( ياأمة ضحكت ) ! -
2021-04-05
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

تقاس عظمة الشعوب صغيرة كانت أم كبيره
بقوة مواجهتها للنكبات والكوارث والملمات والحروب ..
وهاهي الصين تبرز قبل شهور قوية ،متحدية ،شجاعة ومتحفزة في وجه المرض المعدي الخطير (كورونا ) حينما باغتها بقسوة دون موعد مسبق أو إستئذان..
وأنبرت الصين العملاقة له من الدقائق الأولى لظهوره ، فعزلت ماعزلت من المدن
وألتقطت المرضى والمصابين به من هنا وهناك من كل إنحاء الصين ؛
وقالت للعالم كله:
_ نقبل منكم التعازي / المواساة
ولكن لامجال لقبول المرطبات والبطاطين أو الخيام والساندوتشات أو المهدئآت ؟
وأسرعت خلال عشرة أيام ببناء مستشفى ضخم سعته 1000سرير ومضت بعزم لايلين في مقارعة المجهول الكامن وراء هذا المرض اللعين..وفي أصعب الظروف ..
لايهمها غير تنفيذ خطتها _ الوطنية ، العاجلة والسرية معا_ في حصار هذا الوباء القاتل حتى نهايته
إنقاذا لشعبها كما البشرية جمعاء ..
المتأمل في تفاصيل و إستعداد الصين قيادة وحكومة وشعبا
أمر يدعو للفخر قبل الدهشة يقينا ..
ذلكم المستشفى على سبيل المثال
نجد أن بناءه مستمد من صعوبات بناء الفنادق الخمسة نجوم ويحاكي تصميمه بناء السفن العملاقة والطائرات الجامبو المريحة المأمونة ؛
لكل مريض غرفة ..
تعزله عن الكل/ الجميع :
_ إلا من طواقمها الطبية
وقوافل الرعاية والخدمية الطوعية والمتخصصة
وجميعهم يواصلون رعاية وخدمة المرضى ليل نهار
يتحلقون حول كل طفل وإمرة وشيخ وشاب،
والكل حريص على أن يبنى المستشفى وفق أحدث الطرز حتى اللمسات الجمالية داخله وخارجه ..
ناهيكم عن إهتمامهم بجمع القواعد الهندسية والعلمية في هندسة البناء
جنبا إلى جنب كانت الإدارية
والإنسانية حاضرة
وارض المستشفى لاتزال قاعا صفصا حتى مافوق السطوح..
(علماء إجتماع ونفسانيين للمرضى وأسرهم )؟
في أجواء صادمة وسريعة ومعقدة للغاية ..
وتسنى لهم بناءه كما أرادوا وخططوا له وكأنهم مشتركين في مسابقة إبتكارية للعقارات الجديدة الذكية ، الفلتة..
ليكون نصف فندق وربع طائرة ، وربع سفينة .. من تجهيزات الغرف كغرف للحجر الصحي إلإجباري ؟
محكمة الإغلاق وفيها كل أوجه العلاج والترفيه عن المريض بشكل راقي وإنساني لافت للنظر..
كما علماؤهم في مراكز البحوث والمخترعات الطبية المجهزة صاروا يسابقون الزمن لإختراع أمصال وقائيه وإكتشاف علاجات منقذة تقضي على المرض للأبد لهم ..
ولكل الكرة الأرضية ..
ولو عرجنا على الخلفية الإدارية والسياسية لوجدناها أكثر إشراقآ فلافرق بين مريض ومريضة ومصابة ومصاب ذابوا جميعا على كف رحمة الدولة
والدولة هي من تربت على الجميع بحب ومسؤولية
(في الصين لايعرفون صنم الأمم المتحدة ولو كانت منظمة الصحة العالمية ( وإعرد _مدري_إقلب شابع ) ..
في الصين ألتحم الجميع ببعض
حكومة وشعب يصرخ بلسان واحد ليلا :
_ ( ياماهو / قويه ، لن تستلم )
ولا فروق بينهم اللحظة على الأقل:
لافرق بين يهودي ومسلم .. شيعي ، سني ، روهينغا.. مسيحي و بوذي أوشركسي أو ملحد ؟
الكل في نظر الدولة لا قناديلا ولا زنابيلا
مواطنون ولا رعايا لا أمير بينهم ولا خفير
الكل { أبنائها } ولا تريد منهم لاجزاءا ولا شكورا ..
فقط يستعيد الكل صحتة وعافيته ويعود لبيته وعمله { المنتج } بالطبع
نكرر المنتج
ولاعزاء لمجتمعاتنا
في الصين لايوجد مايسمى بالبطالات المقنعة أو المستترة والظاهرة
و المحدقة في وجه الدولة كحوت سيدنا ( أيوب ) عليه السلام ..
كلهم في هذا الهم وهذه المصيبة سوا..ومتساوون أكتر من أسنان المشط..
وأنا أتأمل ماجرى ولا يزال يجري في الصين وقلوبنا مطمئنة في قدرتهم على تجاوز (الكورونا وأخواتها وباقي عيلتها واللي خلفوها )
والأيام بيننا؟
دعوني أذكر .. هنا .. بحالنا المزري ، المخزي :
بمصائب مرت ولاتزال تمر وبتعسف ، على رؤوس ومصائر وأقدار .. أخوتنا الفلسطينيين منذ ماقبل 48م وحتى اليوم
وهم يعانون ويئنون ويشكون مرارتهم للعالمين والكل يبتسم لهم وحسب
وفي ذات الوقت صدورهم وظهورهم معرضه للطعن والغدر فيهم من دول عظمى كما الصغرى
دون إحساس بهمهم ، ومعاناتهم .. بضمير حي .. قوميا كان أم إسلاميا
وكل يغني لهم ويستغل قضيتهم (المركزية) وهو لايغني إلاعلى ليلاه (؟!) لاأكثر ..
وسيلاه سيلاه وامدرب السيل..!
وعلى ذكر الدول الصغرى
لا ننسى ( البدون ) في الكويت الشقيقة مأساة مواطني الكويت ؟
( البدون ) ويقدر عددهم قبل غزو الكويت ب 350 ألف مواطن محروم من الجنسية الكويتية وهم من يخدم الدولة الكويتيه في الشرطة والجيش والوزارات والجامعات ..إلخ..
ناهيك عن دولة كبرى في المنطقه ( إيران ) ياصديقي ..
قتلت محتجين ومتظاهرين سلميين بالألاف قبل شهور بدم بارد جدا..
وهي من تقتل أخواننا العرب في الأحواز العربيه منذ عقود
(ولامن يسأل عنهم أو يحقق في مظلومياتهم التاريخيه ) ؟
الأمر هنايختلف ..
فقبائلنا نقرة وقبائلهم نقرة أخرى..وسنتحدث في هذا حتى الغد دون حرج ..
لهذا ينفلت غصبا عنا ضحك مجلجل ولو أنه ضحك كالبكاء ؛
وبإتجاه الصين العظيمة ؛
ننثر عليهم رذاذ عطر الإعجاب والإكبار ..
وكل العصافير الملونة .

- من مقال طويل للكاتب

*سيناريست يمني / هولندي 

*المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع



مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي