
لا شك في أن الضربة الأميركية التي قتلت قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، العام الماضي، كانت قاسية جداً على طهران، لتبدأ بعدها التكهنات حول آلية الرد.
فبعد أيام قليلة من العملية حرّكت إيران صواريخها باتجاه قاعدة "عين الأسد" في العراق، محاولة استهداف قوات أميركية كانت متواجدة هناك.
دقائق معدودة عاشها ما يقارب ألف جندي أميركي، فصلهم عن الموت معلومات قليلة تواردت عليهم من مركز القيادة، وكشفتها شهادات وردت في برنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي بي أس نيوز" الأميركية.
"وقد لا ننجو"
في التفاصيل، وصلت معلومات من ضابط مخابرات للرائد في الجيش الأميركي، آلان جونسون، تفيد بأن 27 صاروخاً إيرانياً باليستياً متوسط المدى في طريقها لتسوية قاعدة عين الأسد القابعة على بعد 120 ميلاً غرب بغداد، مؤكدة أن فرص النجاة غير مؤكدة حال عدم التحرك.
وأضافت الشهادات بأن القوات الأميركية كانت تراقب الوضع، وعليه سارعت اللفتنانت كولونيل في سلاح الجو، ستاتشي كولمان، ورفاقها بإخلاء أكثر من 50 طائرة و1000 جندي قبل سقوط الصواريخ.
إلا أن القاعدة كانت بحاجة إلى تحضير، فكان القرار الأول أن يتم تقسيم الفريق الأميركي على أساس القدرة القتالية.
وتم الاتفاق على إرسال معظم جنوده إلى الصحراء، ليشاهدوا الهجوم، لو وقع، بأمان.
“The only thing I can actually come up with is that the hand of God protected us… nobody should have lived through this,” says Army Major Alan Johnson about the night in January 2020 when Iranian ballistic missiles rained down on a U.S. airbase in Iraq. https://t.co/QbbRizRZ79 pic.twitter.com/htYJL7LiTd
— 60 Minutes (@60Minutes) March 1, 2021
ماكينزي رسم الخطط وتابع التنفيذ
كما أشارت التفاصيل أيضاً إلى أن قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال فرانك ماكينزي، كان قد حدد من مقره في ولاية فلوريدا توقيت الإخلاء بشكل صحيح، مشدداً على ضرورة الحذر، ففي حال الخطأ سيعلم الطرف المهاجم بالأمر ويغير الخطط.
وكان الإيرانيون يراقبون القاعدة عبر الأقمار الصناعية التجارية، ما اضطر ماكنزي لأن ينتظر إيران لتحميل آخر صورة ثم الإخلاء، حينها رأت طهران قوات على الأرض وعمال ولم ترَ عمليات إخلاء. وأضاف: "أعتقد أنهم توقعوا تدمير عدد من الطائرات، وقتل عدد من أفراد الخدمة الأميركية".
After Iran’s January 2020 missile attack on a U.S. airbase in Iraq, Iran was on alert for a possible U.S. strike. Hours later, it mistakenly shot down a Ukrainian airliner — flight 752 — thinking it was an American bomber. 176 people died. https://t.co/ctCoaaykj1 pic.twitter.com/765T0Zlwqm
— 60 Minutes (@60Minutes) March 1, 2021
16 صاروخاً.. أفضل الملاجئ ما بناها صدّام
أطلقت إيران في تلك الليلة ما مجموعه 16 صاروخاً من ثلاثة مواقع، سقط 11 منها في قاعدة عين الأسد، فيما ضلّت 5 منها طريقها.
ومع انهمار الصواريخ بوزن ألف باوند لكل منها، لم يكن أمام الأميركيين إلا الركض، فقد اختبأ جونسون في ملجأ صمم لحماية القوات من الرؤوس الحربية الأصغر التي تزن 60 باوندا فقط، في وقت خلت فيه القاعدة من أي نظام صد.
وأدت الانفجارات إلى اندلاع النيران التي كانت تصل إلى المخابئ، ولم توفر الملاجئ حماية أبداً.
وقالت كولمان كانت أفضل المخابئ هي ملاجئ الغارات الجوية التي بنيت في عهد صدام حسين، لكن لم يكن هناك ما يكفي منها.
80 دقيقة بحضور ترمب
عند الساعة الواحدة و34 دقيقة صباحا، سقط أول صاروخ، ومع قدوم الآخر بدأ الركض، استمرت الحال هكذا 80 دقيقة، لم تسفر عن أية قتلى.
وبينما كان ماكينزي، يتابع الهجوم من غرفة صغيرة في مقره في فلوريدا، حضر وزير الدفاع ثم الرئيس ترمب.
وعندما أشرقت الشمس، قام الناجون بمسح الأضرار، فيما شخص الأطباء العسكريون أكثر من 100 إصابة.
CBS publica un vídeo que muestra cuatro misiles iraníes impactando contra la base Ain Al Assad en Irak. El ataque fue el año pasado tras la muerte de Soleimani pic.twitter.com/HVd9DlZSuT
— 6w (@6w_es) March 1, 2021
إلى ذلك، وصف ماكينزي ما حدث بأنه هجوم لا يشبه أي شيء وتكلفته كانت ستكون كبيرة جداً، مشدداً على أنه لو لم تتحرك القوات الأميركية بهذه الطريقة لكانت أمام حرب لا محالة، لأن الضربة الإيرانية كانت ستخلف قتلى بين الجنود الأميركيين وهو ما كان سيدق أجراس الحرب لا محالة.