من بيت لحم.. بايدن للفلسطينيين: 4G أولاً.. وأخيراً
2022-07-15
كتابات عبرية
كتابات عبرية

يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم مستشفى اوغستا فكتوريا (المُطّلع) في شرقي القدس، وبعد ذلك سيزور بيت لحم، حيث سيلتقي برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. خير وجميل، خصوصاً بعد علاقات عكرة للقيادة الفلسطينية مع إدارة دونالد ترامب. لكن مثل الإسرائيليين، لا يتوقع الفلسطينيون أيضاً أن يسمعوا رؤية سياسية ترتبط حتى وان كان بشكل غير مباشر بالنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني الذي بات يسمى في السنوات الأخيرة “المسألة الفلسطينية”. وكأنه لا يوجد هنا نزاع من طرفين، بل مشكلة طرف واحد فقط.

سيضطر الفلسطينيون إلى تخزين حلم الاستقلال السياسي وحتى الأمل الطفيف باستئناف المفاوضات السياسية بمادة النفتالين، والاكتفاء ببضع بادرات طيبة، معظمها اقتصادية، بما في ذلك الإذن بنشر شبكة الخلوي 4G، ومرابطة وجود فلسطيني رمزي في معبر اللنبي، وتسهيلات طيران للفلسطينيين إلى الخارج من مطار “رامون”. وبالتالي، فليس مفاجئاً ألا يتفق الفلسطينيون والأمريكيون على صيغة بيان ختامي مشترك. وإلا ماذا كانوا سيقولون فيه؟

ظاهراً، أعرب بايدن عن “التزام عميق بحل الدولتين”، وادعى بأن “حل الدولتين لا يزال كفيلاً بأن يكون الطريق الأفضل لضمان الحرية والازدهار والديمقراطية للإسرائيليين والفلسطينيين”. لكن رام الله وإسرائيل على حد سواء سمعتا التحفظ الذي جاء فور ذلك، حين أضاف رئيس الولايات المتحدة بأنه “لا يرى حلاً في المدى القريب”. بكلمات أخرى، نعم، لكن في المستقبل. السلام، لكن ليس الآن.

المعاذير لا تنقص. الوضع السياسي في إسرائيل عالق، معسكر السلام مرضوض، ويئير لبيد ليس سوى رئيس وزراء مؤقت في ائتلاف تغيير ملتزم بجمود سياسي. فما بالك مع وجود حرب في أوروبا، والعالم لم ينتعش من كورونا بعد، وترامب ينفث، ووضع بايدن في الداخل ليس بسيطاً.

رغم ذلك، فإن الظروف الشاذة تخلف تحالفات جديدة في داخل العالم العربي: ظهر غد سيقلع بايدن في رحلة طيران مباشرة واستثنائية من إسرائيل إلى السعودية، في محاولة لتوسيع دائرة التطبيع في المنطقة، غير أن الفلسطينيين يندحرون مرة أخرى إلى نهاية الطابور. وثمن الخطأ المؤسف هذا سيدفعه الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء.

 

بقلم: أسرة التحرير

هآرتس 15/7/2022



مقالات أخرى للكاتب

  • هل كان "منع الفيتو الأمريكي" متفقاً عليه مع تل أبيب؟  
  • الأمن الإسرائيلي متوجساً من "لاهاي": ما مصير علاقاتنا مع الولايات المتحدة؟  
  • “الجزيرة” تنشر “فيلم رعب”.. والمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: كانوا في ساحة شهدت قتالاً من قبل!





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي