
بالتأكيد اختبر جميع الرياضيين إحساس آلام العضلات بعد التمارين الرياضية، التي قد تتسبب في بعض الأحيان في فقدان الرياضيين القدرة على الحركة ليوم أو ربما أكثر، وفي الحقيقة تدور الكثير من الأسئلة حول حقيقة آلام العضلات بعد ممارسة التمارين الرياضية في ما إذا كانت دليلاً حقيقياً على فعالية التمارين الرياضية وحصول المجموعات العضلية التي تم استهدافها على الفوائد الكاملة من ممارسة الرياضية أم أن الأمر مجرد إرهاق يدل على التحميل والضغط الزائد على عضلات الجسم؟
حلول سحرية لعلاج ألم العضلات بعد التمرين
ومن أجل الإجابة عن هذا السؤال؛ فإن التقرير التالي سوف يقدم الإجابات المنطقية حول حقيقة أسباب آلام العضلات بعد ممارسة التمارين الرياضية، وما إذا كانت تدل حقاً على إيجابية التمارين التي تمت ممارستها أم هي انعكاس لممارسة الخاطئة للتمارين فحسب.
لبناء العضلات ومد الجسم بالطاقة.. ما أفضل المصادر للكربوهيدرات؟
في البداية يجب أن نحصر نوع الألم الذي سوف نتناوله في السطور التالية؛ لأن آلام العضلات لها أنواع مختلفة، لذلك فإن نوع آلام العضلات الذي سنستهدفه بالشرح هو ذلك النوع الذي لا يشعر به الرياضيون في أثناء ممارسة التمارين الرياضية، ولكن بعد الانتهاء من ممارستها، وهو ما يُعرف باسم آلام العضلات المتأخرة، أو كما يسميه المتخصصون DOMS.
ما هي آلام العضلات المتأخر DOMS؟
يرى طبيب العلاج الطبيعي بلير كالاهان أن آلام العضلات المتأخرة التي تصيب الرياضيين عقب الانتهاء من ممارسة التمارين الرياضية بعد فترة زمنية متفاوتة تصل إلى 24 ساعة تُعتبر أمراً طبيعياً؛ حيث تدل آلام العضلات المتأخرة على التمزقات التي تحدث لألياف العضلات وأنسجتها بسبب تحملها لضغط تتعرض له للمرة الأولى أو ضغط يفوق قدرة تحملها.
وتتضمن الساعات الأربع والعشرين الأولى بعد التمرين زيادة بطيئة في تدفق الدم إلى العضلات التالفة بالإضافة إلى الهرمونات والبروتينات للمساعدة في الشفاء، وفي اليوم التالي يتمم الجسم عملية غمر العضلاتك تماماً بالدماء والسوائل الخلوية؛ وهو الأمر الذي يتسبب بآلام العضلات بسبب زيادة الضغط على العضلات المتأثرة.
أسباب ألم العضلات بعد التمرين.. ولماذا لا يشعر به البعض؟
ولكن مع اعتياد العضلات على ممارسة التمارين الرياضية يلاحظ الرياضيون أن الإصابة بآلام العضلات بعد التمرين أصبحت غير موجودة؛ وهذا دليل قاطع وصادق على زيادة كثافة الأنسجة والألياف العضلية التي تمثل أساس قدرة العضلة على التحمل.
ماذا يعني عدم الشعور بآلام العضلات بعد التمرين؟
في الحقيقة ليس من الضروري أن يشعر الرياضيون بآلام العضلات في كل مرة يمارسون فيها التمارين الرياضية؛ فعدم مداهمة الأوجاع وآلام العضلات للرياضيين لا تعني على الإطلاق عدم استفادة مجموعاتهم العضلية التي تم استهدافها بفوائد ممارسة الرياضية
فعلى الصعيد الطبي عضلاتك بعد التمارين الرياضية حتى بعد اكتساب جسدك للقوة تعاني من آلام العضلات، ولكن بدرجة بسيطة للغاية لا تجعلك تشعر بها.
وعلى أي حال ينصح المتخصصون الطبيون والرياضيون دائماً بالحفاظ على شرب كميات مناسبة من المياه دائماً في أثناء ممارسة التمارين الرياضية؛ بسبب أهميتها الكبيرة في تخفيف حدة الشعور بألم العضلات المتأخرة.
هل تدل آلام العضلات على فعالية التمارين؟
وهنا نعود إلى السؤال الأول: هل تدل آلام العضلات على فعالية التمارين؟ والإجابة ببساطة وبعض الاختزال هي: نعم، تدل آلام العضلات على استفادة الجسم من التمرين، وأن العضلات في طريقها إلى التحسن وزيادة كتلتها، ولكن آلام العضلات قد تقل مع التقدم في ممارسة التمارين والوصول إلى مستوى الاحتراف، وفي هذه الحالة قد لا تشعر بألم في العضلات كما في السابق، لكن العضلات ما زالت تتحسن بفعل التمرين. ونعيد التركيز أن المقصود هنا هي آلام العضلات التي وصفناها بالأعلى، وليست تلك الناتجة عن الإصابة أو الخطأ في طريقة ممارسة التمرين.