ما بين صقور إيران وإسرائيل.. محاولات لإفشال بايدن بإنقاذ "الاتفاق النووي"

متابعات الامة برس:
2021-02-21

الرئيس الأمريكي، جو بايدن

لندن-وكالات: هناك هدف واحد يجمع ما بين صقور إيران وإسرائيل وهو إفشال محاولات الرئيس الأمريكي جو بايدن إنقاذ الاتفاقية النووية. ويرى سايمون تيسدال بمقال نشرته صحيفة “الغارديان” أن هناك تماثلا واضحا بين العدوين اللدودين: فكلاهما قوة إقليمية تحاول نشر قوتها خارج حدودها، وكلاهما متأثر بطريقة مختلفة بالتحولات السياسية الأمريكية الخارجية، وكلاهما لديه مشروع نووي سري. وأكثر من هذا يحضر البلدان لانتخابات برلمانية يتوقع فيها سيطرة المتشددين على القرار السياسي. وستعقد انتخابات إسرائيل الشهر المقبل. أما انتخابات إيران فمقررة في حزيران/ يونيو.

وستقرر الانتخابات فيما إن تحولت الكراهية الباردة إلى حرب ساخنة. وطالت مدة المواجهة النابعة من محاولات إيران الحصول على أسلحة نووية وتعزيز قدراتها، إلا أن الأيام المقبلة مهمة جدا. فقد حددت إيران موعد 21 شباط/ فبراير لتخفيف العقوبات التي فرضتها أمريكا من طرف واحد عليها. ولو لم يحدث هذا فإن إيران ستمنع فريق التفتيش الأممي من إجراء زيارات مفاجئة لمنشآتها النووية وستزيد من نشاطاتها النووية. ولو حدث هذا فسيكون المسمار الأخير في نعش الاتفاقية النووية التي وقعتها إدارة باراك أوباما وعدد من الدول الكبرى مع طهران في 2015. وتعاني من انهيار منذ قرار دونالد ترامب التخلي عنها في 2018.

وقال الرئيس بايدن إنه يريد أن ينقذ المعاهدة فيما أعرب الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني عن رغبة بالتفاوض. ولأن الطرفين عالقان في عداء طويل فإن كل واحد منهما يصر على اتخاذ الطرف الآخر الخطوة الأولى. وأدت الأزمة المتصاعدة إلى سلسلة من النشاطات الدبلوماسية التي شاركت فيها ألمانيا وقطر كوسطاء بين الطرفين. ومن الناحية الرئيسية قبلت الولايات المتحدة دعوة الاتحاد الأوروبي الانضمام إلى المحادثات مع إيران مقابل موافقة الأخيرة على الالتزام الكامل بالصفقة.

وفي بيان يوم الجمعة تمسكت وزارة الخارجية الإيرانية بموقفها السابق وهو رفع العقوبات قبل المحادثات. ولن تكون هذه هي الكلمة الأخيرة، ولكنها تذكير مقلق بما تقوم به الفصائل والأفراد والتأكد من انهيار اتفاقية 2015 وبشكل كامل. وفي إيران يعارض المرشحون من التيار المتشدد للرئاسة وللبرلمان في انتخابات حزيران/ يونيو أي نوع من التقارب مع الولايات المتحدة.

ومنهم المرشح للرئاسة حسين ديغان. ولديه دعم الطبقة المتشددة ورئيسها المرشد آية الله علي خامنئي الذي أقسم أنه لن يتحدث مع أمريكا. ويتهم ديغان بايدن بسوء النية وقال لصحيفة “الغارديان”: “سنرى نفس السياسات كما شاهدنا مع فريق ترامب.. عدم رفع العقوبات الشديدة ضد الشعب الإيراني”. وهذه المخاوف والشكوك تعكس عدم الثقة والخوف من طعنة أخرى على طريقة ترامب. ولكنها هي نتاج للحسابات كما يقول المحلل سعيد جعفري “كان انتصار بايدن مفاجئا للمتشددين الذين كانوا يريدون إضعاف المحاولة الأخيرة لروحاني وإنقاذ الاتفاقية”.

وقال “كانوا يأملون بإعادة انتخاب ترامب والإطاحة بالمرشحين الإصلاحيين والمعتدلين في انتخابات حزيران/ يونيو.. ويقوم المتشددون بتعبيد الطريق أمام مرشح متطرف والوصول إلى السلطة. وهم يقومون بكل جهد لمنع إحياء الاتفاقية النووية”. كما أن المعارضة للاتفاقية النووية واضحة في إسرائيل التي يحاول فيها حليف ترامب، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التمسك بالسلطة.

وشجع نتنياهو ترامب على التخلي عن الاتفاقية في وقت كانت إسرائيل توسع فيه من منشآتها النووية. ويحذر بقوة ضد أي عملية عودة للاتفاقية النووية حيث يخاطب الجماعات المتطرفة في إسرائيل ويحذر من الاتفاقية وقبل الجولة الرابعة من الانتخابات التي تجري في إسرائيل خلال عامين.

وموقف نتنياهو ليس مثيرا للجدل في إسرائيل نظرا للعداء ضد إيران لكن المشكلة هي مع بايدن وحزبه الديمقراطي. فلم يغفروا لنتنياهو محاولاته لتدمير جهود صناعة السلام التي قام بها أوباما. ولم تكن مصادفة انتظار بايدن شهرا كاملا على توليه السلطة لكي يتصل بنتنياهو الأسبوع الماضي، ويأمل البيت الأبيض بخسارته.

ترامب ونتنياهو

ولدى صقور إسرائيل أنصار في واشنطن، من بينهم إليوت أبرامز والذي يدعو لسياسة غير متسامحة لردع إيران وباستخدام القوة العسكرية. واتهم بايدن بمحاولة “ترضية” إيران عندما عرض عليها المفاوضات.

وحاولت بعض الجهات في واشنطن الاعتراض على تعيين روبرت مالي المعروف عنه دعمه للدبلوماسية كمبعوث لإيران. وهناك مخاوف من إبعاد إدارة بايدن نفسها عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث يعتبر البعض ذلك هدية لمتشددي إيران.

وكانت الغارات في الأسبوع الماضي على قاعدة عسكرية في العراق وهجوم الجماعة الحوثية ضد السعودية فرصة للمتشددين في إسرائيل وأمريكا أن إيران لن تتوقف عن لعبة القوة في المنطقة. وسيكون بايدن ساذجا لو اعتقد أن المتطرفين في إيران سيلتزمون بأي اتفاق. وسيعقد من جهود الإدارة الأمريكية محاولتها شمل البرامج الباليستية الإيرانية ووجودها العسكري في سوريا ودعمها للميليشيات في العراق ولبنان في أي عملية مفاوضات مقبلة. وستواجه مطالب من الصين وروسيا بأن يكون لهما رأي.

وعلى هذه الخلفية فشلت استراتيجية ترامب “أقصى ضغط” فشلا ذريعا، كما لم تؤد إلى اتفاقية جديدة وزادت من معاناة الإيرانيين وقادت لعمليات اغتيال غير قانونية لشخصيات إيرانية بارزة نفذتها أمريكا وإسرائيل.

وأصبحت إيران قريبة للسلاح النووي أكثر مما كان عليه الحال في 2016. ومن هنا فالتحدي أمام بايدن هو الخروج من هذا المأزق والبحث عن طريق للدبلوماسية تدعمه بريطانيا وفرنسا وألمانيا. لكن الكلمات لا تكفي وحدها، فكبادرة حسن نية عليه أن يخفف من العقوبات والإفراج عن القرض الإيراني بـ5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي للمساهمة بمواجهة كوفيد-19 فتحسين ظروف العمل للسلام هو الطريق لوقف دعاة الحرب في إسرائيل وإيران.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي