عندما كان الإنسان « زومبي».. 10 أمثلة من التاريخ لأكل لحوم البشر

Zombie diet: 10 real-life examples of humans eating humans
2021-02-18

نشر موقع «لايف ساينس» الإخباري للعلوم مقالًا طريفًا للكاتبة كيمبرلي هيكوك، الحاصلة على درجة الماجستير في علم الأحياء من جامعة جنوب شرق لويزيانا، وشهادة الدراسات العليا في الاتصال العلمي من جامعة كاليفورنيا، حاولت فيه تأصيل فكرة أكلة لحوم البشر من ناحية تاريخية وعلمية وساقَت لتأييد فكرتها عشرة أمثلة تؤكد على أن الفكرة لها أصل في حياتنا الواقعية، وليست محض خيال على النحو الذي تناولته السينما في أفلام الخيال العلمي من خلال الشخصيات الفنية المعروفة بالزومبي.

وفي مطلع مقالها تشير الكاتبة إلى أن أي فيلم رعب تتجسد فيها شخصية الزومبي، نجد فيها الجثث البشرية التي تحوَّلت إلى مصاصي دماء تجوب العالم بحثًا عن اللحم البشري. والآن نعلم أن شخصيات الزومبي ليست شخصيات حقيقية، لكن مسألة أكل لحوم البشر ليست ضربًا من الخيال. وسنسوق فيما يلي 10 أمثلة من الحياة الواقعية والتاريخ الإنساني لبشر كانوا من أكلة لحوم البشر على النحو الذي رأيناه في شخصيات الزومبي.

1- أسلافنا في عصور ما قبل التاريخ

توضح الكاتبة أن تاريخ أكل لحوم البشر يعود إلى زمن غابر للغاية. فمنذ حوالي 900 ألف عام في ما يُعرف حاليًا بدولة إسبانيا، مارَسَ أسلاف الإنسان، وهم جنس قديم قريب من صورة البشر، أكل لحوم البشر على الأرجح لأسباب عملية، وفقًا لدراسة نُشرت في شهر يونيو (حزيران) عام 2019 في مجلة «تطور الإنسان (Journal of Human Evolution)».

وكان هؤلاء الأشخاص من أشباه البشر طعامًا مغذيًّا إلى حد ما ويسْهُل اصطيادهم؛ مما جعلهم خيارًا ممتازًا للافتراس. وهناك أدلة كافية على أن أسلافنا القدامى من البشر شاركوا من حين لآخر في أكل لحوم البشر.

2- نياندرتال: أسلافنا الأحدث في عصور ما قبل التاريخ

أما المخلوقات الأقرب إلينا في التسلسل التاريخي، أو ما يسمى بإنسان «نياندرتال (Neanderthals)»، فقد كانوا أيضًا من أكلة لحوم البشر في بعض الأحيان. وقد اكتشف علماء الآثار أدلة على أن إنسان نياندرتال كان من آكلي لحوم البشر في عدة أماكن مختلفة حول العالم، من بينها كهف في منطقة السيدرون (El Sidrón) في إسبانيا، وكهف آخر في منطقة مولا-جورسي (Moula-Guercy) في فرنسا، ومؤخرًا في كهف في بلجيكا. وبعيدًا عن أكل لحوم البشر، يبدو أن إنسان نياندرتال صنع أيضًا أدوات من رفات رفاقهم الذين التهموهم لاستخداماته اليومية.

3- شعب بيامي في دولة بابوا غينيا الجديدة

تشير الكاتبة إلى أن هناك عددًا قليلًا من الثقافات المنعزلة في دولة بابوا غينيا الجديدة، التي تقع في النصف الشرقي من جزيرة بابوا في جنوب غرب المحيط الهادي في قارة أوقيانيا بالقرب من إندونيسيا. وعُرِف عن هذا الشعب أنه قتل البشر وأكلهم، على الرغم من أنه على الأرجح لم يمارس عادة أكل لحوم البشر لعدة عقود. وفي عام 2011 زار مقدم البرامج التلفزيونية البريطاني بيرس جيبون شعب بيامي – وهي مجموعة مارست أكل لحوم البشر ذات مرة و«كانت سعيدة جدًّا بالحديث عن هذه العادة»، على حد قول جيبون.

وأخبر أحد أفراد القبيلة الطاعنين في السن المذيع جيبون عن أحد الأمثلة التي قتل فيها أفراد القبيلة امرأتين يُشتبه في أنهما تحدثتا بسوء عن زوجٍ يحتضر على فراش الموت. وقال الرجل إنهم شووا هاتين المرأتين على النار مثل الخنازير، وقطَّعوا لحومهما قِطعًا لالتهامها.

وزيِّلت الكاتبة عباراتها بصورة من بابوا غينيا الجديدة للمذيع بيرس جيبون مع زعيم الأغنية تيديكاوا، الذي كان مسؤولًا عن تحديد «السحرة» الذين سيُقتلون ويُأكلون. وساعد جيبون في نحر خنزير بسكين من الخيزران، وهو نوع السكين نفسه الذي كان يُستخدَم ذات مرة لنحر البشر.

4- أكل لحوم البشر في بابوا غينيا الجديدة

لفتت الكاتبة إلى أن ممارسة أكل لحوم البشر في قبيلة أخرى في بابوا غينيا الجديدة، وهي قبيلة فور، أدَّت إلى انتشار مرض دماغي قاتل يسمى كورو، وقد تسبَّب هذا المرض في تفشي وباء مدمر في تلك الجماعة. ولكن لم يلقَ جميع أفراد القبيلة مصرعهم بسبب هذا المرض – فبعضهم كان يحمل جينًا يقي من مرض الكورو وغيره من «الأمراض البريونية»، مثل جنون البقر (والسكرابي، ومرض كروتزفيلد جاكوب، وكورو الناجم عن الشكل غير الطبيعي لبروتين في الدماغ، يُعتقد أنه المسؤول عن بعض اعتلالات الدماغ الإسفنجية).

وتوقفت القبيلة عن ممارسة أكل لحوم البشر في الخمسينات من القرن الماضي؛ مما أدَّى إلى تراجع انتشار مرض الكورو بين أفرادها. ولكن نظرًا لأن المرض ربما يستغرق سنوات عديدة حتى يتفشى، استمرت حالات الإصابة بالكورو في الظهور لعقود من الزمان. ويعمل الباحثون على فهم كيف تنجح الطفرة الجينية في منع الإصابة بمرض الكورو، ويجْمَعون بناءً على ذلك استنتاجات جديدة حول كيفية الوقاية من الأمراض الدماغية (البريونية).

5- شعب شكسيم في المكسيك

في عام 2011 ذكَرَ علماء الآثار أنهم عثروا على عشرات العظام البشرية التي تحمل علامات تدلل على ممارسة عادة أكل لحوم البشر في مستوطنة شكسيم (Xiximes) القديمة في منطقة كيوفاس ديل ماجوي (Cuevas del Maguey) في شمال المكسيك. وذكرت مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» أن العظام عُثِر عليها داخل ملاجئ يعود تاريخها إلى أوائل القرن الرابع عشر الميلادي. وكان أفراد الشكسيم يعتقدون أن أكل لحوم أعدائهم سيضمن لهم حصادًا غزيرًا من الحبوب.

وزيَّلت الكاتبة فكرتها بصورة لجدار حجري به منحوتات جماجم وُجِدت في منطقة تيمبلو مايور في زوكالو بمدينة مكسيكو سيتي. وكان المعبد الرئيس لتمبلو مايور يقع في وسط المدينة، حيث تجري أهم الطقوس والأنشطة الاحتفالية في حياة الأزتيك (شعب أمريكا الوسطى ما قبل الكولومبي في وسط المكسيك في القرون الرابع والخامس والسادس عشر).

6- شعب الأزتك في المكسيك

تضيف الكاتبة قائلةً: أفاد التاريخ أن شعب الأزتيك عُرف جيدًا بتقديم قرابين بشرية ضمن طقوسهم الحياتية، ولكن هناك أيضًا أدلة على أنهم شاركوا في طقوس أكل لحوم البشر. وكانت جثث الضحايا تقدَّم على الأرجح إلى النبلاء وغيرهم من الأعضاء البارزين في المجتمع. ويعتقد بعض الخبراء أن أكل لحوم البشر بين الأزتيك ربما كان أكثر شيوعًا خلال المجاعة. وتفترض نظرية أخرى أن أكل لحوم البشر كان أسلوبًا يتبعونه للتواصل مع الآلهة.

7- شعب واري في البرازيل

نوَّهت الكاتبة إلى أن شعب واري في البرازيل مارَسَ عادةَ أكل لحوم البشر ضد أعدائهم في الحرب وموتاهم أيضًا. وكان أكلهم للحوم أعدائهم بمثابة طريقتهم في التعبير عن حقدهم عليهم وغضبهم منهم. لكن تلك الجماعة أكلت أيضًا لحوم الغالبية العظمى من موتاها حتى ستينات القرن الماضي. وبالنسبة لهم، كانت هذه طريقتهم في التعبير عن الحداد، وتكريم الموتى من أفراد قبيلتهم.

وقد وصفت لنا عالمة الأنثروبولوجيا بجامعة فاندربيلت، بيث إيه كونكلين، التي عاشت مع قبيلة واري لأكثر من عام واحد، هذا الأمر ونشرت وصْفَها لتاريخ قبيلة واري في أكل لحوم البشر في مجلة «أمريكان إنثروبولوجيست (American Ethnologist)» في عام 1995.

8- الأوروبيون في القرنين السادس عشر والسابع عشر

أفادت سميثسونيان أنه حتى نهاية القرن الثامن عشر، كان من المألوف أن يبحث الأوروبيون عن جسد إنسان ميت للاستخدام الطبي. على سبيل المثال يعتقد باراسيلسوس، طبيب القرن السادس عشر، أن الدم صحي للشرب. وعلى الرغم من أن شرب الدم الطازج لم يكن شائعًا، إلا أن الأشخاص غير القادرين على شراء المنتجات الصيدلانية كانوا يصطفُّون بالقرب من منصة الإعدام ويدفعون رسومًا رمزية مقابل الحصول على كوب من الدم الطازج من دماء المحكوم عليهم بالإعدام.

وأوصى بعض الأطباء والكيميائيين في العصور الوسطى بشرب دم الإنسان من أجل التمتع بصحة جيدة. ويمكن للأشخاص الذين لا يستطيعون شراء الأدوية في بعض الأحيان شراء كوب من دم الإنسان الطازج من عند السيَّاف المحلي (الذي تُقطَع عنده الرؤوس) الخاص بالمنطقة.

9- مستكشفو القطب الشمالي في القرن التاسع عشر

تردف الكاتبة قائلةً إن هناك عديدًا من قصص المستكشفين الذين تقطعت بهم السبل فاضطروا إلى اللجوء إلى أكل لحوم البشر في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة. ومن أشهر الأمثلة على ذلك رحلة المستكشف البريطاني السير جون فرانكلين المنكوبة، (غادرت الرحلة إنجلترا في عام 1845) في القرن التاسع عشر، والتي كانت تهدف إلى اكتشاف طريق بحري عبر القطب الشمالي الكندي. وحاول المستكشفون في السفينتين المحاصرتين، المعروفتين بـ«إتش إم إس إريبوس (HMS Erebus)» و«إتش إم إس تيرور (HMS Terror)»، السفر لمسافة ألف ميل (1609 كيلومترات) إلى أقرب مركز تجاري، لكن جهودهم باءت بالفشل.

وعلى مدار 150 عامًا التي تلَت ذلك، اكتشف الباحثون بقايا أجساد المستكشفين. ووجد العلماء علامات تقطيع على عديد من العظام، وعلامات على كسر هذه العظام واستخراج النخاع منها – ويُعد كل هذا دليلًا مُقنعًا على أكل لحوم البشر.

10- الأغوريون في الهند

تختتم الكاتبة مقالها بالقول إن الأغوريين يشكِّلون مجموعة صغيرة من المتطرفين الذين يعيشون في بلدة فاراناسي في الهند، ويعبدون الإله الهندوسي شيفا. ويعتقد الأغوريون أنه لا يوجد فرق بين الطاهر والنجس، وينخرطون في عديد من الممارسات الغامضة، مثل التأمل فوق الجثث وصنع الأوعية من الجماجم البشرية. كما أنهم يمارسون طقوس أكل لحوم البشر، وفقًا لبعض التقارير.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي