الاحتفاء بيوم 22 مايو.. يوم الوحدة اليمنية يكمن برأيي في أمرين:
الاول: وقف الحرب، لنقول كفى قتلا ودمارا.. وكفى ضياعا وتمزقا.
الثاني: التوجه لمقاومة الاحتلال المباشر والسيطرة الخارجية على القرار الوطني..
الوحدة صنعها الشعب وهي ملك لكل اليمنيين، ولا يمكن لأحد أن يزايد بانتمائه للوحدة وتمسكه بها أكثر من غيره .. فالوحدة في 1990 كانت هي الوطن، وهي الهوية والانتماء .. وكانت ولا تزال هي المخرج.
خضنا في تجربة الوحدة .. وشعر بعض من جيل الوحدة بالغبن والظلم خلال عقدين من عمرها .. وعبر الكثير عن رفضه للتجربة .. وذهب يحاكي منطق قيادات عتيقة خاوية فارغة تطالب بالانفصال.
ولم تكن مشكلة الشعور بالغبن والظلم عند البعض بسبب الوحده، وإنما كانت لثلاثة اسباب رئيسية هامة قلناها ونكررها، وهي:
الأول: خلل في إدارة دولة الوحدة
الثاني: سيطرة واستحواذ الجيل القديم على تمثيل الجنوب.
الثالث: تأثر جيل الشباب في الجنوب بفكرة استعادة الدولة، املا في أن يصبح الجنوب ضمن الحاضرة الخليجية وتصبح عدن "دبي الثانية".. لينعم بالتنمية والرفاه بعيدا عن الشمال "الفقير ، والمتخلف و المشغول بالهنجمة والقتال..!!
جنة دبي:
ربما معهم الحق في بعض ما يقولونه عن تخلف وتقاتل الشمال، لكن حلم "جنة دبي" قد تبدى لنا سجون "ابو غريب" اماراتية في عدن، وابين، وشبوة، ولحج، وسقطري، وحضرموت، والمهرة والمخاء ايضا..
السؤال الموجه هنا للباحثين عن حلم جديد خارج اطار دولة الوحدة، هو : ماذا حدث ؟! وما الذي تحقق للجنوب والشمال في ظل التمزق والحرب.؟!
اما من حلم بربيع مزهر يكسوه لون واحد، فقد تحول ربيعهم إلى حرب ونار ، وشتاء قارس، تساقطت معه الحواشي والاطراف واجهزوا فيه على المتون ..
والحقيقة المؤسفة اننا منذ ان انفرط عقدنا، وضاعت بوصلة شمالنا عن جنوبنا، وشرقنا عن غربنا، وتسلمت امرنا عصابات القتل والدمار، أصبحنا نمر بسلسلة من الكوارث والازمات، التي كان ولا يزال من اخطرها تسليم العباد والبلاد لكفيل خارجي، اذاق مجتمعنا الويل بناء على وعود واوهام كاذبة.
ختاما لم يبق لنا الا ان نقاوم المشاريع الصغيرة لنتحلل من الكفيل ونحافظ على الوحدة، ونصنع السلام، وهو ما لن تتحقق الا بثلاث:
كل عام والوحدة بخير..
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن الأمة برس