هل تتقارب تركيا مع الإمارات؟

متابعات الأمة برس
2021-03-28

في 13 مارس/آذار، قال وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" إنه "لا يوجد سبب يمنع إصلاح العلاقات مع الإمارات إذا اتخذت الإمارات خطوة إيجابية"، وكان تصريح "جاويش أوغلو" تغييرا ملحوظا عن تأكيده السابق في ديسمبر/كانون الأول أن سياسات الإمارات تجاه تركيا كانت "غير ودية على الإطلاق"، وأن جهود الوساطة مع أبوظبي "لم تحقق أي فائدة".

ومع ذلك، فإن هذه التصريحات جاءت بعد تعليقات تصالحية من قبل وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "أنور قرقاش" قبل مغادرة منصبه الشهر الماضي، وفي 10 يناير/كانون الثاني، قال "قرقاش" إن "الإمارات ليس لديها أي مشاكل مع تركيا، مثل قضايا الحدود، وبالتالي ليس لديها سبب للصدام مع تركيا".

وبالرغم من الخطاب الجديد لـ"جاويش أوغلو"، فإن احتمالات تراجع حدة التنافس بين الإمارات وتركيا تبقى ضئيلة. وتخوض الإمارات وتركيا منافسة شرسة، شكلت طريقة استجاباتهما للأزمات الأمنية الإقليمية وجرّت القوى الإقليمية الأخرى في لعبة الاستقطاب والتنافس. كما أن توسع المنافسة بين الإمارات وتركيا ليشمل المسارح العالمية، مثل شرق البحر المتوسط وأفريقيا وأوراسيا، يزيد من تعقيد مسار المصالحة بين أنقرة وأبوظبي.

واشتعلت المنافسة بين تركيا والإمارات منذ الربيع العربي. وبينما رحبت تركيا بالانتخابات التي جاءت بـ"الإخوان المسلمون" في تونس ومصر عام 2012، نظرت الإمارات بقلق إلى انتصار الديمقراطية وحركات المجتمع المدني الإسلامية. وقد تحول هذا الانقسام تدريجيا إلى مجموعة واسعة من الخلافات حول شؤون الشرق الأوسط.

ودعمت الإمارات انقلاب "عبدالفتاح السيسي" الدموي في مصر عام 2013، وطبعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا عام 2018، ودعمت هجوم الجنرال الليبي "خليفة حفتر" على طرابلس في أبريل/نيسان 2019. كما قادت حصار قطر الذي بدأ في يونيو/حزيران 2017، وأشادت بانسحاب الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" من الاتفاق النووي الإيراني في مايو/أيار 2018 

وقطعت تركيا العلاقات الدبلوماسية مع مصر عام 2013، واستمرت في التشكيك في شرعية "الأسد"، ودعمت الهجوم المضاد الناجح لحكومة الوفاق الوطني ضد "حفتر" في ليبيا. وتعارض تركيا أيضا سياسة "أقصى ضغط" الأمريكية ضد إيران، وأعربت باستمرار عن تضامنها مع قطر.

وأدى تطبيع العلاقات الإماراتية مع إسرائيل في أغسطس/آب 2020 إلى زيادة التوترات بين أنقرة وأبوظبي، بالرغم أن تركيا حافظت على علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ مارس/آذار 1949. ووصف "أردوغان" التطبيع الإماراتي الإسرائيلي بأنه "تحرك ضد فلسطين"، وهدد بالتعليق التام للعلاقات الدبلوماسية مع الإمارات.

 ويبقى حل خلافات السياسة الخارجية بين تركيا والإمارات معقدا بسبب قيادة كل منهما لتحالفات فكرية متنافسة في الشرق الأوسط. وقد انضمت السعودية ومصر والبحرين إلى مواقف الإمارات المناهضة للثورة والإسلاميين، وترى بدرجات متفاوتة أن سلوك تركيا الإقليمي يمثل تهديدا. وشاركت الدول الأربعة في منتدى "فيليا" (الصداقة) الشهر الماضي في أثينا، والذي كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه مؤتمر مناهض لتركيا.

وشكلت تركيا وقطر تحالفا فكريا يدعم حركات المجتمع المدني الإسلامية ويبدي انحيازا للاحتجاجات الشعبية في العالم العربي. ومن غير المرجح أن تؤدي جهود تركيا لتهدئة التوترات مع مصر والسعودية، واتفاقية العلا في 5 يناير/كانون الثاني التي أنهت الحصار المفروض على قطر، إلى هدم هذه الكتل الفكرية المتنافسة.

وتسببت التصريحات الرسمية القاسية وحرب البيانات بين الإمارات وتركيا في إثارة هذه الخلافات في السياسة الخارجية وإثارة العداء على المستوى الشعبي. واتهمت تركيا الإمارات بدعم محاولة الانقلاب عام 2016 ضد الرئيس "رجب طيب أردوغان"، وفي مايو/أيار 2020، قال "جاويش أوغلو" إن الإمارات كانت تحاول "بث الفوضى" في الشرق الأوسط.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي