حفلات موسيقية تخضع جماهيرها للفحوص الطبية

متابعات الأمة برس
2021-01-09

باريس - يسعى قطاع الحفلات الموسيقية إلى الخروج من حالة الركود التي تسوده منذ نحو عام بسبب جائحة كورونا، من خلال تنظيم حفلات حضورية آمنة صحيا تجمع الفنانين والجمهور في مكان واحد، وتتاح المشاركة فيها لمشاهدين أثبتت الفحوص عدم إصابتهم بالفايروس.

ولا تزال الحفلات الموسيقية التي يحضرها الجمهور وقوفا وبأعداد غفيرة محظورة منذ بدء تفشّي الوباء واتخاذ الإجراءات الأولى لاحتوائه، لكنّ التجربة التي بادر إليها مهرجان بريمافيرا في برشلونة في 12 ديسمبر الماضي خرقت الجمود.

فقد حضر نحو 500 شخص حفلة موسيقية داخل قاعة، بعدما أجري لهم عند مدخلها فحص لرصد الأجسام المضادة، ووضعوا الكمامات التي سُمِح لهم بنزعها لتناول المشروبات، من دون أن يُطلَب منهم التزام المسافة الآمنة. وأظهر تحليل النتائج التي أمّنها المهرجان الكتالوني، عدم وجود أي إصابات.

ويتجه قطاع الحفلات في فرنسا لاعتماد هذه الصيغة، إذ يُعِدّ القطاع في الوقت الراهن مجموعة من مشاريع الحفلات الموسيقية المشروطة بالاختبارات. واستُحدِثَت لهذا الغرض مجموعة عمل ضمن الاتحاد الوطني للمنتجين والمهرجانات وقاعات الحفلات الموسيقية في القطاع الخاص، يترأسها جان بول رولان، مدير مهرجان “أوروكيين”، وتضم ماري سابو من مهرجان “وي لاف غرين”، وأوآميل كامبانا من مهرجان “مين سكوير”.

وأوضح رولان أن اللجنة تعتزم إقامة حفلة تجريبية في شهر مارس المقبل، سعيا إلى إدراج أنشطة ضمن برنامج وزارة الثقافة، أملا في أن تلوح “نهاية النفق”. وأضاف “لقد قابلنا الكثير من الأشخاص، بينهم علماء أوبئة ومسؤولو مختبرات، وآخرون من المركز الوطني للموسيقى الذي يساعد ماليا في العملية وبلدية باريس، كل ما ينقص هو القرار الوزاري، إذ لا يمكن أن يتحقق هذا المشروع إلا تحت إشراف وزارة الثقافة وحتى وزارتي الصحة والداخلية”.

ويدرس المنظمون حاليا مسألة الموقع أو القاعة، التي ستقام فيها الحفلة التجريبية في باريس.

وأشار رولان إلى أن “إجابات علمية ستتوافر في الأسابيع المقبلة، ولكن على المستوى التنظيمي ستعطى الإجابات في اليوم نفسه، لاسيما في شأن الوقت والإجراءات اللوجستية التي ينبغي الإعداد لها، في ما يتعلق بالاختبارات عند المدخل”.

وإذ استبعد “أن تكون المهرجانات الصيفية الكبيرة، ومنها ‘هِلّ فِست’ و’أوروكيين’ قادرة على فحص كل شخص عند المدخل”، رأى أنها يمكن أن تكون “حلا مكملا للمشاهدين الذين لم يجروا اختبارا”. وتابع “نحن بحاجة إلى أكبر عدد ممكن من المؤشرات لكي نتكيّف”.

أما مديرة الاتحاد الوطني للمنتجين ماليكا سيغينو فشددت على أن “مثل هذه التجربة معبر ضروري نحو إعادة فتح الحفلات للجمهور ووضع برنامج لموسم مهرجانات وجدول زمني للجولات التي تتطلب، وفقا لحجمها، ما بين ثلاثة و24 شهرا من التحضير”.

وهناك توجه أيضا لإقامة حفلتين موسيقيتين أخريين مع فحوص في فبراير المقبل في مرسيليا، بدفع من مسؤولين ثقافيين في المدينة.

وتناولت وزيرة الثقافة روزلين باشلو مختلف هذه الحفلات المترافقة مع فحوص مشددة الجمعة عبر موقع “فرانس إنفو” على أنه “من المهم للغاية أن تكون القرارات مستندة على دراسات علمية”.

وإذا كانت مسألة الحفلات التي يحضرها الجمهور وقوفا أُخِذَت أخيرا في الاعتبار، فإن الامتعاض لا يزال قائما في أوساط الحفلات الحية.

وقالت مسؤولة إحدى الهيئات المختصة في هذا القطاع أوريلي آندوش “لن نكون لطفاء بعد اليوم. يبدو أن المطلوب من القطاع الثقافي أن يعطي ضمانات أكثر من غيره. يقولون لنا إن ثمة طوابير تنتج عن أنشطتنا وإننا لا نقدّم بيانات علنية. أفلا توجد طوابير في المراكز التجارية؟ وأين هي البيانات العلمية للمحال التجارية، حيث يلمس الجميع السلع الموجودة؟”.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي