العرض المسرحي أخناتون.. غبار النور لوليد عوني لوحات راقصة مُبتكرة لحكاية مُفتعلة

متابعات الأمة برس
2021-01-31

أقيم مؤخرا العرض المسرحي الراقص «أخناتون.. غبار النور» لفرقة الرقص المسرحي المصري الحديث، على المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية في القاهرة. العرض إعداد وإخراج الفنان وليد عوني. ولعوني تجارب عديدة ومهمة في مسيرة العروض الراقصة في مصر، بداية من تأسيسه فرقة الرقص المسرحي الحديث، الذي من خلالها قدّم مجموعة من الراقصين والفنانين الذين امتلكوا من الحرفية والمهارة، ما يجعلهم في مقارنة مع فناني الغرب. من ناحية أخرى اهتم عوني في عروضه بمحاولة تقديم صورة مشرقة لمصر من خلال مفكريها وفنانيها، وبالطبع لم تخرج هذه الصورة عن مصر في نهايات القرن التاسع عشر وحتى النصف الأول من القرن العشرين، أو ما يُسمى عصر اليقظة أو النهضة المصرية، عروضا نذكر منها.. قاسم أمين، محمود مختار، تحية حليم. ويبدو أن ما يشغل عوني دائما هو عقد المقارنات بين ما كان وما هو كائن، ولن يختلف عرضه الأخير «أخناتون» عن هذه الرؤية، لكن رغم براعة عوني في تقديمه للوحات راقصة مُعبّرة ومؤثرة في حالة المُتلقي، إلا أنه لم يخرج عن تقليدية الحكاية من جهة، ومحاولا من جهة أخرى تلفيق مقارنة بين حالة أخناتون وما يحدث الآن.

أسطورة التوحيد

موضوع يهمك : حلم ليلة حظر . عرض مسرحي في العاصمة الأردنية حول قيود كورونا

كما هو شائع في حكاية أمنحوتب الرابع، أنه يعد أول الموحدين في مصر، حيث وصلت إلينا ترانيم وأناشيد قالها في الإله الواحد (آتون) وأنشأ مدينة (أخيت أتون) أي أفق أتون، فارا بأتباعه إليها، ومؤسسا شبه ديانة، وقد أطلق على نفسه اسم (أخناتون) أي الروح الحية للإله أتون. وبعد صراعات خاضها مع كهنة آمون ـ كبير الآلهة المتعددة ـ تم القضاء على أخناتون ودعوته، وتدمير مدينته الدينية (مدينة الشمس) وتم تشتيت أتباعه. هذه هي الأسطورة الشائعة التي نسج من خلالها عوني عرضه الراقص، حتى أن بطله في الزمن الحالي يصبح أحد أتباعه المشردين، لكن من خلال الهجرة غير الشرعية، وما مراكب الشمس التي كانت تنقل الأحياء إلى العالم الآخر، سوى مراكب الموت الآن في البحر، وهو ما يُغالط حقيقة كُنه الرحلة ومغزاها، اللهم فقط في التشابه اللفظي في اسم (المركب) ولو كانت الهجرة من خلال الصحراء، بالسيارات مثلا، ماذا كان سيفعل صاحب العرض؟







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي