ستراتفور: هجوم إيران على سفينة إسرائيلية يهدد بنشوب تصعيد أكبر

متابعات الأمة برس
2021-03-30

قد تمهد الزيادة الأخيرة في الهجمات البحرية بين إسرائيل وإيران لنشوب تصعيد أوسع يؤدي إلى مزيد من الهجمات على المصالح التجارية الإسرائيلية.

وزعمت "القناة 12" الإسرائيلية يوم 25 مارس/آذار بأن صاروخًا إيرانيًا أصاب سفينة حاويات مملوكة لإسرائيل في بحر العرب بينما كانت تسافر من تنزانيا إلى الهند، وبينما لم تقدم المحطة التلفزيونية مزيدا من التفاصيل، إلا أن التقارير اللاحقة تشير إلى أن سفينة الشحن "لوري" المملوكة لإسرائيل تم استهدافها.

وأظهرت بيانات تتبع السفينة "لوري" تباطئًا حادًا ومفاجئًا في بحر العرب قبل استئناف سرعتها العادية، ووصولها إلى الهند.

هجمات بحرية متبادلة

إذا تأكد أن هذا هجوم مرتبط بإيران، فإن هذا الحادث سيعد ثاني هجوم يُنسب لإيران في الأسابيع الأخيرة، ضد سفينة إسرائيلية، بعد الهجوم على حاملة مركبات "هيليوس راي" في بحر عمان في أواخر فبراير/شباط.

ومن المرجح أن تكون الهجمات الإيرانية ضد السفن التجارية الإسرائيلية ردا على تكرار الهجمات الإسرائيلية ضد السفن الإيرانية منذ عام 2019.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم 11 مارس/آذار أن إسرائيل نفذت "على الأقل عشرات" الضربات ضد السفن التي تتجه إلى سوريا منذ 2019، والتي تحمل النفط الإيراني بالأساس.

وأضاف التقرير أن عملية هجوم واحدة على الأقل حدثت في فبراير/شباط 2021 تشير إلى أن هجوم إيران على "هيليوس راي"، كان ردًا على هذه الضربات الإسرائيلية.

كما اتهم المسؤولون الإيرانيون إسرائيل بتنفيذ هجوم إرهابي ضد حاوية إيرانية كانت تتحرك عبر شرق البحر المتوسط، بعد أن تكبدت السفينة انفجارا على متنها في 12 مارس/آذار.

 ومن غير المرجح أن تتوقف إسرائيل عن استهداف السفن التي تحمل البضائع الإيرانية والإمدادات إلى سوريا، وقد نفذت أيضًا غارات جوية ضد سلاسل الإمداد البرية في كل من سوريا وإيران.

مخاطر التصعيد

وتشير الضربة الأخيرة إلى أن نطاق عمليات إيران التي تستهدف المصالح الإسرائيلية يمكن أن تتوسع إلى ما وراء الشرق الأوسط.

وارتبطت إيران بعدد من الهجمات ومصادرات السفن التجارية على مدار العامين الماضيين، لكن الانفجارات السابقة المرتبطة بإيران كانت تُعزى حتى الآن إلى ألغام يتم لصقها ببدن السفن، وقد اقتصرت على المياه القريبة نسبيا من ساحل إيران (مثل خليج عمان والخليج الفارسي).

لكن صلة إيران بالهجمات على السعودية والتي شملت صواريخ "كروز" والطائرات المسيرة، تعني أن إيران لديها القدرة على استخدام هذه الأنظمة ضد السفن أيضًا، مما سيمكن طهران من توسيع النطاق الجغرافي لهجماتها في بحر العرب.

وإذا استمرت ديناميكية "العين بالعين" بين إسرائيل وإيران، فمن المرجح أن تتوسع الهجمات خارج حدود إيران المباشرة لاستهداف الشحن التجاري في بحر العرب، بالإضافة إلى استهداف الوجود التجاري الإسرائيلي في أماكن مثل الهند وباكستان وشرق أفريقيا و جنوب شرق آسيا.

وعلى الرغم من التطبيع المستمر بين إسرائيل والعديد من دول الخليج العربية، فإن عدد الأهداف الإسرائيلية بالقرب من حدود إيران محدود نسبيا.

في الماضي، استخدمت إيران جهاز استخباراتها وأمنها في الخارج لاستهداف الوجود الدبلوماسي الإسرائيلي في شرق أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا ردا على الاغتيالات الإسرائيلية للعلماء الإيرانيين.

وبالتالي من الممكن أن تكون إيران مستعدة لاستهداف الوجود التجاري الإسرائيلي في تلك البلدان، ومن شأن هذا أن يوسع بشكل كبير عدد الأهداف المحتملة، التي ستكون أخف من استهداف الأهداف الدبلوماسية الإسرائيلية، وأسهل بالنسبة لإيران أو المدعومين من إيران.

ومن المرجح أيضًا أن إيران ستحسب رد فعل إسرائيل قبل الضربات من أجل الحد من خطر الانزلاق لتصعيد كبير أو ردود الفعل الدولية المضادة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي