إلى بايدن: أهلاً بكم في دولة الأبرتهايد وضفة مسقوفة بـ"القرميد الأحمر"
2022-07-13
كتابات عبرية
كتابات عبرية

سيصل الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم في زيارة لإسرائيل. من المتوقع أن يتجول في قاعدة “بلماخيم” مع وزير الدفاع بيني غانتس، وأن يزور “يد واسم” – وبالطبع اللقاء مع رئيس حكومة إسرائيل يئير لبيد. ستكون هنالك مصافحات، وإحاطات، وخطابات، ولكن بايدن لن يسمع من أي جهة إسرائيلية كيف يعمل الاحتلال.

على سبيل المثال، لن يسمع عن العشر بؤر استيطانية للرعاة شمال شرق رام الله، والتي نجحت خلال سنوات قليلة في السيطرة تقريباً على 30 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية، ومنع الفلسطينيين من فلاحتها، وطرد ما لا يقل عن 15 عائلة بدوية من بيوتها. اثنتان منها هُجرت بهذه الطريقة في الأسبوعين الأخيرين (“هآرتس” 11/7).

لن يتحدث غانتس ولا لبيد على مسامع الرئيس كيف يكرر هذا النموذج نفسه لسنوات في أرجاء الضفة: خيمة أو كوخ وحظيرة تظهر من مكان ما في قلب أراضي الرعي، والبساتين العائدة للفلسطينيين. فجأة يتضح أن راعياً يهودياً واحداً أو عائلة صغيرة هم أصحاب حظيرة كبيرة للضأن والأغنام أو الأبقار. يقودون الضأن لحقول الفلسطينيين ولأراضي المرعى التي يستخدمونها منذ عشرات السنين. الرعاة اليهود، أحياناً بالتراكتورات الصغيرة يكون أحدهم على الأقل مسلحاً، يهددون وحتى يضربون الرعاة الفلسطينيين ويخيفونهم ويشتتون أغنامهم. بهذه الطريقة هاجم ويهاجم نشطاء إسرائيليون يرافقون الفلسطينيين. تصدر الإدارة المدنية أمراً لوقف العمل في البؤر الاستيطانية للرعاة، ولكنها بؤر تزداد وتتسع. إذا تم هدم بعضها كنوع من الاستعراض، يعاد بناؤها أو تتحرك لعدة أمتار.

لن يسمع بايدن أيضاً أنه بأن جنوداً من الجيش الإسرائيلي، حسب هذا النموذج، يظهرون في موقع الاعتداء مع المهاجمين أو في أعقابهم، يدافعون عنهم ويعتقلون الفلسطينيين. وهنالك نموذج آخر يكرر نفسه: مستوطن (أو عدة مستوطنين) يقوم بتوزيع الأوامر على الجنود. وشرطة إسرائيل تحقق مع المعتدى عليهم والمعتقلين بتهمة أنهم هم المعتدون. يتم إرسال المعتدى عليهم للسجن ويتم إطلاق سراحهم بكفالة مالية عالية وبدون لوائح اتهام، بعد فشل الشرطة في اختراع دلائل ضدهم.

حوالي 170 بؤرة استيطانية غير قانونية (تم شرعنة بعضها رسمياً) منتشرة في أرجاء الضفة الغربية. ولكن الـ 77 بؤرة استيطانية للرعاة والتي من خلالها نجحوا في السيطرة على أراض فلسطينية أكبر بعدة أضعاف مما تحتله المستوطنات المبنية والبؤر الاستيطانية “العادية” – حوالي 240 ألف دونم حتى الآن، كما ذكر في بحث جديد لـ “كرم نبوت”.

على بايدن أن يعرف ويعرف حزبه الديمقراطي أن النموذج المتكرر هذا ليس معناه إغلاق عيون من قبل السلطات الإسرائيلية. بالعكس، فهي بهذا تعترف أن البؤر الاستيطانية تخدم هدف حكومات إسرائيل، وهي مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية، وكلما كان ذلك أكثر يكون أفضل – كما أن هذا الهدف في نظرهم يبرر عنف المستوطنين.

 

بقلم: أسرة التحرير

هآرتس 13/7/2022



مقالات أخرى للكاتب

  • إسرائيل بعد ضربتها لأصفهان.. هز مقصود للسفينة الإقليمية أم لعب بالنار؟  
  • كيف واجه أهالي دوما والمغيّر إرهاب المستوطنين؟  
  • هل هناك خط دبلوماسي إيراني - عربي- أمريكي لمنع حرب إقليمية؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي