"ميلكميد" فيلم نيجيري عن تمرد الإسلاميين يطمح لنيل الأوسكار

2021-02-06

كن سعيدات إلى أن وقعن في الأسرلاغوس – تدور أحداث فيلم “ميلكميد” للمخرج النيجيري ديزموند أوفبياجلي حول شقيقتين خطفهما مسلحون من قريتهما في هجوم دموي بشمال شرق نيجيريا.

ويتتبّع الفيلم الذي رشّحته نيجيريا للمنافسة على جائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، قصة الشقيقتين عائشة (أنتونيتا كالونتا) وزينب (مريم بوث)، اللتين انفصلتا عندما هاجم المتمرّدون قريتهما. فتصمّم عائشة على إنقاذ زينب من آسريها وتتّبع مكان وجودها في معسكر العدو، حيث يتم استعبادها ومعاملتها بطريقة غير إنسانية.

وقال أوفبياجلي، الذي كتب الفيلم وأخرجه “مجرد الوصول إلى هذا الحد، هو تشجيع كبير لمنتجي الأفلام الذين لا يريدون بالضرورة إنتاج قصص تجارية”.

وأودى تمرّد جماعة بوكو حرام المسلحة بأرواح أكثر من 30 ألف شخص وأرغم نحو مليونين على الفرار من ديارهم منذ عام 2009. واكتسبت الجماعة سمعة سيئة في العالم كله في عام 2014 عندما خطفت أكثر من 270 تلميذة في بلدة شيبوك الشمالية الشرقية.

وقال أوفبياجلي “كنت أشعر أن من المهم أن نرسم بعض القصص وبعض الشخصيات لكل الضحايا الذين يشار إليهم في شكل أرقام”.

ومن خلال معالجته لقضايا حساسة مثل التطرف الديني والعنف، واجه الفيلم الرقابة بشكل متوقع، حيث رفض مجلس الرقابة على الأفلام والفيديو النيجيري، وهو الوكالة الحكومية المكلفة بتنظيم وإنشاء وتوزيع وعرض الأفلام ومنتجات الفيديو تصنيف الفيلم، لأنه شعر أنه يصوّر الإسلام على أنه عامل تمكين للتطرف الديني.

وللحصول على تصنيف للفحص في نيجيريا، تم قطع مقطع فيديو مدته 24 دقيقة من النسخة الأصلية للمخرج، وعنها قال أوفبياجلي “كان علينا إزالة كل شيء.. الزي والحوار واللغة التي كانت تصويرا حقيقيا لدين معين، على الرغم من عدم وجود شيء في الفيلم يشير إلى أن الدين مسؤول بشكل مباشر عن العنف”.

و”ميلكميد” لا يوحي بأن الإسلام يلهم التطرّف، كما أنه لا يمجّد الإرهابيين، بل إنه يستخرج التجارب المؤلمة التي مرّت بها النساء والفتيات في عالم أفسده التمرّد.

وكانت الرقابة متوقعة على الفيلم، مع الأخذ في الاعتبار تاريخ مجلس الرقابة على الأفلام والفيديو النيجيري في خنق الحرية الفنية، مع خوفه من أن يهدّد العمل الوحدة الوطنية.

وعلى الرغم من أن الفيلم لم يتم إطلاقه على نطاق واسع إلى حد الآن، إلاّ أن استجابة أفراد الجالية المسلمة الذين شاهدوه في عروض خاصة كانت إيجابية.

وبسبب الرقابة المحلية تحوّل الفيلم إلى الكاميرون وزيمبابوي لإطلاقه بدور العرض في نوفمبر الماضي، ثم ذهب في جولة محدودة في دور السينما النيجيرية المختارة، ومن هناك اكتسب العمل ضجة محلية وأفريقية.

ديزموند أوفبياجلي: نجاح الفيلم سيسلط الأضواء على محنة الضحايا المختفين

وفاز الفيلم بالفعل بخمس من جوائز الأكاديمية الأفريقية للأفلام، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم. وعلى الرغم من أن نيجيريا بلد يتحدّث الإنجليزية، إلاّ أن الفيلم يملك مؤهلات المنافسة على جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي، ذلك لأن الشخصيات تتحدّث إلى بعضها البعض بلغات الهوسا والعربية ولغة فولفولدي المحلية.

وبالنسبة إلى جوائز الأوسكار، أرسل أوفبياجلي النسخة الأصلية للفيلم، والتي تحتوي على جميع عناصر الفوز المحتملة: قصة مقنعة، وأداء ممثلين آسر، وتصوير سينمائي بارع.

ومن خلال معالجة المخرج الماهرة للكاميرا يمكن للجماهير أن ترى كيف يتشابك الجمال بشدة مع العنف، ممّا يخلق مزيجا فنيا مذهلا. وقد تم تعريف هذه اللغة المرئية من خلال التصوير السينمائي الواضح ليانكا إدواردز الذي لا يقتصر تفصيله الفني على المشهد فحسب، بل أيضا داخل المساحات الشخصية لأبطال الفيلم.

وبصرف النظر عن الجدارة الفنية الواضحة، سيتم تحديد مصير أوسكار “ميلكميد” من خلال كيفية رؤية ناخبي الأكاديمية الذين يمثلون الجمهور الأميركي لرسائل مكافحة الإرهاب بعد ما يقرب من 20 عاما من بدء الولايات المتحدة “الحرب على الإرهاب”.

وعلى الرغم من أن الفيلم لا يعالج الجانب الدولي لتمرّد بوكو حرام، إلاّ أنه يتناسب تماما مع السرد الأميركي السائد حول الإرهاب، ومن المتوقّع أن تغذي قصته ازدراء المشاهدين الأميركيين للجماعات الإرهابية في الخارج، ومن المحتمل أن يتم استقباله بشكل جيد.

وقالت أنثونيتا كالونتا، وهي من أبطال الفيلم، إنها تأمل في أن يرى الحكام الذين يحكمون على “ميلكميد” أن القصة يتم تقديمها من “منظور جميل جدا”، بصرف النظر عن مادة الفيلم وموضوعه.

أما أوفبياجلي، فيرى أن نجاح الفيلم سيسلط الأضواء على محنة الضحايا المختفين. ويقول “ضحايا التمرّد لم ينالوا الاهتمام الذي أشعر أنهم يستحقونه بالفعل”.

وستعلن أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية ترشيحاتها لجوائز الأوسكار في الخامس عشر من مارس القادم.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي