ناشيونال إنترست: تركيا وإيران تقتربان من الصدام في العراق

متابعات الأمة برس
2021-03-16

على مدى الأسابيع الماضية، أصبح العراق نقطة احتكاك رئيسية بين إيران وتركيا. وانتقد السفير الإيراني لدى العراق "إيراج مسجدي"، في 27 فبراير/شباط، التدخل العسكري التركي في العراق، داعيا أنقرة إلى سحب قواتها من العراق.

وقال "مسجدي" في مقابلة مع قناة "رووداو" الكردية: "لا نقبل إطلاقا من أي دولة، سواء كانت تركيا أو أي دولة أخرى، التدخل في العراق عسكريا أو أن يكون لها وجود عسكري في العراق". وشدد كذلك على أن "العراق يجب أن يحافظ على أمن العراق".

ورد المبعوث التركي إلى العراق "فاتح يلدز" على "تويتر"، قائلا إن نظيره الإيراني "آخر شخص يمكن أن يلقي محاضرة لتركيا بشأن احترام حدود العراق". وفي أعقاب هذا الخلاف، استدعت طهران وأنقرة سفيريهما لدى بعضهما البعض للتعبير رسميا عن رفض ما حدث.

وجاء الخلاف الدبلوماسي وسط تزايد الوجود العسكري التركي في شمال العراق لمحاربة مسلحي "حزب العمال الكردستاني". وفي 10 فبراير/شباط، نفذت أنقرة عملية عسكرية في "جبل كاره" بمحافظة دهوك العراقية لإطلاق سراح عدد من الرهائن الأتراك المحتجزين لدى الحزب. وبعد فشل العملية ومقتل 13 رهينة، هدد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بأن بلاده ستوسع حملتها ضد "حزب العمال الكردستاني" إلى سنجار، وهي منطقة استراتيجية تقع على حدود العراق مع سوريا.

وفي أعقاب تهديدات "أردوغان"، نشرت "قوات الحشد الشعبي" العراقية الموالية لإيران آلاف الجنود في 3 ألوية في سنجار لمواجهة ما يرون أنه نية لدى أنقرة لاحتلال أجزاء من بلادهم. في المقابل، اعتبرت وسائل الإعلام التركية أن قوات الحشد الشعبي تتدخل لإنقاذ حزب العمال الكردستاني الأمر الذي يعتبر مؤشرا على دعم إيران للمسلحين الأكراد.

وبالنظر إلى ذلك، قد يقول البعض إن تباين النهج الإيراني والتركي ​​تجاه المسلحين الأكراد في العراق هو العامل الرئيسي وراء التوترات الأخيرة. ومع ذلك، فإن مثل هذه الحجة ستتجاهل حقيقة أنه مؤخرا في يونيو/حزيران 2020، شنت طهران وأنقرة ضربات جوية ومدفعية متزامنة ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق، ما أثار تكهنات بأنهما نسقا تحركاتهما العسكرية. فما الذي تغير في أقل من عام وأثار الخلاف بين الجانبين حول نفس القضية على ما يبدو؟ 

حسنا، بالنظر إلى الصورة الكبيرة، فإن الخلاف بين طهران وأنقرة في العراق متجذر في اعتبارات توازن القوى وسعيهما إلى نفوذ أكبر. وعلى مدى العامين الماضيين، كان لدى القادة الإيرانيين انطباع بأن نفوذهم في العراق آخذ في التراجع. وكانت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في العراق في أواخر عام 2019 ضد الدور الإيراني أول علامة رئيسية على هذا التراجع، وقد وجه اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني اللواء "قاسم سليماني" أشد ضربة لنفوذ طهران.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي