هل تنجح سياسات بايدن في إرساء سلام مستدام في اليمن؟

متابعات الأمة برس
2021-02-07

في يوم واحد هذا الأسبوع، تخلت الولايات المتحدة عند تدخلها في الحرب الكارثية باليمن المتواصلة منذ 6 سنوات، إذ أنهى الرئيس "جو بايدن"، الخميس، دعم بلاده لعمليات التحالف العربي الهجومية ضد الحوثيين، وتعهد بتكثيف الجهود الدبلوماسية لوقف القتال في هذا البلد العربي، وعين مبعوثا خاصة على مستوى رفيع إلى اليمن.

فمنذ عام 2015، عندما دخل التحالف العربي، المدعوم من أمريكا بقيادة السعودية، الحرب، مؤججا الصراع هناك، أصبح اليمن مسرحا لصراع معقد ومستعص أودى بحياة عشرات الآلاف، ودفع الملايين إلى شفا المجاعة.

واليوم، أصبح اليمن ساحة واسعة لصراعات متعددة ومتداخلة حول السلطة والنفوذ والأيديولوجية، يغذيها لاعبون إقليميون يسعون إلى تعزيز مصالحهم الاستراتيجية والأمنية.

وحتى في الوقت الذي يصارع فيه اليمن أزمة إنسانية حادة، فإن أفقر دولة في الشرق الأوسط أكثر انقساما من أي وقت مضى على أسس سياسية وقبلية وإقليمية ودينية.

كما أنها تظل ملاذا لتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، الذي استهدف الولايات المتحدة وأوروبا، واستفاد من عدم الاستقرار الناجم عن الصراع.

وحول الخطوة الأمريكية، غرد المحلل المختص بالشأن اليمني في "مجموعة الأزمات الدولية"، "بيتر سالزبوري"، قائلا: "إنهاء الدعم الأمريكي (لعمليات التحالف العربي الهجومية) لن يعني تلقائيا وضع نهاية الحرب".

وأضاف: "هناك توازن يجب تحقيقه في اليمن إذا أردنا سلك الطريق لإنهاء الحرب. توازن يمكن أن تشارك فيه الفصائل المسلحة، والأحزاب السياسية، والجماعات المحلية، والمجتمع المدني. وهذا ليس بالأمر السهل على الإطلاق".

انتزاع اتفاق سلام

في الواقع، بدا إعلان "بايدن"، الخميس، سياسيا ورمزيا إلى حد كبير؛ حيث يشير إلى أن إنهاء حرب اليمن باتت أولوية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بخلاف سياسة إدارة "دونالد ترامب"، وقد يؤشر، أيضا، إلى نية إدارة "بايدن" استثمار ثقل دبلوماسي كبير في محاولة لانتزاع اتفاق سلام في هذ البلد.

موضوع يهمك : هذه الدول تحظر استيراد لقاحات من خصومها حتى لو كانت فعّالة 100%

وظاهريا، تقول السعودية والإمارات وقوى سنية إقليمية أخرى إنها تسعى، من خلال انخراطها في الحرب في اليمن ضد المتمردين الحوثيين، إلى تمكين الحكومة المعترف بها دوليا برئاسة "عبدربه منصور هادي" من السلطة.

لكن هناك صراعا إقليميا، أيضا، يسعى فيه السعوديون والإماراتيون إلى منع إيران المتحالفة مع الحوثيين من توسيع نفوذها باليمن.

وهناك، كذلك، حرب تقودها الولايات المتحدة ضد كل من تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، الفرع اليمني لتنظيم "القاعدة"، وتنظيم "الدولة".

وفي هذا الصدد، تقدم الإمارات ووكلاء محليون يد العون لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، لكنهم متورطون أيضا في صراعات محلية أخرى، وما يجعل الأمر أكثر إرباكا، فإن الحوثيين يقاتلون أيضا تنظيمي "القاعدة" و"الدولة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي