ليس له عمر محدد : الأمهات ينافسن الفتيات على عرش ملكة الجمال

2021-01-07

إتاحة منصة للنساء اللاتي يتّسمن بالقوةيسعى أحد منظمي مسابقات ملكة الجمال في ألمانيا إلى تغيير الصورة النمطية للمتوجات باللقب، حيث يعمل على التخلي عن مفهوم الرشاقة والحسن والسن كشروط للمشاركة واستبدالها بالنضج والقوة حتى تكون شخصية الملكة ملهمة لغيرها من النساء.

برلين- كشف ماكس كليمر، منظم مسابقة ملكة جمال ألمانيا، أن هذه المسابقات لم تعد تهتم بالفتيات النحيفات اللاتي يرتدين لباس البحر (البكيني)، فقد ولّى الاتجاه الذي كان فيه الرجال المحكّمون يختارون الفائزات بناء على مظهرهن.

وقال كليمر (25 عاما) والذي يدير مع والده شركة ملكة جمال ألمانيا “إم.جي.سي”، إنه من الآن فصاعدا لن تكون المرأة التي تتوج بلقب ملكة جمال ألمانيا، هي تلك الفتاة الرشيقة الحسناء. وأضاف “نحن نحاول أن نجد سفيرة يمكن أن تكون نموذجا رائعا يثير الإعجاب، وشخصية ملهمة تسعى كثيرات من النساء للاقتداء بها”.

وأصبحت شخصية المتسابقات هي المحور الذي تتركز عليه المسابقة، وأشار كليمر إلى أنه “يريد أن يتيح منصة تظهر عليها النساء اللاتي يتّسمن بالقوة.. إننا نتطلع لتحقيق التنوع والتأكيد على القيم الداخلية وليس مجرد الشكل الخارجي”، مؤكدا أن مسابقات ملكات الجمال لم تعد تعنى بالرشاقة والحسن.

وكان اختيار ليوني تشارلوت فون هاس، وهي سيدة أعمال تمارس نشاطها على الإنترنت، ملكة جمال ألمانيا لعام 2020، نقطة تحول في هذه المسابقات، ولأول مرة يتكون طاقم التحكيم بكامله من سيدات.

ومن التطورات الجديدة في هذه المسابقة أن الفائزة فون هاس أمّ وتبلغ من العمر 35 عاما، وذلك بعد أن رفعت الشركة المنظمة الحد الأقصى لسن المشاركات مع السماح باشتراك الأمهات.
وتقول فون هاس التي ولدت وشبت في ناميبيا “إنني لست ملكة جمال”.

والمفهوم الجديد للمسابقة هو الحصول على ردود فعل إيجابية، وتقدمت نحو 15 ألف امرأة للمشاركة في المسابقة القادمة، وهو رقم قياسي لم يتم تسجيله من قبل.

وتعرض كثيرات من المتقدمات معلومات متعمقة حول حياتهن الشخصية، مثل تجاربهن مع سرطان الثدي أو الاغتصاب أو الاكتئاب أو التنمر، وبالتالي يبدو أنهن لا يخشين التحدث عن أزمات الحياة التي مررن بها وذلك من أجل زرع مشاعر الثقة والقوة في النساء الأخريات.

وأكدت سيمون توماس، المتحدثة باسم هيئة تحقيق المساواة بين الجنسين في ألمانيا، أن “هذا تطور مثير للاهتمام، فصورة المرأة متنوعة ولا تقتصر على الجمال وحده وتتسم بالحيوية”.

وتابعت “إذا تحدثت النساء عن ضربات القدر التي تعرضن لها، فقد يساعد ذلك النساء الأخريات، وإذا تم تقديم أولئك النساء كسفيرات، فهذا أمر أحبه”.

اختيار ليوني تشارلوت فون هاس ملكة جمال ألمانيا لعام 2020 كان نقطة تحول في هذه المسابقات

غير أن سيلفيا بريتش، الأستاذة في مجال الثقافة بمركز دراسات المرأة والنوع التابع لجامعة أولدنبورغ بشمال غربي ألمانيا، لديها مشاعر مختلطة حول هذا الاتجاه الجديد، إذ ترى بريتش أنه إذا استطاعت النساء تمكين أنفسهن من خلال هذه المسابقات فهذا جانب من المسألة، ولكن الجانب الآخر يتمثل في أن منظمي مسابقات الجمال يجنون الأموال من ورائها، مثلا عن طريق استخدام المتسابقات في مجال الدعاية.

وأشارت بريتش إلى أن “كل شيء له ثمن معين ويحدث في سياق معين، ومن هنا لا تكون المسابقة معنية بالنساء بقدر ما هي معنية بإمكانات التسويق”.

ويلاحظ أن رد فعل الفائزات السابقات بلقب ملكة جمال ألمانيا، إزاء الاتجاه الجديد كان إيجابيا، فمثلا تقول سورايا كوهلمان الفائزة بلقب ملكة جمال ألمانيا لعام 2017، وتمتلك اليوم صالون تجميل بمدينة لايبزيغ “صارت المسابقة تتواكب مع العصر، وأعتقد أن المفهوم الجديد رائع”.

وفي الوقت الذي فازت فيه كوهلمان (22 عاما) باللقب، لم تكن تشعر بالضيق إزاء أن الرجال كانوا يحكمون على مظهرها وهي ترتدي البكيني، مضيفة “البكيني كان ببساطة جزءا من المسابقة وقتذاك”.

وتوافقها في الرأي جوليا هاغن، التي فازت باللقب عام 2010، وتقول إن “البكيني جاء في إطار قواعد المسابقة، وأنت تلتزم بالقواعد، لأنك تريد أن تفوز وفقا لقواعد النظام”، وهي لم تهتم كثيرا بأعراف المسابقة عندما اشتركت فيها وكان عمرها 19 عاما.

وأعربت هاغن (30 عاما) والتي تعمل حاليا عارضة أزياء بالولايات المتحدة وتعد في نفس الوقت رسالة دكتوراه في العلوم الثقافية، عن إعجابها بالمفهوم الجديد، مشددة على أن “هذا المفهوم يعد خطوة كبيرة للغاية”.

والاتجاه الجديد يختلف كثيرا عن صورة ملكة جمال ألمانيا التقليدية، وبالتالي يفتح سوقا جديدة، وفقا لهاغن. ولفت كليمر إلى أن الطلب على ملكات الجمال التقليديات تراجع في ألمانيا، وعليهم أن ينتظروا ما إذا كان لقب ملكة جمال ألمانيا لا يزال مناسبا للاتجاه الجديد، في الوقت الذي لا يريد المنظمون أن يغيروه، وإن كانوا يريدون تغيير معايير المسابقة.

ويعتقد المنظمون أنهم مستعدون للمستقبل، وفي هذا الصدد يقول كليمر “إننا متأكدون من أننا توصلنا إلى مفهوم مقاوم للأزمات”. وأوضح أنه مع توسيع قاعدة جمهور المسابقة، تتاح إمكانات وفرص جديدة للشركاء، بخلاف الأنشطة التجارية المتعلقة بالأزياء والجمال، مثل الجهات التمويلية والعلمية والثقافية والبيئية.

وتهدف شركة كليمر إلى زيادة أرباحها بدرجة كبيرة، والتي تبلغ حاليا مليون يورو (1.2 مليون دولار) سنويا. ويريد كليمر أن يضاعف هذا الرقم العام المقبل، قائلا “إننا نعتقد أنه يمكن تحقيق هذا الهدف عن طريق اتجاهنا الجديد”. وكليمر ليس متيقنا من أن المسابقات الأخرى لملكات الجمال ستقتفي أثره، آملا أن يقرأ المنظمون الآخرون علامات زمننا هذا.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي