فيلم عن الذاكرة والتاريخ : "دفاتر مايا" يعيد السينما اللبنانية إلى المنافسة في مهرجان برلين

2021-02-13

كنّ سعيدات رغم أهوال الحرب

بيروت - بعد حوالي أربعة عقود من آخر مشاركة لفيلم لبناني في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي من خلال “بيروت اللقاء” للمخرج برهان علوية، تعود السينما اللبنانية إلى المنافسة على جائزة “الدب الذهبي” للمهرجان عبر فيلم “دفاتر مايا” (ميموري بوكس) للمخرجين الزوجين جوانا حاجي توما وخليل جريج.

ويتناول الفيلم الروائي الطويل قصة امرأة لبنانية انتقلت قبل نحو ثلاثين عاما مع والدتها إلى كندا، تتلقى طردا من صديقة قديمة لها يحوي دفاتر وأشرطة كاسيت وصورا تتضمّن ذكرياتها خلال ثمانينات وتسعينات القرن العشرين عندما كان لبنان لا يزال في خضم الحرب.

وقالت حاجي توما “يتضمّن هذا الفيلم ذكرياتنا عن رسائل كتبتها وأشرطة كاسيت سجلتها لصديقة انتقلت إلى العيش في باريس، وكنا نراسل بعضنا يوميا تقريبا في ثمانينات القرن الماضي، ووجدت أن هذه المراسلات قد تشكّل بعد أزيد من ثلاثين عاما مادة جميلة لنروي هذه المرحلة لأولادنا وأحفادنا أيضا”.
وأضافت “استرجعت من صديقتي هذه المراسلات المكتوبة والصوتية واستندنا في فيلمنا عليها وعلى صور التقطها زوجي خليل في الثمانينات ومطلع التسعينات”.

وتابعت قائلة “أردنا أن نروي لأولادنا هذه القصة عن ماضينا والتجارب التي مررنا بها عن الذاكرة والتاريخ”.

وأبدت توما سرورها “برد الفعل الإيجابي من المهرجان على الفيلم”. ونقلت عن لجنة التحكيم تقديرها للفيلم ووصفها إياه “بأنه فريد بخطه ويبدو سهلا، لكن لغته السينمائية مشغولة فنيا”، موضحة أن “هذا المزيج لفت انتباه لجنة التحكيم”.وأشارت إلى أن “هذه المراسلات تتضمّن قصصا صغيرة تذكّر بتفاصيل الحياة اليومية في تلك المرحلة”. ولاحظت أن “الحرب كانت قائمة، لكن الحياة كانت مستمرة أيضا. كنا نريد أن نخرج ونفرح”.

واعتبرت شركة الإنتاج اللبنانية “إبوط برودكشنز” وشركة التوزيع “أم.سي” أن اختيار الفيلم يشكّل “تأكيدا على دور لبنان الثقافي في المنطقة”.

جوانا حاجي توما: أردنا أن نروي لأولادنا قصة عن ماضينا والتجارب التي مررنا بها

وأكّدت توما بأن “الفيلم صوّر قبل عام ونصف عام، لكنّ مرحلة التوليف كلها كانت في ظل الحجر”.

وكان منظمو مهرجان برلين السينمائي في دورته الحادية والسبعين المنتظر انطلاقها في مطلع شهر مارس القادم أوضحوا الخميس أن الأفلام الخمسة عشر المدرجة ضمن المسابقة الرسمية لهذا العام أُنجزَت كليا أو جزئيا أثناء جائحة كوفيد – 19.

وقال المدير الفني للمهرجان كارلو شاتريان إن “عددا قليلا منها يُظهر بشكل مباشر العالم الجديد الذي نعيش فيه، لكنها كلها تعكس في طياتها القلق الراهن”، ولاحظ أن “شعورا بالخوف موجود في كل مكان”.

ومن بين الأعمال التي تنافس على “الدب الذهبي” إلى جانب الفيلم اللبناني، اختارت لجنة الانتقاء فيلم “إش بن دين منش” للمخرجة الألمانية ماريا شريدر التي نالت جائزة “إيمي” العام الماضي عن مسلسلها الناجح “أنورثوذكس” على شبكة نتفليكس.

ويتمحور فيلمها الجديد وهو كوميدي رومانسي حول امرأة تبحث عن الرجل المثالي تؤدّي دورها ساندر هالر التي سبق أن مثلت في فيلم “توني إردمان”.

ويخوض السباق على جائزة المهرجان فيلم “نيبينان” وهو الأول إخراجيا للممثل الألماني دانيال برول الذي اكتسب شهرة عالمية وأصبح نجما بفضل فيلم “وداعا برلين”.

أما الروماني رادو جود الفائز في برلين العام 2015 عن فيلم “أفيريم”، فيحاول تكرار إنجازه من خلال فيلم “سيئة الحظ” عن معلمة صُوّرَت في شريط جنسي يترك انتشاره الواسع على الإنترنت تأثيرا سلبيا عميقا على حياتها.

وضمت اللائحة أيضا الفيلمين الفرنسيين “ألباتروس” لكزافييه بوفوا و”أم صغيرة” لسيلين سياما.

أما “ألباتروس” فيحكي قصة ضابط انقلبت حياته رأسا على عقب بعدما قتل رجلا أثناء محاولته منعه من الانتحار.ويتناول “أم صغيرة” موضوع الطفولة بعدما كانت مخرجته سياما فازت العام 2019 بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان عن فيلمها “بورتريه دون جون في آن فو”.

وتتألف لجنة تحكيم المهرجان هذه السنة من ستة فائزين سابقين بجائزة الدب الذهبي ولن يكون لها أي رئيس استثنائيا.

وتضم اللجنة المخرج الإيراني محمد رسولوف الحائز جائزة الدب الذهبي في 2020 عن فيلمه “لا وجود للشر”، والإسرائيلي ناداف لابيد الفائز في 2019 عن فيلم “مرادفات”، والرومانية أدينا بينتيليي الفائزة في 2018 عن فيلمها “لا تلمسني”، والمجرية إلديكو إنييدي الفائزة في 2017 عن فيلمها “في الجسد والروح”، والإيطالي جانفرانكو روسي الفائز في 2016 عن فيلمه “حريق في سي” والبوسنية ياسميلا زبانيتش الفائزة في 2006 عن فيلمها “غرابافيتشا”.

وكان يفترض أن يقام المهرجان في موعده السنوي المعتاد في فبراير الجاري، لكنّ المنظمين أعلنوا في ديسمبر الماضي تأجيله إلى مارس القادم بسبب جائحة كوفيد – 19.

وتقام الدورة الحادية والسبعون للمهرجان على مرحلتين، أولاهما مسابقة رسمية افتراضية وتوزيع الجوائز من الأول من مارس إلى الخامس منه، في حين تقام من 9 إلى 20 يونيو المقبل عروض مفتوحة للجمهور من المتوقع مبدئيا أن تنظّم في صالات وفي الهواء الطلق.

وفيما ستحرم الأزمة الصحية المهرجان من السجادة الحمراء، سيستفيد الحدث من الموعد الثاني نهاية الربيع لتسليم الجوائز حضوريا للفائزين.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي