في عددها الجديد : مجلة "الجديد" تعيد فتح ملف شهرزاد

2021-03-03

لندن - قدمت مجلة “الجديد” الثقافية اللندنية عددها الجديد الرابع والسبعين لشهر مارس 2021، مواصلة نهجها في فتح أهم قضايا الأدب والفكر في العالم العربي، وخصصت عددها الجديد لملف بعنوان “شهرزاد المآسي”، مقدمة رؤية بانورامية للكتابات السردية النسوية.

في افتتاحية العدد الجديد من المجلة بعنوان “هل قرأت هذا الكتاب؟ عن خيارات الأفراد في مجتمعات الأخ الأكبر”، كتب رئيس تحرير المجلة الشاعر السوري نوري الجراح عن قراءة الأدب ورؤيته الخاصة لها.

يقول الجراح “العلاقة بالكتب وبالقراءة تحيط بها لدى الكتاب طائفة لا تنتهي من الأسئلة، عن موضوعات القراءة، هوية القارئ وسبل القراءة، زمن القراءة، أمكنة القراءة، فضلا عن صيغ القراءة، وحالاتها، ومراميها، ومآلاتها، جملة كبيرة من الأسباب والعناصر التي تتشكل من خلالها شبكة مغرية من الموضوعات المؤسسة لعلاقة القارئ بالكتاب”.

ويضيف “بالنسبة إليّ هناك دائما برنامج القراءة، بوجهيه الثابت والمتغير، ولطالما كان لعنصر الوقت دور في المسألة. وكم من الكتب تقبع في رفوف مكتبتي وعناوينها المغرية تتقافز أمام عينيّ، منتظرة تفرّغي لها. القارئ الشغوف بالكتب في حرب ضروس مع الزمن”.

ملف العدد

إضافة إلى الملف ضم العدد مواد وازنة في ثيمات مختلفة من مقالات نقدية وأفكار ونصوص سردية وشعرية

يضم العدد ثلاثة ملفات، جاء الأول بعنوان “شهرزاد المآسي”، والثاني تحت عنوان “شيخوخة الأمير الصغير”، والثالث موسوم بـ“أب وابن – الهوية المزدوجة”.

يحتوي الملف الأول على 14 قصة لكاتبات من فلسطين والأردن، مع مقدمة تعريفية بكتابات النساء في هذين البلدين بدءاً من النصف الثاني في القرن الماضي، مع التركيز على نتاجات الكاتبات في ربع القرن الأخير. وتشير مقدمة الملف إلى التجارب الأنضج التي مثلتها الأسماء الرائدة التي أسهمت في رفع شأن القصة القصيرة النسوية، لاسيما التي برزت في سبعينات القرن العشرين وثمانيناته كهند أبوالشعر ورجاء أبوغزالة وزليخة أبوريشة وسامية عطعوط وليلى الأطرش وسهير التل وتيريز حداد وإنصاف قلعجي وليانة بدر وليلى السائح ومي جليلي.

أما الحقبة الحاسمة لظهور الأصوات النسائية وتعدّدها وتنوّع إنتاجها في البلدين المشار إليهما فهي ما ندعوه بجيل التسعينات القصصي، فقد تميزت حقبة التسعينات من القرن الماضي بكثرة الأصوات النسائية وتميز إنتاجها، إلى جانب اتساع الوعي بالنبرة النسوية والتعبير عن قضاياها وصوتها مع التحرر نسبيا من الوصاية الذكورية.

14 قاصة، والقصص التي يضمّها الملف مكتوبة بأقلام كاتبات ينتمين إلى المرحلة الأخيرة على وجه العموم، وهي مرحلة بدأت مع ظهور جيل التسعينات من القرن الماضي وهي مستمرة إلى اليوم، ومعظم السمات الفارقة التي تسم الإنتاج النسوي الجديد قادمة من حصاد ذلك الجيل.

ويحتوي الملف الثاني على مقالة نقدية ونصوص مختارة من كتاب حمل عنوان “شيخوخة الأمير الصغير”، وهو نص أدبي للكاتب والرسام اللبناني الفلسطيني نبيل أبوحمد عبارة عن تناص مع القصة البديعة التي وضعها الكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت أكزوبيري.

أما الملف الثالث فهو حوار مع الكاتب السوري بالإيطالية شادي حمادي ونصوص من كتابه الأدبي المبتكر الذي سيصدر الشهر المقبل تحت عنوان “أب وابن – الهوية المزدوجة”، وهو عبارة عن مواجهة أدبية بيوغرافية بين أب مهاجر وابنه المولود في ميلانو لأمّ إيطالية، ورحلة مواجهة للابن المولود في المنفى لأب مهاجر، وبحث في الهوية المزدوجة.

نوافذ ثقافية

العدد يحتوي على ثلاثة ملفات، جاء الأول بعنوان “شهرزاد المآسي”، والثاني تحت عنوان “شيخوخة الأمير الصغير” أما الثالث فهو موسوم بـ“أب وابن – الهوية المزدوجة”

إضافة إلى الملف ضم العدد مواد وازنة في ثيمات مختلفة، بداية بالحوار الذي أجرته “الجديد” مع السوبرانو السورية والأكاديمية المهاجرة في نيويورك لبانة قنطار التي قدمت رؤاها حول الفن الأوبرالي وعلاقته بمختلف النواحي الأخرى الراهنة والتي يعاني منها الإنسان.

تقول قنطار “الغناء الأوبرالي من حيث الحرفية هو أقصى درجات التعبير الصوتي، وهو كما نعرف مرتبط بالأوبرا التي هي فن مركب وجامع لذروة الفنون كالمسرح والشعر والرقص والموسيقى والتشكيل، فمن خلال هذه الفنون العريقة واتساع شريحة المهتمين بها في أوروبا وانتقالها من النخبة إلى عامة الشعب استطاعت الأوبرا أن تكون انعكاسا للثقافة والطموح وتطلعات الفكر الراقي بشموليته وجمالية تعبيره”.

وتضيف “من تمازج الألحان الكنسية وأساليب أدائها مع المواضيع والنصوص الجديدة الدنيوية خلق هذا الفن. ولعل أهم ما يميز الغناء الأوبرالي هو صفته التعبيرية، فمن خلال هذا الصوت يجري تظهير أبعاد الشخصية الدرامية التي تمثلها في العمل المسرحي الأوبرالي، وذلك وفق دراسة طويلة ومعقدة سوف أحاول تلخيصها هنا لكي يتلمس القارئ خطوات بناء المغني الأوبرالي على كافة الأصعدة وليس من الناحية التقنية فقط”.

وقدم الكاتب التونسي أبوبكر العيادي رسالته الباريسية بعنوان “الفلاسفة وإشكالية التلقيح”، فيما نجد مقالات فكرية أخرى نذكر منها “العقل الفلسفي والروح الغاضبة.. خليل حاوي: مقاربة رموزية” لأنطوان أبوزيد، “انتحار العقل” لأحمد البرقاوي، “العقل والسؤال في فنون الأسئلة وآفاقها” لكاهنة عباس، “شادي حمادي: الهوية المزدوجة” ليسرى أركيلة، “ثمار العقل الآثم.. خيرية العلم والمنافع الشريرة للسياسة” لعبدالعالي زواغي، وغيرها.

ونجد في هذا العدد قصائد جديدة للشاعر نوري الجراح بعنوان جامع “نَدَمُ سُقْراط.. أنشودات ومرثيات”، وقصة طريق دمشق للكاتب السعودي فهد العتيق.

ونجد أيضا دراسة لمسرحة “مارتير” للمخرج التونسي الفاضل الجعايبي، بقلم المسرحية التونسية سهام عقيل التي ترى أنه “في مقاومة التيه.. يتشبث الجعايبي ببوصلة السؤال جدلا عن طريق النفي، ونفي النفي ليرسم محيط السؤال هندسيا جدليا، ثم يدخل بمرح ومرونة ليصنع بيّنة المسرحية. فيبدأ الطريق مجددا بروح أخرى وفق قواعد اللعبة المتغيرة في الآن الخاص بها والهنا المتجذرة دائما، نحو الهاجس التونسي الذي يدافع عنه”.

واختتم العدد بمقال لمؤسس المجلة الدكتور هيثم الزبيدي بعنوان “نعاتبكم على تقبّل الوصايا”، الذي تطرق فيه إلى قضايا السؤال والتساؤل التي تغيب عن المثقفين قبل الناس العاديين والركون إلى المألوف وانتصار الشعبوية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي