بعد صمت 18 ألف سنة ..أقدم آلة موسيقية تصدح من جديد

2021-02-13

باريس- قدّم العلماء الذين قاموا بتحليل قوقعة محارة، يعتقد أنها أقدم آلة موسيقية هوائية من نوعها في العالم، تسجيلا لما كان سيبدو عليه الصوت الناتج عنها.

وصدح مجددا لحن المحارة التي يبلغ عمرها 18 ألف عام، ممّا أتاح لمجموعة من الباحثين في فرنسا إثراء معرفتهم بمميزات موسيقى البشر في ما قبل التاريخ.

وقالت عالمة الآثار كارول فريتز، وهي المعدّة الرئيسية لمقال عن هذا الموضوع نُشر الأربعاء في مجلة “سيانس أدفانس” العلمية الأميركية، “هذه هي المرة الأولى التي نسمع فيها صوت هذه المحارة” التي عثِر عليها في كهف بمارسولاس (جنوب غرب فرنسا).

وأشارت إلى أنه لم يكن إجراء هذه الدراسة ممكنا بالطريقة نفسها عندما تمّ اكتشاف هذه المحارة عام 1931، ولا حتى “قبل عشر سنوات”، إذ أتاحها اليوم “استخدام النماذج الثلاثية الأبعاد وتقنيات النمذجة”، متابعة “مع تطوّر الذكاء الاصطناعي، سنكون قادرين على الذهاب إلى أبعد من ذلك”.

ويوازي صوت هذه المحارة القوي بالديسيبل صوت قطار أنفاق، وربما استخدم إنسان تلك الحقبة هذه القوقعة كأداة للتواصل.

ووصف فيليب والتر، المعدّ المشارك في الدراسة، وهو مدير مختبر الآثار الجزيئية والهيكلية في جامعة السوربون بباريس، قوة صوت هذه المحارة بأنه “لا يصدق”.

صوت المحارة القوي بالديسيبل يوازي صوت قطار أنفاق

وتمكن عازف بوق في إطار هذه الدراسة من إصدار ثلاثة أصوات قريبة من نوتات دو ودو دييز وري، من هذه المحارة التي تعتبر أكبر وأسمك من المحار الحالي (ارتفاعها 31 سنتيمترا وقطرها يصل إلى 18 سنتيمترا وسمكها يصل إلى 0.8 سنتيمترات).

وأوضح مدير متحف تولوز فرانسيس دورانتون الذي شارك في إعداد المقال أن هذه التجربة “تجعل من الممكن إثراء المروحة الموسيقية التي ربما كانت سائدة لدى الشعوب والثقافات التي عاشت في هذا المكان قبل 18 ألف سنة”.

وأضاف “ثمة آلات أقدم منها، بينها مزامير من عظام النسور أو غيرها، ولكن حتى اليوم لم تكن لدينا محارة معروفة من هذا العصر”.

وشرح غيوم فلوري، وهو أيضا من معدّي المقال، أن إدخال تعديلات على المحارة كان ضروريا في تلك الحقبة للتمكن من إصدار هذه الأصوات، ولوحظ أن طرفها كُسِر واستُحدِثَت فتحتان دائريتان في داخلها بهدف “إدخال عظم مجوّف يتيح النفخ وإصدار الأصوات”.

وأبدى الباحثون اعتقادهم بأن المحارة كانت تستخدم ربما في الطقوس أو الاحتفالات، كما هي الحال اليوم في بعض الثقافات البولينيزية أو الأميركية الجنوبية.

ووفقا لشبكة “سي.أن.أن” الأميركية، قال جيل توسيلو، المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الآثار بجامعة تولوز، إن الأشخاص الذين شكّلوا القوقعة لم يستخدموها بالضرورة لإنتاج ما نعتقد أنه موسيقى، مشيرا إلى أنه “كان من الممكن استخدامها كأداة اتصال”.

وأوضح أنه ربما تم استخدم القوقعة في طقوس مرتبطة بالفن داخل الكهف. وسيستخدم الباحثون في التجارب المقبلة نسخة مطبوعة ثلاثية الأبعاد للمحارة.

ولفت توسيلو إلى أن الباحثين سيعملون الآن على نسخة طبق الأصل دقيقة وثلاثية الأبعاد للقوقعة من أجل معرفة المزيد عن ثقب صغير، قطره 0.4 بوصة، في هيكلها، كما أنهم سيقومون بالتحقيق في المدى الذي يمكن أن ينتقل إليه الصوت الناتج عن القوقعة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي