الحياة في فلسطين بين رف الكتب

2021-01-12

لوحة: برهان كركوتلي“جليتر” للكاتبة الفلسطينية مايا أبوالحيات، رواية يعكس عنوانها المحيّر انخداعنا بكل ما يبرق، تلك المادة اللمّاعة التي تخفي العوالق وما يلوّث الحياة العادية، في زمن انهيار الأفكار الكبيرة.

تدفعنا الرواية إلى التساؤل عن مصائر شخصياتها الأربع، كيف كانوا وأين أوصلتهم الحياة؛ نتحدث هنا عن الحياة في فلسطين المحتلة، التي خلقت واقعها الخاص، خلال فترة زمنية تمتد من منتصف تسعينات القرن الماضي إلى غاية اليوم، زمن انهيار الأفكار الكبيرة، والأحلام التي لا تتحقق بل تتحول، وما ينبغي أن يكون جوهريا، هو الهامش.

إنها رواية مكثفة جدا عن الحب والقمع والوطن، تذهب كاتبتها فيها مباشرة إلى النفس البشرية فتجلس كطبيب نفساني يستمع إلى اعترافات شخصياتها. وقد صدرت الرواية عن منشورات المتوسط بإيطاليا، بعد أن صدرت في طبعة فلسطينية، ضمن مشروع “الأدب أقوى”.

رواية تشبه لعبة المربكات
تشبه رواية الكاتب الأردني جلال برجس الجديدة “دفاتر الوراق” لعبة المربكات (Puzzle)، إذ تتكون من “قصاصات لا يمكن تبيّن الخيوط بينها في جزء كبير من السرد، وتبدو كأنه لا رابط بينها، لكن الكاتب في منطقة من النص محسوبة بعناية، يبدأ بدعوة القارئ إلى مشاركته في تجميع قصاصاته، ودفاتره المنثورة لتشكيل الصورة النهائية”.

سردية اعتمدت الغموض

ويرى الكاتب العراقي زهير كريم أن قراءة هذا العمل ليست سهلة إطلاقا، فاللعبة السردية اعتمدت الغموض الذي يرافق عادة الشخصيات المضطربة نفسيا، إبراهيم الذي كان في صراع مع الشيطان الذي بداخله، وكان طوال الزمن الروائي، يقاوم دعواته المستمرة إلى الذهاب بعيدا في مساحة الجريمة، استسلم في النهاية، لينتهي العمل باكتشافنا أن الدفاتر هي عبارة عن كوابيس، كوابيس الناس والمدينة، بل وتجربة الوجود المليئة بالألم.

في حب همنغواي وأدبه
تستعيد الروائيّة الجزائرية لامية خلف الله، في روايتها “أنا وهمنغواي.. من عنابة إلى كوبا”، بعض أجواء الأدب الأميركي، من خلال واحد من أهمّ رواده، هو الروائي الشهير إرنست همنغواي (1899-1961).

وتسرد الروائيّة، تفاصيل رحلة خياليّة قامت بها البطلة، برفقة اثنتين من صديقاتها، من مدينة عنابة، شرق الجزائر، إلى كوبا، مرورا بفرنسا وإسبانيا، وهي الرحلة التي تتقاطع، في جزء منها، مع صاحب “الشيخ والبحر” في هافانا.

وتبدو “أنا وهمنغواي”، الصادرة عن دار خيال للنشر، سيرة ذاتية للكاتبة، أكثر منها رواية متخيّلة، إذ نلمس عبر شخصية البطلة ثريا، حديثا مضمرا بصيغة “الأنا”، تسعى صاحبة الرواية إلى أن تعبّر من خلاله عن هواجسها، وهي تتقمّص شخصية البطلة التي ينصحُها أستاذها المشرف على رسالتها للماجستير بالاشتغال على أدب همنغواي، وهذا ما يدفعُها إلى التوجه إليه والوقوع أسيرة لأدبه وأسلوبه.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي