هل تقتحم عالم السياسة : ظهور رغد صدام حسين بعد غياب طويل يثير جدلا في العراق

2021-02-16

بغداد - أثار ظهور رغد صدام حسين الإعلامي بعد غياب طويل الكثير من التساؤلات، لعل أهمها حول ما إذا كان هناك توجه لتهيئتها للعب دور سياسي مستقبلا، خاصة وأنها لم تنف هذه الإمكانية.

وتحدثت رغد صدام حسين في لقاء مقسم على أجزاء عرض على قناة العربية السعودية، عن وضع العراق في حقبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، واصفة أنه كان أفضل بكثير ولا يقارن بما يمر به البلد الآن.

وأكدت أن مرحلة ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق كانت صعبة جدا، وخاصة مرحلة الدفاع عن والدها صدام حسين بعد اعتقاله ومحاكمته، واصفة أن ذلك لم يكن سهلا خاصة أن والدها "كان رجلا استثنائيا له مركزه وثقله".

وبسؤالها حول واقع العراق حاليا وهل كان أفضل في عهد والدها، قالت "أنا إذا قلت نعم، شهادتي مجروحة، لأنه والدي، لكنني أسمع من الكثيرين أن فترة حكم والدي كانت أفضل بكثير.. على الأقل الناس كانت عايشة ومؤمنة على أولادها".

وقالت رغد "مر العراق بمراحل صعبة، وفقدت الناس أحبابها، والعراقيون تحمّلوا الكثير". وأضافت "نحن أسياد وطن، وحين تختار موقع القيادة، عليك تقديم الشهداء هذا واجبنا تجاه الوطن، البلد لا يصلح بأن تعيش فيه بحالة الرخاء فقط، ويجب أن تتحمل البلد بكُل أحواله".
وأشارت ابنة الرئيس العراقي الراحل في لقاء على قناة العربية إلى أن العراقيين ورغم الصعوبات التي كانت تمر بها البلاد، كانوا يتمتعون بشكل عام بالحد الأدنى من الحياة التي يستطيعون العيش فيها بأمان وأريحية، قائلة "الناس كانوا يعيشون بعز وتقدير عال" لأن العراق كان بلدا مستقرا غنيا بثرواته الطبيعية.

إلا أنها أقرت أنه قد يتم التعامل بشكل آخر يميل إلى القسوة في حالات معينة تمس خطوط السلطة آنذاك.

وبسؤالها عما إذا كانت القسوة من والدها مبررة أجابت "لم أسأله أبدا عن ذلك". وقالت إنه "عندما يكون رئيسك صدام حسين عليك أن تختار بين الرخاء والحرية".

وعبرت رغد حسين عن قلقها الشديد بشأن تقسيم العراق وتحويله إلى دولة فيدرالية، واصفة أن ذلك أصبح أحد الخيارات المطروحة في ظل المشهد السياسي الراهن.

وانتقدت التدخل الإيراني في بلادها، داعية إلى ردع حقيقي للتجاوزات الإيرانية، مشيرة إلى أن "الإيرانيين استباحوا العراق بعد غياب السلطة الحقيقية".

وبسؤالها عن احتمالية عودتها للمشهد السياسي، وإمكانية أن تلعب دورا سياسيا في المستقبل القريب، أجابت بأن كل شيء وارد وجميع الخيارات مطروحة.

ويرى مراقبون أن تصريحات رغد بشأن واقع العراق وانتقادها للنفوذ الإيراني في البلاد، قد يثير غضب القوى السياسية المتحكمة في المشهد العراقي، والمدعومة من طهران لاسيما بعد تآكل شعبيتها، وعدم إخفاء جزء من الشارع العراقي حنينه للفترة الماضية على مساوئها.

وبعد انهيار حكم حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة صدّام حسين، الذي أسقطه الغزو الأميركي البريطاني قبل حوالي 18 سنة، وفشل تجربة حكم الأحزاب السياسية الدينية التي تعاقبت على حكم العراق، لا يخفي العديد من العراقيين حنينهم للعودة إلى حقبة "العهد الدكتاتوري" الذي يرمز له صدام حسين، ولم يجدوا حرجا في المقارنة بين ما كان من الأوضاع قبل سنة 2003 وما آلت إليه الأمور اليوم.

ويرى مراقبون أن ذلك يعود بسبب فقدان العراقيين الثقة بالسلطة السياسية الحاكمة، وفي ظل فشل الحكومات في الوفاء بوعودها لتحسين الأوضاع المعيشية للعراقيين، خاصة وأن نظام صدام حسين كان يوفر على الأقل المستلزمات الأساسية للحياة رغم الحصار المفروض عليه وانعدام الحريات في البلاد.

وأثارت تصريحات رغد ردود أفعال متباينة، حيث انقسم العراقيون بين مؤيد لها ومعارض، فيما طالبت لجنة برلمانية عراقية وزارة الخارجية باستدعاء سفيري السعودية والأردن، وتسليمهما مذكرتي احتجاج.

ووجه رئيس لجنة "الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين" في البرلمان العراقي عبدالإله النائلي، كتابا رسميا لوزارة الخارجية العراقية، لاستدعاء سفيري مملكتي الأردن والسعودية على خلفية استضافة قناة العربية السعودية لرغد صدام، باعتبار أن مقر إقامتها في الأردن.

واعتبرت اللجنة أن هذه الاستضافة تعد "تجاوزا سافرا" على الشعب العراقي، وتضحياته في مقارعته لحزب البعث.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي