الإغتيال السياسي والتغيير بالسم والدم والسيف والبارود؟
2021-04-28
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

بلى ؛
وعن عمد وسابق تخطيط وترصد ..
يتربص أحدهم لقتل آخر ؟
غدرا بالسم بين العسل
أو بالسيف
ورميا بالرصاص
أو بالتفخيخ وكذلك يفعلون ..
في عملية خاطفة سريعة تسمى " الإغتيال السياسي "
كما حدث مع الرئيس المصري (أنور السادات) في حادثة المنصة التي أستغرقت دقائق قليلة جدا وأنتهى وقضي الأمر (؟!)
لإحداث تغيير في قمة هرم الحكم بالعنف ، بالقوة وإسالة دم الخصم المغدور
وتصفيته جسديا بتحدي وبطولة _كمايظنون _ وإرساله لخلف الشمس بخمس .. كما يتمنون ..
أجل:
" الإغتيالات السياسية " قديمة قدم الإنسان والأرض معا ..
وذهب بعضهم إعتبار قتل قابيل لإخيه هابيل للزواج من أختيهما الوحيدة
بدافع الغيرة والحسد إغتيال سياسي ؟
ونظنها _ لاغير _ أول جريمة جنائية تحدث على وجه الكوكب ؟
الإغتيال عرف منذ القدم جراء الصراع على السلطة والنفوذ والثروة
بين الأمراء والملوك وذوي القوى المتنفذة في كل العصور والحقب التاريخية المختلفة ..حتى اليوم..
بل صار له حضور اليوم أكثر من ذي قبل ؛
وسيستمر إلى يوم الدين ؟
طالما يلازمنا الشر والخير معا
وهو فعل جرمي يعاقب عليه فاعله
ولاتعتبر بحال من الحال سفك قطرة دم إختلاف في وجهات النظر
أوكلام عسل في عسل وباللين وحلاوة اللسان سنصل إلى حل ؟
الإغتيال :
تعبير غاضب ورسالة إحتجاج وأداة للتعبير غير مستحبة ولا مشروعة؟
عربيا ،إسلاميا ، يمنيا ، عالميا..
بل لعله إسلاميا : قدعادت إليه الروح الشيطانية بوقاحة مستفزة ..
وأزداد نشاطه كعمل ( إرهابي ) بين الأوساط المتدينة الراديكالية وبشكل لايرحم
(داعش) لها مثلا..
ودوافع صاحب قرار الإغتيال السياسي كثيرة ومتعددة
بدءآ من الثأر الإجتماعي العائلي ، الشخصي
وحتى السياسي منه وهو الأشهر والأعم الأغلب ،
على قاعدة أيديولوجية عقدية ، متهورة ، مندفعة ، متطرفة .. أو .. عرقية ..
أو .. منظما تقوده مخابرات دول (كإسرآئيل) ..
وكذلك منظمات سرية ، عالمية ،
لها باع في التجارة السوداء والمحرمات وغسيل الأموال وإستثمار المال القذر (كالمافياوات) ..؟
والكل يدينه ، يجرمه ، يحرمه شرعا ..
{ إلا بـفــتوى عدليه ، سديدة جازمة :
_ تخدم مصالح الأمة العليا ؛
كما حدث في بداية العهد النبوي بعد نقض اليهود للعهود
مع الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم وعلى آله وكل صحابته ومن تبعه ومن والاه من يومنا هذا إلى يوم الدين / آمين }
لكونه :
خارج سياق العقل وسلامة المنطق وديموقراطية الإختلاف ؛
ويعكس جهل وبداوة وتخلف الفاعل له
يكشف عدم تحضره بإعمال العقل والحوار والنقاشات الحرة ، المفتوحة..
وإبداء الرأي والرأي الآخرثم القبول به أو رفضه ؛
بصدر متسع أيا كان المحرض عليه فردا أو منظمة أو دولة ؟
{ إن الله لايحب كل خوان كفور } صدق الله العلي العظيم ..
والمتمعن في أسرع وأحدث ما توصل إليه العقل البشري اليوم يلحظ أن :
في بنية القوة الذكية المستحدثة ..
المكتشفة كآليه من آليات التغيير الإستراتيجي للدول والأمم والشعوب في التاريخ الحديث ؟
يجد أن البديل للعمل الأخرق / الإغتيال ؛
ما يشهده العالم اليوم من تحولات جذرية من الثورة إلى الإصلاح ..
من سلوك وفعل الإغتيالات إلى البحث في مقتربات أخرى ذكية للإنتقال وإحداث التغيير من :
_( القوة الخشنة ) العسكرية وإستخدام فقط القوة
_إلى الإعتماد على (القوة الناعمة ، الذكية )
تجميع المهارات وتحفيز القدرات الإبداعية والقيمية والمعلوماتية / التكنولوجية الحديثة وعلوم (النانو)..
وصولا لمايمكن وصفه ب( القوة الصلبة ) الإقتصادية ، التنافسية والولوج في عصر ثورة المعلومات ..
ومع هذا :
_ لاتزال الإغتيالات أداة ووسيلة تحقق أهداف وغايات شتى بإقصر الطرق (الدم / الموت ) للخصم ..
بإقل ثمن وجهد..؟ للأسف البالغ ..
وأدبيآ:
يعود أقدم إستخدام أدبي لكلمة أغتيال سنة 1605م في مسرحية ( ماكبث ) لوليام شكسبير..
وفي جردة حساب سريعة
فأشهر من أغتيل في صدر الإسلام كان لزعماء اليهود أنذاك
لإنهم كانوا يخططون لإغتيال النبي عليه السلام منذ ولادته حتى ظهوره بالدعوة
وبعد نقضهم للعهود والمواثيق ووقوفهم إلى صف أعداء الإسلام أغتيل أبرزهم (كعب بن الأشرف )
ليس لهجائه الرسول وزوجاته بقصيدة آثمة في القدح والتشفي والإزداء المقيت ؛
بعد إنتكاسة المسلمين في غزوة أحد ..
فلم يكن أشهر شعراء قريش المفوهين ، البلغاء ،
وإنما لإهميته و لتقلده زمام أمر اليهود وولائهم المطلق له (؟!)..
وفيما بعد أغتيل : العبهلة الأسود العنسي ؟
وأستمر تدبير وتنفيذ إغتياله عدة سنوات ولم يكن سهلا البتة ووصل خبر مقتله والرسول عليه الصلاة والتسليم على فراش الموت..
وفي الخلافة الراشدة : أغتيل عمر بن الخطاب / عثمان بن عفان / علي بن أبي طالب ..
و الخلافة الأموية : أغتيل الحسن بن علي / وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد /عمر بن عبد العزيز
وعددآ كبيرا في :
الخلافة العباسيه أشهرهم مقتل الخليفة المتوكل ..
كما تمت وفيات مشبوهه لكل من :
معاوية بن يزيد بن معاوي / مروان بن الحكم ؟
وكانت زحمة الإغتيالات أكبر بكثير وبلغت أوجهها في عهد الحشاشين (الباطنية)
فأغتيل أمراء ووزراء سلاجقة عربا وعجما.. وأشهرهم حاكم مدينة صور الصليبي
كذلك حدثت إغتيالات لاتحصى في بلاد الأندلس (الإسلامية ، المفتوحة)..
والقائمة تطول..
وعن أشهر الإغتيالات عالميا:
(سلفادور الليندي) رئيس أمريكي لاتيني ذو خلفيه ماركسية 73م /
وفي الكونغو كابيلا ، ولومومبا /
/ إبراهام لينكولن 1865م على يد ممثل وهو يشاهد عرضا مسرحيا /
وجون كينيدي 63م ثم أخاه فإبنه
فأنديرا غاندي 84م ولحقها إبنها راجيف 91م /..
وقبلهم / المهاتما غاندي 48م
ثم بنازير بوتو 2007م
وقبلها بالطلع:
إسحق رابين 95م
والرئيس السادات في 1981م
من الثوريين :
تشي جيفارا / مالكوم إكس / ومارتن لوثر كينج ..
ويمنيا :
أغتيل الإمام يحيى فالإمام أحمد والرئيس الحمدي وسالم ربيع علي
وعبد الفتاح إسماعيل والرئيس الغشمي فالرئيس صالح ..(؟!)..
ولقد كان ( معاوية بن أبي سفيان ) :
له تاريخ ثري في إغتيال خصومه بمكائد خفية أودت بخصومه للآخرة سريعا ؛
بدس السم في العسل حتى أنه قال :
_ لله در العسل كجندي من جنود الله ؟
بالعسل المسموم تخلص بدهائه .. معاوية .. وقلة دين وذمة من أشد منافسيه :
_ ( مالك إبن الأشتر، والإمام الحسن بن علي ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وغيرهم )..
ما يذكرنا بعبقرية روؤساءنا وملوكنا وأمتنا المبجلين بالأمس القريب .. واليوم ؟
ألم يسم الإمام أحمد ( شاعراليمن الكبير أحمد بن عبدالوهاب الوريث )
وحينما سأله الإمام :
_ مالك قلق ؟
_ أريد أن أبحر ؟
_ إلى خزيمة بإذن الله ..
أجاب عليه الإمام ..
كماالشاعر الحر ، العملاق : ( زيد الموشكي )
وأخوي الإمام أحمد العباس وعبدالله في تعز..
كذلك القذافي وصدام وصالح والخاشقجي آخر شهداء السعوديه ..و..و.. كم نحسب وكم نعد؟!
فالمساحة هنا لا تكفي ولن تتسع ! لو سردناهم كل على حدة بإسمه وموهبته ولقبه ودولته ..
لكنا :
نتذكر جيدآ جزار سورية ( الأسد الأب ) أولا والذي كرس ثقافة الديكتاتور ، المستبد: (الأسد أو نحرق البلد) ؟
أما الإبن الغير حافظ لشيىء على الإطلاق
فلا يزال التسجيل لضحاياه جار والقلم يسجل بكلل
والكاميرا تعمل لاتزال تدور؟..
المقربون من الأب ( حافظ الأسد) لطالما يسمعونه يكرر القول لإبرز رجالات سورية :
_ من كان يريد منا مالا أعطيناه ومن يريد منكم جاها وليناه ؟!
ويسكت ..
فيرددون في سرهم :
- و{من كان لايريد لاهذا ولا ذاك ففي القبر أو السجن أودعناه } ؟
والحدق يفهم ..
وعن الرئيس المهيب (صدام حسين ) نذكر ماسمعناه ، نقلآعنه :
أنه جمع (مجلس قيادة الثوره)
بشكل عاجل ومهم وسري للغاية ؛
وقال لهم أن أحد الجالسين أمامه يبدأ أسمه بحرف الطاء
متآمرعليه ؟
ويتواصل مع أعداء العراق العظيم !
وسيعدم بعد لحظات ( ؟!)..
جراء عمالته وخيانته العظمى للعراق العظيم..؟
وكان بين الأعضاء ويجلس قبالته وأمامه
(طه) ياسين رمضان
و(طه ) محيي الدين
و(طارق ) عزيز ..
وصدام يركز على أحدهم بنظره الثاقب ، المخيف ؟
حالما رآه يرتعش ويهتز ويرتعد ويتوتر فسأله :
_لماذا أنت خائف دون الكل .. وإسمك لا يبدأ بحرف الطاء .. !؟
فأجاب:
_أعرف هذا سيدي ولكنكم تنادونني ( طرطور ) .

 

*سيناريست يمني / هولندي .

*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن الأمة برس

 



مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي