على الدوام غاضبون ، وصدورهم معنا ضيقة للغاية ..
ويميلون كل الميل لإهانتنا بل وضربنا وركلنا بل والتحرش بنا..؟!
وحين نقابلهم في الشارع مصادفة لايعرفوننا فنسلم عليهم ويستجوببنا كالبوليس :
_ من أنت هل تعرفني ؟
يا أستاذ عبد الستار أنت أستاذنا لمادة الإنجليزي في الظهر كيف لاتذكرني في العصر ؟
_ هاي شنو .. أول مرة أشوفك في حياتي هالحين ؟
على عكس الأستاذ المصري : يفرح بنا في الشارع ويدفعنا للعب والمرح والإستمتاع بالطقس
كما الأستاذ السوداني .. ينظر لنا بإحترام وبحب وبخجل معآ ..
ياسيداتي .. ياسادتي :
وأنا لست إلا واحدآ منكم في ظل علو نبرة السيد والمسيدة في بلادي.. فكلنا سواسية كأسنان المشط أقول ثانية :
لعل من المفيد يمنيآ التذكير..
أن دولة الكويت الشقيقة أول دولة عربية ساندت اليمن بكل ما تملك من قوة وبدافع قومي وإنساني ليس إلا ..
الكويت .. هي من أستقدمت أهم وأكفأ المدرسين والمدرسات لليمن بعد ثورة سبتمبر62م
وتطرقت لجنسياتهم قبلآ وعلى حسابها ولسنوات طوال دون من أذى لنا في اليمن
بل كانت تؤدي ماتؤديه من دور نبيل كفعل واجب عليها القيام به ، وتحصيل قومي حاصل ..
وبالطبع مصر كانت هي الأولى صاحبة الفضل على اليمن بعد الثورة ولاجدال في هذا ..
فكانت الكويت هي من أنشأت أولى مدارس اليمن في كل اليمن وجامعة صنعاء كفرع لجامعة القاهرة مباشرة ..
ودار الكتب ومشاريع عديدة كانت تنافس في نبلها جهد مصرالشجاع والفدآئي معآ .. فالإتحاد السسوفييتي آنذاك والصين ؟
السعودية جاءت متأخرة جدآ بعد إنتهاء الحرب الأهليه (بعد هزيمة مصر في 67م)
وبعد تأليف حكومة توافقية / تصالحية / يمنية بين الجمهوريين والملكيين ..
وهذا ماأجل الحرب من يوم المصالحة المشؤومة والتي أملتها ظروف هزيمة 67م على مصر تحديدآ وألتقطت الفرصة السعودية مرحبه بإنهاء الحرب وكبح جماح الملكيين ..
فظهرت مشكلة الحوثي اليوم 2022م ؟
ونخشى أن تتكرر نفس الأغلاط .. ويتم التوافق راهنآ
وتتم المصالحة على أسس هشة قابلة للإنفجار كرة ثالثة بعد سنين ..
إن لم يفز في الحرب الحالية والدآئر رحاها حتى الآن ( لاغالب ولا مغلوب)
لإن الحلول نص / نص لا يخسرها أحد ولا يكسبها أحد .. وتكن حلولآ سياسية مرقعة .. آنية
وبالتالي تتجدد المناكفات والمشاحنات ويزداد التوتر فتنفلت الأوضاع قتالآ من جديد ؟
ولو جبلت على تبوء منصب القاضي للحكم في أسباب ومسببات دوام اليمن في هذه الدوامات ومحلك سر ، والمراوحة في ذات المكان لقلت جازمآ:
_ ( اليمني ) وأعني المواطن اليمني أولآ قبل الساسة والسياسيين وتجار الحروب ودول الجوار المساندة لإشعالها ؟
يتحمل ( اليمني) الجزء الأكبر من الوزر .. فهو لايحب بلده في المطلق ..ويده ممدوده لبيعها في أي وقت ولإي طرف كان وهذا الواقع المؤسف ؟
(خاصة لو يضمر لغريمه شرآ وثأرآ مثلما باع الحوثي روحه كالشيطان لإيران الفارسيه ليثأر من كل ماهو جمهوري ويمت بصله لثورة سبتمبر62م الأم )
اليمني ونعني به غالبية اليمن الموصومة بعار الأمية والتخلف والمريض ، الجائع ؟
هو على الدوام كريشة في مهب الريح
وليس له قرار
ولا عقل متوازن حكيم
و( يومه عيده ) كالخادم ..
نقولها بإسى كبير .. بل وبخجل شديد وغصة في القلب !؟
(خلوها ع الله بس )؟
لهذا دعوني أسترشد في هذين المثلين..
بضرورة إيلاء بناء الإنسان في اليمن .. أولآ قبل الأرض والحجر والشجر ..
الإهتمام بالنشئ
بالتعليم الجاد ؟
والمسؤول من الحضانة حتى الدراسات العليا والحرف الفنية والمهنية أولآ قبل الجامعي ..
لو فات قطار الحياة والتمدن والتحضر والرقي على من سبقهم ؟
وأقول :
#لو_كنت_رئيسآ_للجمهورية ..
لأمرت بتدريس هذه السطور لإولادنا في الإبتدآئية وحتى الجامعة:
_ كشف باحث أوروبي ، تاريخي كبير ، عن أن سور السور العظيم حول الصين وبعدما تم بنائه بجهود جبارة وأموالآ طائلة ، أستمرت عقودآ من الزمن ..كان يتم إختراقه من أعداء الصين وكان عديم القيمة ..
وأنه تم الدخول للصين من بواباته الرئيسة دون تسلق أو حرب أو قتال
هنا وهناك بفعل رشى لحارس البوابة ؟
ويفاجأ _ ثاني يوم _ الصينيون بإعدائهم في مدنهم من جديد؟!
هذا أولآ ..
_ كما أن ضابطآ في مدينة المخا وهو يعبر حاجزا أمنيآ قبل مدينة تعز
وعليه حراسة مشددة
يمنع دخول السلاح والمشروبات الروحية وكل الممنوعات
ومن ضبط يعتقل ويسجن و..و..؟
هذا الضابط وهو يقود سيارته المحملة بالكراتين المغلقة
وقف بهدوء كبير أمام البوابة.. بغية التفتيش ؟
ليسأله الضابط المراقب :
_مامعك في الكراتين يافندم؟
_خمر ؟
_أيش؟
_خمر؟
_ ههههههه يافندم هههههه رعاك الله يافندم خمر هههه خمر
إتفضل ( وحسبها نكته ليس إلا ) !؟
وما أن وصل صاحبنا منزله في تعز
حتى تفرغ لحمولته الثمينة جدآ
ليهدي كرتون ( شيفاز) للمحافظ
ولمدير الأمن نصف كرتون ( ديمبل )
ومدير المباحث كم زجاجة ( بلاك ليبل) ..
والباقي باع منه ماباع ؟ وقبض ثمنه ..!
وآخرالكراتين كان يشربه على أقل من مهله
مستمتعآ بشبكة العلاقات العامة التي أسستها لها كراتين ( الخمر)
وبما باعه من كراتين الخمر أشترى أطيب اللحوم
وأغلى القات والقرنفل والمشاقر والعودة والبخور والياسمين .
هنا:
_ أشدد على ضرورة بناء الإنسان شكلآ و وجوهرآ ,مضمونآ
فلا يصبح خائنآ مرتش كحارس سور الصين العظيم ؛
ولاضابطآ ، لصآ ، مستهترآ ، يحتال ويغش وينقلب على القوانين وهو حارسها الأول ..
كضابط أمن المخا .
#لوكنت_رئيسآ_للجمهورية .

*سيناريست يمني/ هولندي
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس

 



مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي