هل يعرف لابيد شيئاً عن الاحتلال أو فكر يوماً في لقاء البرغوثي؟
2022-06-26
كتابات عبرية
كتابات عبرية

من هو الإسرائيلي في نظرك، يا يئير لبيد؟ ما هو الإسرائيلي جداً في يئير لبيد؟ ليست لديه أي فكرة كيف يبدو عن الاحتلال الإسرائيلي؛ هو لا يعرف الاحتلال، لا يعرف شيئاً بشأنه، ولا يهمه شيء. هل بنيامين نتنياهو أكثر اهتماماً بالاحتلال؟ بالتأكيد لا. ولكن نتنياهو لا يؤمن بتسوية مع الفلسطينيين، لبيد يدعي بأنه يؤمن. لبيد هو روح الإسرائيلية، لأنه روح الرضى الإسرائيلي عن الذات، روح القمع، الإنكار، ورفض المعرفة والأكاذيب الذاتية. هو أيضاً روح الوقاحة والظهور كضحية، وأنها صفتنا وحدنا فقط. كل شيء مباح، بالطبع بسبب ما مررنا به، ولم يمر على غيرنا. لبيد العلماني أيضاً يؤمن بحق اليهود في البلاد، الذي يستند في نهاية المطاف إلى وعد إلهي. لذلك، لبيد إسرائيلي تماماً.

هو الإسرائيلي؛ وربما لم يلتق بأكثر من نصف دزينة من الفلسطينيين، بمن فيهم من يغسلون الأواني في بلفور وفي مقهى “نوغا” اللذين اعتاد على قضاء الوقت فيهما في صباه. ومن بينهم أيضاً حسين الشيخ، الذي التقاه مؤخراً. ربما سمع في صباه أيضاً تسجيلات عن الاحتلال من التي أصبحت زوجته بعد ذلك، مصورة “هآرتس”، لاهي مين، التي ذهبت بشكل دائم وبشجاعة مثيرة للانطباع في فترة الانتفاضة الأولى إلى جولات لتغطية الأحداث في المناطق المحتلة، بما في ذلك ليلة في نابلس. هل زار قطاع غزة؟ هل دخل مخيماً للاجئين الفلسطينيين؟ هل شاهد كل ذلك ولو بالمنظار؟

كيف يمكن أن يكون رئيس حكومة إسرائيلي وجهته كما يبدو نحو السلام، ورئيس معسكر معتدل، نوراً هادياً للإسرائيليين دون أن تكون لديه أي فكرة عن الفلسطينيين، عما نكلنا بهم وما زلنا ننكل، عن حياتهم وعن موتهم، عن طموحاتهم وأحلامهم؟ رئيس جنوب إفريقيا العنصري، فريدريك وليام دي كلارك، التقى في قصره مع السجين رقم 466/64، نلسون مانديلا، الذي أحضر إليه من سجن فلستر. رئيس الحكومة لبيد، لن يخطر بباله أن يلتقي مع السجين مروان البرغوثي، ولا نريد التحدث عن إطلاق سراحه، التي ربما تكون هي الخطوة الثورية الوحيدة التي يمكن أن تبشر بتغيير. كيف يمكن أن تكون رئيس حكومة إسرائيلياً يتفاخر بالتبشير بالتغيير دون معرفة شيء عن الواقع تحت سيطرة حكومته، على بعد أقل من ساعة سفر من بيته. يتبين أن الأمر ممكن. هذا صحيح. كل رؤساء الحكومات السابقين لم يعرفوا عما يدور الحديث.

لبيد إسرائيلي تماماً، لأنه لا يرى الفلسطينيين على الإطلاق. ربما ليسوا من البشر الدون، قد يكونون ضيوفاً مؤقتين في بلادهم، وأعداء في نظره مثلما في نظر اليمين، بالنسبة له هم مجرد هواء. يتفاخر بمناقشة مصيرهم، بالتأكيد لم يكن له أي لقاء سياسي واحد دون طرح مسألة الاحتلال، حتى لو كضريبة كلامية، ولكن ليس للبيد “الإسرائيلي جداً” أي فكرة عما يريد أن يكون هنا في العشرين سنة القادمة – ماذا سيكون بشأن الفلسطينيين وما الذي يستحقونه – باستثناء ألا يكون منزعجاً منهم. “إسرائيلي تماماً”.

سيعيد لبيد لإسرائيل حمرة الوجه التي يحبها جداً، تعابير الوجه الإنسانية والليبرالية، محبة السلام، مع وجود عدد غير قليل من العواصم التي تتطلع إلى تعيينه. مرة أخرى، كان يمكن تحريك أي عملية سلمية، ربما مكالمة مع محمود عباس، وربما في أفضل الحالات الالتقاء معه. مرة أخرى، سيكون الحديث عن دولتين، وهكذا سيكسب عالماً لم يكن يمكنه تحمل رافض السلام نتنياهو. الآن العالم، الذي لم يعد هو أيضاً يهتم بمصير الفلسطينيين، يمكنه النوم بهدوء مع لبيد.

لبيد هو الإسرائيلي تماماً، لأن هذه المواضيع بالنسبة له ليست سوى مصدر للقلق، طنين بعوضة. لماذا ينشغل بها إذا كان يمكن الحديث عن “الهايتيك” والمثليين ومنظومة القضاء، وحتى عن إطراءات منصور عباس. لبيد هو الإسرائيلي جداً، لأنه ربما سمع بمسافر يطا، لكنه لا يتذكر أين بالضبط.

 

بقلم: جدعون ليفي

هآرتس 26/6/2022



مقالات أخرى للكاتب

  • لغانتس "الساذج" وآيزنكوت "المغبون": ساعر حجر نتنياهو الأخير لـ "الإخفاق المطلق"  
  • شلهوب وديمقراطية إسرائيل".. ما معنى أن يعبر "غير اليهودي" عن رأيه في مؤسسة أكاديمية؟    
  • الاستخبارات الإسرائيلية تسائل نفسها: هل قتلنا مروان عيسى؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي