إسرآئيل تـتــنـفس أمريكا !
2021-03-06
عبدالوهاب جباري
عبدالوهاب جباري

تثار بحدة بين الفينة والأخرى تفاسير شتى لطبيعة العلاقة الحميمية لدرجة العشق المحرم بين المدللة إسرآئيل و(أمنا أمريكا) ؟
أعجاب متبادل هو ، أم شراكة بين طرفين في مشروع واحد وحسب !
وقعت محض صدفة قدرية أم بعد ترتيب ؟
تعاون ثنائي عادي أم فوق العادة ؟
وأكثر من هذا :
_هل ما بينهما تعدى كل ماسبق .. ليرقى إلى تحالف إستراتيجي ماتهزه ريح ياصاحبي ؟
ولو كان الجواب بنعم ..
هل من سبيل لمعرفة كنه وقيمة هكذا تحالف ؟
ثم ماأبرز ، وأشهر ، التحالفات الإستراتيجية بين دول العالم أيضآ ؟
وما أشهر التحالفات عالميآ ؟
وماهي قصة لجوء الدول ؛
لصياغة تجمعات وإتحادات ومنظمات وإندماجات في بعضها دوليآ وعربيآ / إسلاميآ ؟
وأخيرآ ماهي مميزات وعيوب تحالف إسرآئيل / أمريكا ؟
ماذا يعطي هكذا تحالف لإسرآئيل وماذا يخصم من رصيدها القومي ؟
ومن هو في حاجه للآخر:
_ أمريكا لإسرائيل ؟
_ أم إسرآئيل لأمريكا ؟!
وهل تستطيع إسرآئيل الحياة دون ( أمنا أمريكا ) !!
وماذا لو تخلت أمريكا عن إسرآئيل أو تفككت - أمريكا - كالإتحاد السوفييتي ؟
ماوقع هذا التفكك والنهاية على إسرآئيل حكومة وشعبآ ؟
أكتب هذه التساؤلات حتى ظننت نفسي / فيصل القاسم في برنامجه الشهير الإتجاه المعاكس /
وسامحه المولى على تكرار نفسه أحيانا لعدم قرائته كتابآ جديدآ ربما منذ قرن فلغته المستهلكة ، صارت مملة تجبرنا على تغيير برنامجه لآخر، و سريعآ ..
وقبل أن نفلسف هذا وذاك ..
نغوص قليلآ فيما ينبه له مفكرون وساسة ومثقفون وأكاديميون ، من أن :
(التحالف الإستراتيجي أولآ: لايعني الإستحواذ أو الدمج ..
بل هو علاقة تبادلية ، تكاملية بين طرفين أو أكثر .. سواء بين الدول سياسيآ ، أو بين الشركات (إقتصاديآ / ماليآ )..
والكل مستقل ، ويحتفظ بهويته وشخصيته ..
هو إتفاقية لصيانة وتحقيق أهداف مشتركة وهامة للغاية بين طرفين أو اكثر..
ونستشهد بماقاله المفكر(أندريه بوفر):
هوفن إستخدام القوة للوصول إلى السياسة ..هو تعاقد / أداة / ليعين صناع القرار على تنفيذ سياستهم العليا في السلم والحرب..
بلى:
والإسترتيجية تستخدم كوسيلة تؤدي إلى ( أفعال ) .. في مختلف الميادين والأنشطة السياسية بين الدول
والإقتصادية بين الشركات..
ونجاحها الخارجي للدول يؤدي ويحقق تماسك داخلي أفضل..ماديآ ومعنويآ ..
وحين فرزنا المكونات والتحالفات هذه وجدناها كالسيل المدرار العرمرم ، فأنتقينا أبرزها ، أشهرها ، وأهمها :
الأمم المتحدة ، حلف شمال الأطلسي ، جامعة الدول العربية ، مجلس دول التعاون الخليجي ، منظمة المؤتمر الإسلامي ، الإتحاد الأوروبي ، الإتحاد الإفريقي ، دول مجموعة العشرين ، مجموعة الدول الصناعية السبع وآسيان ودول عدم الإنحياز..ونكتفي بماتقدم ..
وإذا ما أهتممنا بتحالف إسرآئيل / أمريكا الإستراتيجي .. يتكشف لنا جزء من أسرار قيام دولة اليهود على فلسطيننا العربية ؛
وبحسب المعلومات القديمة جدآ ..
فإن الحركة الصهيونية ، عرضت إنشاء دولة لليهود خاصة بهم تجمعهم من الشتات
للإمبراطوريات الكبرى أنذاك
ومنهم من أقترح لهم أراض تقتطع من دول افريقية أو أمريكا / أوستراليا / أمريكا اللاتينية إلخ..
ولإن اليهود عبر التاريخ الإنساني الطويل دومآ يعرفون كيف تؤكل الكتف ..
فكانت لهم الأمنية الكبرى (فلسطسن ولا غير فلسطين ) ؟
وعلى الرغم من الإغراءات الشتى ماديآ وسياسيآ ولوجستيآ عالميآ للإمبراطورية العثمانية بإعتبارها يومذاك ..
وتستعمر فلسطين وتخضع للباب العالي عرض اليهود عليهم الأمر / الأمنية
إلا أنهم لإعتبارت دينية محضة منها وضع الأقصى والقدس وكنيسة القيامة رفضوا عرض الصهيونية مليآ..
فلم ييأسوا - اليهود - وبذلوا جهودآ مضنية مع الإتحاد السوفييتي
وكاد أن يفعلها لهم ويتحالف مع دولتهم الجديدة
كما تفعل اليوم أمريكا وربما أكثر ..
لولا.. أنه تراجع في اللحظات الأخيرة منحهم فلسطين -تحديدآ- وطن قومي لهم وأرضآ للميعاد كما يزعمون ؟
لإعتبارات كثيرة منها السياسي الإيديوليوجي فكيف سيسير أخيرآ عكس التيار ، وهو من يدعم حركات التحرروالإستقلال من الإستعمار والإمبريالية ،وينشىء لليهود وطن على اساس إحتلالي ، إستعماري بحت ، ولعوامل داخلية منها حرصه الإحتفاظ بإذكياء اليهود وعلماء الذرة وغيرهم ممن غنمهم من ألمانيا الهتلرية بعد الحرب العالمية الثانية؟
ويعتبرهم من ثرواته القومية لاتفريط فيهم / ولا غنى له عنهم البتة ..
ووعدهم بالموافقة على الفكرة على أن تنفذها قوى أخرى غيره
و سيتحالف معهم ووعدهم وتم لهم ذلك حتى الآن ..
روسيا حليف بإمتياز لهم وتعداد من سمح بعد فترة الهجرة لإسرآئيل كثيرون وأكثر من جاؤوا لإسرآئيل من دول أخرى..
فكان أن حققت بريطانيا حلمهم القديم بتنفيذ وعد ( بلفور) 48م ومنحت مالاتملك لمن لايستحق ( فلسطين ) ..
وبدأت الأحرف الأولى في صفحة المشكلة / القضية الفلسطينية خاصة بعدما تلقفتهم (أمنا أمريكا) وصعدتهم إلى حليف إستراتيجي لها في المنطقه والعالم ..
منطقتنا الغنية بالموارد البشرية والثروات المعدنية من نفط وذهب ويورانيوم وغاز وغيره من المعادن النفيسة وإلى آخر القائمة..
وتعاملت معها كحاملة طائرات أرضية وشرطي لها بشرطتين وصولجان وكإبن مدلل لها في الشرق الأوسط والعالم حتى اللحظة ؟
فكانت أمريكا أول الدول المعترفة بإسرآئيل عند تأسيسها 48 م
وصارت علاقتها هي الأفضل ، دعمتها منذ قيامها عسكريآ ، إقتصاديآ ، سياسيآ ..منه خلال العدوان الثلاثي على مصر 56م
وحرب 67 م
وحرب أكتوبر 73 م
ولا تزال تمدها بالسلاح وتدعمها بالمال وهي من يؤيد إسرآئيل في توجهاتها المستفزة كعدم قيام دولة فلسطين بموجب قرارت الأمم المتحدة و..و..وآخرها وهو الأهم
والأخطر تنكيس طموحات إيران النووية وغيره
ومحاولة القضاء على مشاريعها النهضوية مهما أختلفنا وإيران ..
وتعتبر إسرآئيل منذ الحرب العالمية الثانية من أكثر دول العالم تلقي المساعدات والمنح الأمريكية والأرقام تذكر بعشرات الملايين من الدولارات ..
بإلإضافة وهو الأهم حرص وإلتزام أمريكا على عدم المساس بأمن إسرائيل ، عدم السماح بزعزعته مع أيآ كان من يكون ؟
وما حل بالعراق .. ( ؟ ! ) ما كان إلا تأديبآ له على تجرأه ضرب تل أبيب بصواريخ معدودة من الإسكود .. !؟
ومن فضائل التحالف مع أمريكا سخاءها في بناء قوة إسرآئيل الدفاعيه قبل الهجومية
وتعزيزها بإحدث منظوماتها التكنولوجية الحديثة ، الرقمية المتقدمة كالدروع الصاروخية
ومنح إسرآئيل [ رابط رقمي ] يربطها للنظام الأمريكي لمراقبة إطلاق صواريخ الفضاء والأقمار الصناعية ؟
فيوفر لها الوقت الثمين كإنذار مبكر ، يمكن المدنيين من دخول المأواى ، والملاجىء ، والأنفاق
والتي بنتها أمريكا لهم بكرم غير محسوب ..
وأيضآ لجيشها الوقت الكافي للتصدي والرد..
كما وضعت في مخازن ومستودعات ومستوعبات إسرآئيل مخزونات هائلة من الأسلحة والذخيرة المتطورة ..
وعلى نحو غير عادي يوجد حوار متواصل وتخطيط إستراتيجي منذ 20 عامآ لمجابهة الأخطار الخارجية عليها من الجماعات الإسلامية المتطرفة
ودول تعتبر في نظر هم مارقه كإيران وأذرعها ، كوريا.. إلخ
ولإجل عيون إسرآئيل أجهضت مشاريع كبرى وبرامج نووية لدول عربية كالعراق وسورية وليبيا
والباقي تحت المراقبة والملاحظة الدقيقتين وأهمهم إيران بالطبع..
ودبلوماسيآ :
لاتوجد دولة تحمي إسرآئيل كأمريكا في المنصات الدولية المنددة بها ؟
خاصة في مجلس الأمن ,وفقد أستخدمت حقها في الفيتو كأكثر دولة في مجلس الأمن لتأمين إسرائيل ضد 40 قرار ..؟
منها منع صدور قرار يدين المستوطنات !؟
وهو ما يتعارض مع مثل وأدبيات وأخلاقيات دوله عظمى ووحيدة في العالم؟
كما تتلهف أمريكا أكثر من ربيبتها إسرآئيل لعقد إتفاقات سلام وصلح وإعترافات دبلوماسية وتفاهمات طويلة المدى والآجال مع الدول العربية القوية والفاعلة منها حصريآ..
أكثر من إسرآئيل بعينها بكل الطرق والأدوات والوسائل التي تؤدي إلى روما كما يقال..
لهذا لاغنى لإسرآئيل عن أمريكا حتى - لو - أكتفت ماليآ بعد تحولها إلى دولة منتجة للنفط والغاز المسروق من دول الجوار مصر وفلسطين ولبنان وغيرها ..
نقول حتى لو أستغنت عن المساعدات والمنح الأمريكية والتي بلغت منذ 49 م - 2016 م 125 مليار دولار وقد تصل إلى 170 مليار دولار في نهاية 2030 م..
وأي تخفيض فيها سيؤلم إسرائيل بشدة ..وعن لو تم إلغاءها فسيؤجج توترات إجتماعية داخلية خطيرة ..
بخاصة على ميزانية الدفاع والأمن .. الأمر الذي سيقيدها في تسريع ردات الفعل والفعل المضاد تجاه تحديات أمنية / هجمات من هنا أو هناك خارجية عليها..
فستظل يد إسرآئيل قصيرة وعيونها عمياء ، غير بصيرة بدون أمنا أمريكا؟
ونعني أن أمريكا وهي من هي أمة كبرى بل إمبراطورية ( أسطورة) خطؤها تحالفها مع كيان شرير ، غاصب يسمى إسرآئيل؟
ولهذا:
تحالف وشراكة أمريكا / إسرآئيل على الرغم من فوآئده اللامحدودة لإسرآئيل إلا أن له ثمن يستقطع من إستقلال إسرآئيل التي لا تملك حق القول (لا) لإمريكا لإعتمادها الكبير عليها ؟
إلا عند مراعاة رؤوساء أمريكا نفوذ وسطوة وتأثير اللوبي اليهودي أمريكيآ وعالميآ ؛
من الجانب الإنتخابي وحسابات تأمين الفوز في الإنتخابات ..
فكلمة اللوبي بـ(لا) لمرشح رئآسي لها سحر عصا موسى ؟
وإن أستغفلهم من الممكن أن يكتشف نفسه في المحاكم أو القبر بدلآ عن البيت الأبيض !؟
ولو حتى فاز بدعمهم وحاول الإنقلاب عليهم أو التملص منهم واللعب بذيله غير مكترث للعواقب ؛
يفتعلون له مشكلة ما ، تعكر عليه صفو سني الرئآسة ، يثقلون كاهله بالمشاغبات الإعلامية والمماحكات الحزبية والتشريعية في المجلسين النواب والشيوخ منهم (كلينتون)؟
وما يضمن لإسرآئيل حرية المناورة والحركة إنسجامآ مع أجندتها القومية الخاصة والتي قد لاتتماثل مع الأمريكية
وقد تصل أحيانآ ليس للمواجهة
ولكن بما لايسمح بإنفراط عقد التحالف الإستراتيجي بشكل مباشر يهدد أمن أسرآئيل في المقام الأول ؛
هو الإختلاف - الضيق في صغائر الأمور المنضوي في قائمة شأن البيت الإسرآئيلي الداخلي المحدود لاأكثر- و في حدوده الدنيا..
وكما عرفناه - أي التحالف الإستراتيجي كمعنى دال - أنه لا إستحواذي ولا بإندماجي - أوذوبان كلي - طرف لطرف ؛
كسمكة كبرى تلتقمم صغيرها ..هو كذلك جد مهم لإسرآئيل عنه لإمنا أمريكا والله الشاهد..

 

* سيناريست يمني / هولندي
*المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع



مقالات أخرى للكاتب

  • الدوشـــــــــــــــــــان
  • دردشه رمضانيه مبكرة
  • حكاوى بطعم سلتة الحلبة الصنعانية !





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي