واشنطن بوست: هذا هو خطأ إيران القاتل... على بايدن تحديث عقيدة أوباما

واشنطن بوست
2021-01-19

عشية تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، استعرض نائب رئيس التحرير في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية جاكسون ديهل الإستراتيجيات التي اعتمدها الرئيس الأسبق باراك أوباما طيلة الأعوام الثمانية من رئاسته والتي "على بايدن إعادة إطلاقها أو التخلص منها" لأن عدداً كبيراً من المسؤولين رفيعي المستوى الذين عينهم، هم من قدماء المحاربين في إدارة أوباما.

أصاب اوباما حين جادل بأن الإتفاق النووي الإيراني يستحقّ العناء، "لكنّه حين اعتقد أنه يُمكنه أن يقود النظام الإيراني إلى تبنّي "مسار مختلف"، لم يقترب أبداً من الصوابوكتب ديهل أنه إذا كان الموظفون يُمثلون السياسة المعتمدة، فمن المرجح أن تكون هناك عودة كاملة لـ "الأوبامية".

فالمُرشّحون لمناصب وزير الخارجية أنتوني بلينكين، ونائبته ويندي شيرمان، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ونائبه جون فينر، ومدير الاستخبارات الوطنية أفريل هينز، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، كانوا من كبار المسؤولين في عهد أوباما، بينما ترأس المُرشّح لمنصب وزير الدفاع لويد أوستن قيادة البنتاغون للشرق الأوسط، القيادة الأميركية الوسطى.

فكل المسؤولين رفيعي المستوى تقريباً الذين رشحوا حتى الآن لتولّي مناصب في وزارتي الخارجية والدفاع هم من حقبة أوباما.

أعمال ترميم

وعلى الفور، بدأ المرشحون، مع بايدن نفسه أعمال الترميم، بما في ذلك إعادة الإنضمام إلى اتفاقية باريسحول تغيّر المناخ التي ساعد أوباما في التفاوض عليها، على أن تتمثل الخطوة المقبلة في إنعاش صفقة البرنامج النووي الإيراني، واتفاقية "ستارت الجديدة" التي تحدّ من الترسانات الإستراتيجية الأمريكية والروسية، شرط تعاون طهران وموسكو، الأمر الذي ستُقدمان على فعله على الأرجح.

هذه الخطوات يجب أن تكون غير مثيرة للجدل. فلم تكن الاتفافيات أكبر إنجازات أوباما في السياسة الخارجية فحسب، بل أدى رفض الرئيس ترامب لها إلى طرق مسدودة وكوارث حسب ديهل، مضيفاً أن اتفاقية "ستارت الجديدة"، التي قد تطلق سباق تسلّح نووي جديد إذا غابت، كانت على وشك الانتهاء بسبب "الطلب الأحمق وغير العملي الذي أصدره ترامب بضم الصين إليها".

وفي الأعوام الأربعة التي قضاها ترامب في إنكار تغيرات المناخ، تصاعدت التكاليف الكارثية للاحتباس الحراري بشكل مطرد، من أعاصير القياسية في منطقة البحر الكاريبي إلى انتشار حرائق الغابات في الغرب.

فشل سياسة ترامب تجاه إيران

وقال ديهل: "على الجيش الصغير من معارضي الاتفاق الإيراني في واشنطن أن يأخذوا في الحسبان أن سياسة ترامب البديلة مع إيران، أي زرع الشقاق، وما تلاه من الضغط الأقصى، فشلت في حضّ نظام المرشد علي خامنئي على التفاوض على صفقة أفضل، وفق إرادة ترامب، أو الإطاحة بالنظام، كما كان يأمل مساعدوه، وبدل  ذلك، عادت إيران إلى تخصيب اليورانيوم والخطوات الخطيرة الأخرى نحو إنتاج أسلحة نووية، في حين أن اعتداءاتها في الشرق الأوسط لم تتضاءل".

في هذه الأثناء، أظهرت إسرائيل، التي يُشار عادةً إلى الدفاع عنها هو السبب الرئيسي في استراتيجية ترامب، أنها أكثر من قادرة على الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الإيرانية التقليدية، مثل الصواريخ التي حاول الحرس الثوري تهريبها إلى سوريا ولبنان.

خطأ اوباما الأكبر

ومع ذلك، ثبت أن جزءاً واحداً من سياسة أوباما مع إيران غير قابل للتطبيق، وهو "أحد أخطائه الكبرى".

وبسبب قلة الخبرة بالشؤون الخارجية قبل أن يصبح رئيساً، قال أوباما إن إعادة العلاقات الأمريكية مع الأنظمة المُعادية يُمكن أن يُقلّل من عدائها بل ويجعلها تتحرر داخلياً، دون حاجة إلى ثورات أو غزوات، كان يفضلها المُحافظون الجدد في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش الإبن.

وحسب الكاتب "جرّب أوباما هذه العقيدة في ميانمار، وكوبا، وكذلك إيران. وكانت النتائج محبطة للغاية. رفعت العقوبات الأمريكية وعادت العلاقات مع نظام كاسترو الكوبي، وجنرالات ميانمار، لكن ذلك لم يؤد الى أي تغيير جوهري. إذ سمح الجيش البورمي لزعيمة المعارضة أونغ سان سو كي بتشكيل حكومة مدنية بعد الانتخابات، ثم شنّ حملة إبادة جماعية ضدّ أقلية الروهينجا المسلمة، بينما كانت الحكومة تقف متفرّجة وتهتف للإبادة. وأطلقت كوبا سراح سجناء سياسيين، ثم أعادت اعتقال بعضهم، وبقي القمع السياسي الثقيل في الجزيرةدون تغيير".

وأصاب اوباما حين أكد أن الإتفاق النووي الإيراني يستحقّ العناء، "لكنّه حين اعتقد أنه يُمكنه أن يقود النظام الإيراني إلى تبني "مسار مختلف"، لم يقترب أبداً من الصواب، حتى قبل حملة الضغط الأقصى التي شنّها ترامب ضد إيران".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي