الوحدة.. التحلل من الكفيل اولا !!
2021-05-31
  د. عبد الوهاب الروحاني
د. عبد الوهاب الروحاني

 الاحتفاء بيوم 22 مايو.. يوم الوحدة اليمنية يكمن برأيي في أمرين:

الاول: وقف الحرب، لنقول كفى قتلا ودمارا..  وكفى ضياعا وتمزقا.

الثاني: التوجه لمقاومة الاحتلال المباشر والسيطرة الخارجية على القرار الوطني..

الوحدة صنعها الشعب وهي ملك لكل اليمنيين، ولا يمكن لأحد أن يزايد بانتمائه للوحدة وتمسكه بها أكثر من غيره .. فالوحدة في 1990 كانت هي الوطن، وهي الهوية والانتماء .. وكانت ولا تزال هي المخرج.

خضنا في تجربة الوحدة .. وشعر بعض من جيل الوحدة بالغبن والظلم خلال عقدين من عمرها .. وعبر الكثير عن رفضه للتجربة .. وذهب يحاكي منطق قيادات عتيقة خاوية فارغة تطالب بالانفصال.

 ولم تكن مشكلة الشعور بالغبن والظلم عند البعض بسبب الوحده، وإنما كانت لثلاثة اسباب رئيسية هامة قلناها ونكررها، وهي:

 الأول: خلل في إدارة دولة الوحدة

الثاني: سيطرة واستحواذ الجيل القديم على تمثيل الجنوب. 

الثالث: تأثر جيل الشباب في الجنوب بفكرة استعادة الدولة، املا في أن يصبح الجنوب ضمن الحاضرة الخليجية وتصبح عدن "دبي الثانية".. لينعم بالتنمية والرفاه بعيدا عن الشمال "الفقير ، والمتخلف و المشغول بالهنجمة والقتال..!!

جنة دبي:

ربما معهم الحق في بعض ما يقولونه عن تخلف وتقاتل الشمال، لكن حلم "جنة دبي" قد تبدى لنا سجون "ابو غريب" اماراتية في عدن، وابين، وشبوة، ولحج، وسقطري، وحضرموت، والمهرة والمخاء ايضا..

السؤال الموجه هنا للباحثين عن حلم جديد خارج اطار دولة الوحدة، هو : ماذا حدث ؟! وما الذي تحقق للجنوب والشمال في ظل التمزق والحرب.؟!

  • الجميع فشل، ولم يفشلوا فقط في ادارة ما وقع تحت ايديهم من بقايا الدولة التي نهشتها الذئاب، بل فشلوا ايضا في معالجة ابسط معاناة المناطق التي يقفون عليها.. ولم يؤمنوا فيها مقيما ولا مسافرا.

اما من حلم بربيع مزهر يكسوه لون واحد، فقد تحول ربيعهم إلى حرب ونار ، وشتاء قارس، تساقطت معه الحواشي والاطراف واجهزوا فيه على المتون ..

  • رفعوا شعارات "التغيير" و"اليمن الاتحادي" ، فكان التغيير قتلا وخرابا ودمارا، و صار "اليمن الاتحادي" وطنا ممزقا بمشاريع صغيرة تقودها ولاءات طائفية جهوية غير وطنية.. وبهويات واعلام والوان متنافرة متناقضة لا تقبل ببعضها.
  • ‏تنازعوا التعليم، ومزقوا الجيش، وفرطوا بالهوية الثقافية والوطنية، وشوهوا ذهنية الجيل الجديد بأفكار ومعتقدات دخيلة.

 والحقيقة المؤسفة اننا منذ ان انفرط عقدنا، وضاعت بوصلة شمالنا عن جنوبنا، وشرقنا عن غربنا، وتسلمت امرنا عصابات القتل والدمار، أصبحنا نمر بسلسلة من الكوارث والازمات، التي كان ولا يزال من اخطرها تسليم العباد والبلاد لكفيل خارجي، اذاق مجتمعنا الويل بناء على وعود واوهام كاذبة.

 ختاما لم يبق لنا الا ان نقاوم المشاريع الصغيرة لنتحلل من الكفيل ونحافظ على الوحدة، ونصنع السلام، وهو ما لن تتحقق الا بثلاث:

  • التحلل من الولاءات الخارجية
  • ‏وقف الحرب ‏وإطلاق الحريات العامة
  • ‏اجتماع اليمنيين على طاولة اليمن

    كل عام والوحدة بخير..

 

  • كاتب وسياسي يمني

*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن الأمة برس



مقالات أخرى للكاتب

  • الوحدة.. إعادة الكرامة!
  • سبتمبر.. الذي يتجدد!
  • ابحثوا عن السلام في بطون الجياع!!





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي