
عمليات سيبرانية، وتجسس إلكتروني، ومحاولات اختراق، جميعها عمليات تستخدمها روسيا لـ "تحقيق أهدافها الجيوسياسية في مواجهة الغرب".
ويقول خبراء ومحللون لصحيفة وال ستريت جورنال، إن موسكو لن تتراجع عن هذه العمليات، حتى في ظل العقوبات الأميركية، أو ما يمكن للمجتمع الدولي أن يفرضه عليها.
ويؤكد هؤلاء أن موسكو أضافت لترسانتها الحربية "أنشطة المنطقة الرمادية"، والتي تضع روسيا نفسها في حرب مع خصوم لها، ولكنها لا ترتبط بمعارك تطلق فيها النيران، وترتبط بنشاطات تتعلق بحملات تضليل إلكترونية، أو إرسال مقاتلين لا تعترف بعلاقتها معهم لمناطق تريد إثارة البلبلة فيها.
في عام 2019، قال رئيس هيئة الأركان العامة لروسيا، فاليري جيراسيموف، إنه " في الحرب الحديثة يوفر الفضاء الإلكتروني، فرصا للتأثير الخفي عن بعد، وليس فقط في البنى التحتية للمعلومات، ولكن أيضا على سكان البلاد، والتأثير المباشر على الأمن الوطني".
وتكشف آخر عمليات لجهات متخصصة بالتسلسل الإلكتروني، يرجح أنها مرتبطة بموسكو، قدرات عالية من التكنولوجيا المستخدمة، والتي تعد متطورة بشكل كبير حتى للعاملين في مجال الأمن السيبراني.
خلال الفترة الماضية، تعرضت شركات مثل مايكروسوفت وسولار ويندز للاختراق، ووصل المتسللون إلى شيفرات وبيانات هامة، وفق تقرير نشرته وكالة رويترز مؤخرا.
واستغلت مجموعات القرصنة أنظمة سولارويندز لبرمجيات المراقبة الخاصة بالشركة ومقرها تكساس، كأداة للوصول إلى شبكات حكومية حساسة ومستشفيات وشركات تكنولوجيا أخرى، وهو ما تم تصنيفه كأكبر هجوم إلكتروني تعرضت له الولايات المتحدة.
وبدأ الهجوم الإلكتروني في مارس، بحسب معلومات الإدارة الأميركية، واستفاد القراصنة من تحديث برنامج مراقبة طورته "سولار ويندز" وتستخدمه عشرات الآلاف من الشركات والحكومات في كافة أنحاء العالم، ومن بينها وزارات الخارجية والتجارة والخزانة والمعاهد الوطنية للصحة.
روسيا ردت على هذه الاتهامات، وقالت إن أي مزاعم حول تورط موسكو بهجمات سيبرانية لا أساس لها على الإطلاق، وهي مرتطبة بنوع من "الخوف الأعمى" منها، بحسب المتدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف.
وزادت العمليات السيبرانية الروسية حول العالم، والتي بدأت بها منذ أعوام، ففي 2007 نفذت هجمات إلكترونية على جارتها الأوروبية إستونيا، والتي تسببت فيها بتعطيل إمدادات الطاقة، ووسائل الإعلام، ونظام الانتخابات، وبعدها بسنوات اتهمت موسكو بالتدخل بالانتخابات الأميركية باستخدام التكنولوجيا.
كير جايلز، من مركز أبحاث تشاتام هاوس، قال إن روسيا ترى نفسها في صراع مع الغرب ولكنها تستثني الدخول في اشتباكات عسكرية، ولكنها ستبحث عن أي طريقة لمنحها تفوقا عليهم.
ويعتقد، سفين هيربيغ، المتخصص في مجال الأمن السيبراني في ألمانيا، أن روسيا طورت أدوات جديدة وأنشأت منصات هجومية معقدة على مر السنوات الماضية.
كما أن جيفري إدموندز، المسؤول السابق في البيت الأبيض، والمتخصص في الأمن السيبراني، قال إن العمليات السيبرانية الروسية لها العديد من الأهداف، بعضها يرتبط بجمع المعلومات، وبعضها يرتبط بالاستعداد لصراع محتمل.
الرئيس المنتخب، جو بايدن، كان قد وعد بالرد على الهجوم الإلكتروني الواسع الذي نسب إلى روسيا.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد قلل من أهمية الهجوم الإلكتروني، وقال في تغريدة حينها "الهجوم الإلكتروني أكثر أهمية في الإعلام الزائف مما هو في الواقع".
وأضاف "كل شيء تحت السيطرة. روسيا روسيا روسيا هذه أول لازمة تتردد عند حصول أي شيء.. قد تكون الصين هذا محتمل!".