سفر وسياحةتعليمأحداث وتواريخمدن وأماكنحياةابراج

هل فاتتك إجازتك السنوية؟ حلول بارز قدمتها الشركات لموظفيها

نيويورك تايمز
2021-01-05

يتساءل بعض الخبراء عن فوائد الإجازة السنوية: هل الهدف منها ضمان حصول الموظفين على أيام راحة؟ أم هي مجرد شكل بديل من أشكال التعويض التي يتحكم بها الموظفون كما يشاؤون، سواء للاسترخاء، أو لزيادة الدخل، أو لتجميعها للتدليل على الإنتاجية؟

ويكافح أصحاب العمل في الولايات المتحدة للتعامل مع أيام العطل غير المستغلّة التي تراكمت أثناء الجائحة، وحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية، قال نعوم شيبر إن الموظفين في الظروف العادية مطالبون بالاستفادة من أيام الإجازة السنوية قبل نهاية ديسمبر/كانون الأول أو خسارتها.

وهي سياسة مشتركة بين مختلف الشركات الأميركية، ولكن بعض الشركات في أعقاب الجائحة ارتأت وضع ترتيبات جديدة للموظفين الذين وفّروا إجازاتهم بسبب ساعات العمل الطويلة وقيود السفر، مثل ترحيل 5 أيام من الإجازة إلى العام الجديد أو تعويضها بالمال، في حين كان بعضها الآخر أقل تساهلا.

تحدي الإجازات

ويرى بعض المحامين وخبراء الموارد البشرية أنه لم يظهر نمط واضح لكيفية مواجهة أرباب العمل هذا التحدي. فأغلب الشركات التي تسمح للموظفين بنقل أيام الإجازة إلى العام الجديد، أو تلك التي تدفع لموظفيها مقابل الإجازات غير المستغلّة لم تشعر بالحاجة إلى تغيير سياساتها.

واتخذت بعض الشركات خطوات تزعم أنها تخفف من المشكلات المستقبلية في الموارد البشرية، وتعود بالفائدة على القوى العاملة في هذه الأوقات الصعبة. فعلى سبيل المثال، سمح "بنك أوف أميركا" (Bank of America) الذي يطلب عادة من موظفيه أخذ جميع إجازاتهم قبل نهاية العام، بتأجيل ما يصل إلى 5 أيام إجازة إلى الربع الأول من عام 2021.

ونسجت شركة "سيتي غروب" (Citigroup) على المنوال نفسه، فأضافت حافزا ينص على تلقّي الموظفين يوم إجازة إضافيّا في العام الجديد إذا استغلوا كل إجازاتهم السنوية عام 2020.

ونقل الكاتب عن جاكي راينبرغ، من شركة "ويلز تاورز واتسون" (Willis Towers Watson) للاستشارات، أن سياسات أصحاب العمل قد تعكس وجهات نظرهم بخصوص هذا السؤال. ورغم عيوبها، فإن من شأن قاعدة الاستغلال أو الخسارة المساعدة على ضمان حصول الموظفين على الراحة. في المقابل، تشير خيارات التمديد والاستبدال النقدي إلى أن الإجازات من بين الأصول التي يحق لهم التحكم فيها.

ومع ذلك، لا تكمن المشكلة التي يواجهها كثير من الموظفين أثناء الجائحة في عدم استغلال أيام الإجازات وإنما في نقصها. وحسب مدير الاتصالات في شركة "يونايتد فود" (United Food) جوناثان ويليامز، فإن الموظفين يضطرون أحيانا إلى استخدام رصيد الإجازات المدفوعة إذا طُلب منهم الخضوع لحجر صحي ثان عند التعرض المحتمل لفيروس كورونا، لأن أصحاب العمل عادة يغطون الحجر الصحي الأول فقط.

الإجازات السخية

ويواجه بعض الموظفين صعوبة في الاستفادة من سياسات الإجازات السخية التي تقدمها شركاتهم، إذ قالت متحدثة باسم "تارغت" (Target) إن الشركة زادت من أيام العطل التي يمكن للعاملين تأجيلها إلى العام الجديد بناء على دور الموظف ومدة عمله. لكن عددا من الموظفين يجدون صعوبة في استيفاء شروط الحصول على أي مزايا أو فوائد حقيقية، وفقا لأحد العاملين في الشركة.

ويقول بعض مسؤولي النقابات وخبراء الموارد البشرية إن الاعتبارات المالية كانت أساس كثير من القرارات الخاصة بسياسات الإجازة أثناء الجائحة. فعلى سبيل المثال، تسمح شركة "تويوتا" (Toyota) للعديد من الموظفين في الولايات المتحدة بتعويض مالي يعادل أجر أسبوعين من أيام الإجازات غير المستغلة، لكنها خفضت الحد الأقصى إلى أسبوع واحد هذا العام تجنبا لتسريح العمال.

أعباء التأجيل

تزداد الاعتبارات تعقيدا بالنسبة للأيام التي يؤجلها العمال إلى الأعوام المقبلة، وأوضحت راينبرغ أن السماح للعمال بتأجيل العطل يمكن أن يخلق أكواما من الاستحقاقات للعمال، التي يأبى كثيرون من أرباب العمل تحملها في سجلاتهم.

ونقلا عن مسؤول نقابي في وكالة "رويترز" للأنباء، استشهدت المؤسسة بالمخاوف المحاسبية في تمسكها بسياسة الاستغلال أو الخسارة لإجازات هذا العام. وطالب الاتحاد بالتساهل، مشيرا إلى أن عقده يسمح للإدارة بالموافقة على تمديد أيام الإجازات في "الظروف الاستثنائية"، إلا أن المؤسسة رفضت بحجة التعقيد في إدارة السجلات.

وبموجب كل من القانون والعرف، بات كثير من الأميركيين يرون أيام الإجازة تعويضا لا تفويضا لأخذ قسط من الراحة. وفي استطلاع أجرته شركة "ويلز تاورز واتسون" في أبريل/نيسان الماضي، قال أكثر من نصف أصحاب العمل الذين أجروا أو خططوا لإجراء تغييرات على مزايا الإجازات، إنهم فعلوا ذلك لظنهم أن العمال لن يستخدموا كل أيام العطل. وأضاف نحو ثلثهم أن المزايا أصبحت مكلفة جدا.

"الاستخدام أو الخسارة"

وتقنّن بعض الولايات الأميركية، مثل كاليفورنيا ومونتانا، حق الملكية للإجازة من خلال حظر سياسات "الاستخدام أو الخسارة"، لكي تحمي العمال من الحرمان الفعلي من أيام الإجازات التي يصعب الانتفاع بها قبل انتهاء صلاحيتها. لكن هذه القوانين قد تثبّط هدف الإجازات الرئيس عن طريق تسهيل التعويض المالي أو تأجيلها إلى أجل غير مسمى.

ولهذا السبب انتهزت بعض الشركات، خصوصا في قطاع التكنولوجيا، الجائحة بوصفها فرصة للتأكد من أخذ عمالها فترة راحة. فعلى سبيل المثال، استجابت شركة البرمجيات "غيت لاب" (GitLab) للارتفاع الكبير في ساعات عمل موظفيها بابتكار "أيام العائلة والأصدقاء"(friends-and-family days).

كما تبنّت شركات "غوغل" (Google)، و"سلاك" (Slack)، و"كلوديرا" (Cloudera) سياسات مماثلة، علما أن تلك الأيام لا تحتسب ضمن أيام الإجازة مدفوعة الأجر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي