
قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، ، إنه "لا توجد مشكلة" لديه في إعادة العلاقات رفيعة المستوى بين بلاده ومصر.
وهذا تحول يأتي بعد 7 سنوات من الجمود في العلاقات بين البلدين بدأ بعد دعم تركيا للرئيس المصري السابق "محمد مرسي"، الذي انتُخب عام 2012، وينتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمين".
وأُطيح بـ"مرسي" عام 2013؛ إثر احتجاجات وانقلاب عسكري قاد إلى تولي "عبدالفتاح السيسي" رئاسة البلاد عام 2014.
بعد ذلك، دخلت علاقات مصر مع تركيا في حالة من الجمود العميق.
وقال "أردوغان" (الجمعة) إن الاتصالات مع مصر "ليست على أعلى مستوى، لكنها مستمرة على مستوى معين"؛ ما يعني أنه و"السيسي" لم يبرما الصفقة بعد.
فصل جديد في علاقات تركيا مع العالم العربي؟
سيكون للتغيير في العلاقات المصرية التركية تأثير كبير على المنطقة؛ حيث تتشابك بشدة العلاقات السياسية والدبلوماسية.
كما أنه ليس من قبيل المصادفة أيضًا أن يأتي تواصل "أردوغان" مع مصر بعد تحسن العلاقات بين القاهرة والدوحة، الشريك العربي الأهم لأنقرة، ويلفت "محمد سعيد" (صحفي مصري) هنا إلى الاتجاه الدافئ في العلاقات بين مصر وقطر عقب قمة مجلس التعاون الخليجي التي انعقدت قبل قبل شهرين.
إذ أدى القرار الذي اتخذته مصر والإمارات والسعودية والبحرين في يناير/كانون الثاني بدفن الأحقاد مع قطر، وهي مصالحة سهلتها الولايات المتحدة والكويت، إلى إعادة التفكير في استراتيجية أنقرة الإقليمية، بما في ذلك مع السعودية؛ حيث لا تزال العداوة بينهما محتدمة.
فقد جرت جريمة قتل الصحفي "جمال خاشقجي" في إسطنبول، واستمتعت حكومة "أردوغان" بوضع ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، والمملكة في موقف محرج.
وأجرى "أردوغان"، والملك "سلمان بن عبدالعزيز آل سعود" محادثة هاتفية نادرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 خلال القمة الافتراضية لمجموعة العشرين، اتفقا خلالها على "إبقاء قنوات الحوار مفتوحة لتحسين العلاقات الثنائية والتغلب على المشكلات"، حسب بيان تركي رسمي.
وكتبت التركية "أمبرين زمان" (مراسلة المونيتور لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا) أنه بعد الإفراج عن تقرير المخابرات الأمريكية مؤخرا، الذي حمل مسؤولية القتل لولي العهد، "التزمت تركيا -وهي من أشد المنتقدين للعائلة المالكة في المملكة- الصمت"، بدلا من إثارة ضجة.
وكان تصريح "أردوغان"، الجمعة، مخفف الحدة بشكل غير معهود، ويبدو أنه حزين بشأن المملكة. إذ قال: "اسمحوا لي أن أضيف شيئا آخر، يحزننا انخراط السعودية حاليا في مناورة مشتركة مع اليونان. لا نود أن نرى المملكة تتخذ مثل هذا القرار. بالطبع سنبحث هذا الأمر أيضا مع السلطات السعودية. نعتقد أن هذا ما كان يجب أن يحدث، ولا ينبغي أن يكون على هذا النحو".