(1)
تنزف كما ننزف، وتعاني كما نعاني .. ترزح تحت وطأة الجور والنار كما ترزح، وتكابد تكالب اللئام كما نكابد، تعاني التشرد والشتات كما نعاني .. والفرق بيننا وبينها يكمن في ثلاث :
الاولى: ان عمر معاناتها بلغ 73 عاما وعمر معاناتنا لا يزيد عن ست سنوات.
الثانية: جاءت معاناتها بفعل احتلال صهيوني غاصب ، وجاءت معاناتنا بفعل احتلال داخلي وخارجي صلف ومتعجرف، ممول من الاخوة والجيران.
الثالثة: معاناتها صقلت تجربتها في المقاومة، وانضجت عقول أبنائها ، ونهضت بشبابها علما وفكرا وحداثة، ومعاناتنا زادت عقولنا صداءة، وصقلت تجربتنا في الجهالة والتخلف واعادتتا الف عام إلى الوراء .
تلك، هي الارض المقدسة في تاريخ كل العصور وكل الديانات.. هي فلسطين في الذاكرة والوعي الثقافي العربي والانساني.. في التاريخ والحاضر، وفي كل الوثائق، حتى في وعد بلفور "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" هي أيضا ارض فلسطين ( Palestine) .
هي أرض بشعب جبار ومقاوم، وليست كما زعم الصهاينة "أرض بلا شعب لشعب بلا ارض" .. كذبوا وروجوا لكذبتهم.. ليبرروا احتلالهم وعربدتهم ضد من تلونت وجوههم بالأرض والسهل والجبل..
(2)
كذبوا وقالوا :
يريد الصهاينة دولة دينية خاصة بهم، فهم يطلقون على غيرهم من اصحاب الديانات الاخرى ب"الأغيار" أي الاخرين الذين لا ينتمون لعرقهم حتى وان كانوا يهودا (السفارديم مثلا) ، وهم في عقيدتهم الصهيونية "مغتصبون وكاذبون بطبيعتهم" ، لا يقبلون بتزويج بناتهم منهم، ولا يحتفلون بأعيادهم، ولا يقبلون بشهاداتهم في محاكمهم الشرعية.
اما محرمات السرقة والقتل والنهب فهي عند الصهاينة لا تجوز على "اخيك اليهودي" من ذات العرق، اما على الاخرين من خارج عرقهم العنصري فهي جائزة ومباحة ..
(3)
صدقها العرب:
هذه الأكاذيب والهرطقات روج لها العنصريون الصهاينة ، وصدقها كثير من عرباننا الجهلة ، وروجوا لها ايضا ، وتنادى المراهقون منهم في الدين والسياسة فقالوا كذبا:
(4)
فلسطين اليوم تنتصر للقدس ولغزة ولقضيتها .. افشلت آلة الحرب الاسرائيلية ، وعرت عطرسة نتنياهو ، بالتأكيد ليس بالجيوش العربية، ولا بعرب التطبيع ، ولا بأموال النفط ، وانما بقوة ارادة شبابها ، بانتفاضتها ، التي شملت كل ارضها ومدنها، وشبابها ، في الداخل وكل مدن العالم .
تحية لفلسطين مقاومة ومنتصرة..
*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن الأمة برس