سفر وسياحةتعليمأحداث وتواريخمدن وأماكنحياةابراج

التخطيط لمغامرتك التالية يفيد صحتك العقلية

2020-12-28

ليلى علي

مع انتشار جائحة كورونا، قد لا يكون الآن الوقت المناسب للسفر الترفيهي. لكن هذا لا يعني إلغاء التخطيط للسفر أيضا. ووفقا للباحثين، فإن التطلع إلى مغامرتك التالية قد يفيد صحتك العقلية، حتى لو لم تكن متأكدا من موعد تلك المغامرة.

قد يكون التخطيط لعطلة عام 2021 هو بالضبط ما تحتاجه لإصلاح ما حدث خلال 2020. مع العلم أن التخطيط لرحلة ما تكون نتائجه إيجابية لرفاهيتك وسعادتك بشكل أكبر من القيام بالرحلة نفسها.

تقول أخصائية علم النفس الإكلينيكي والمؤلفة أليس بويز: في حين أن السفر يمكن أن يكون محفزا للقلق، خاصة عصر COVID-19 فإن التخطيط للرحلات يمكن أن يكون مهدئا. وبالتالي إذا كنت قلقا بطبيعتك، يمكن أن يمنحك التخطيط للرحلة إحساسا بالراحة ويقلل من القلق.

لماذا يسعدنا التخطيط للرحلات؟

يقول البروفيسور أميت كومار -المشارك في دراسة أجرتها جامعة كورنيل عام 2014 عنوانها: كيف يمكن لتجربة مثل القيام برحلة أن تزيد من سعادة الشخص بشكل كبير- إن وجود شيء نتطلع إليه كالقيام برحلة يظهر مزايا صحية قابلة للقياس. بالإضافة إلى الفوائد الاجتماعية، فالترتيب لرحلة يجعلنا نحكي للآخرين عن خططنا وما نود القيام به خلال هذه الرحلة.

ويضيف -في حديثه لموقع تلغراف البريطاني Telegraph– إن مناقشة السفر تصنع قيمة اجتماعية أكثر من موضوعات المحادثة الأخرى مثل البيع والشراء، وهذا أمر بالغ الأهمية لصحتنا العقلية وحتى الجسدية. خصوصا الوقت الحالي حيث يعتقد علماء الأوبئة أن نقص الدعم الاجتماعي يمكن أن يكون خطيرا مثل التدخين.

يقول ماثيو كيلينجسورث، المؤلف المشارك بالدراسة، إن تخطيط الرحلات يشجع على نظرة متفائلة، كبشر، نقضي الكثير من حياتنا العقلية في العيش غدا. لذا فإن تفكيرنا في المستقبل يمكن أن يكون مصدرا للفرح إذا علمنا أن هناك أشياء جيدة قادمة، والسفر شيء جيد جدا ويجب أن نتطلع إليه ونخطط له.

هناك سبب آخر يجعل من التخطيط للسفر مصدرا للسعادة، وهو أننا نعرف ما يكفي عن الرحلة لنتخيلها، الرحلة تبدأ فعليا ونستمتع بها في أذهاننا حتى قبل أن تبدأ. على سبيل المثال، عندما نتخيل تناول "الجيلاتي" في روما أو الذهاب للتزلج مع الأصدقاء، نحن بذلك نختبر أحداث الرحلة التي خططنا لها في خيالنا وهذا يسعدنا.

هل عليك إلغاء رحلتك قبل أن تبدأ؟

وفقا لدراسة نشرت في مجلة Applied Research in Quality of Life، فإن مجرد التخطيط لرحلتك أو توقعها يمكن أن يجعلك أكثر سعادة من القيام بها بالفعل. كما يقول كومار إن السعادة هي أن تخطط لرحلتك ومن ثم تقوم بإلغائها، ولكن لماذا؟

ووجدت الدراسة أنه في وقت يتمتع المصطافون بالسعادة قبل الرحلة، فإن الجميع لم يحصل على حالة الرضا نفسها بعد انتهاء الإجازة، فمن كانت إجازتهم "مريحة" هم فقط من شهدوا زيادة في الشعور بالسعادة بعد الإجازة. أما من كانت إجازتهم "مرهقة" أو "محايدة" فقد لاحظ الباحثون أن مستويات السعادة لديهم بعد الرحلة كانت مماثلة لأولئك الذين لم يأخذوا إجازة على الإطلاق.

بالرغم من ذلك، وجدت الدراسة أن جميع المصطافين قد شهدوا زيادة كبيرة في السعادة خلال مراحل التخطيط للرحلة لأنهم كانوا يتطلعون إلى الأوقات الجيدة المقبلة.

يقول جيروين ناوين، المؤلف الرئيسي للدراسة، لصحيفة نيويورك تايمز Nytimes، إن الدرس العملي للفرد هو أنه يستمد معظم سعادته من توقع رحلة العطلة، لذلك ليس من المستغرب، وفقا لاستطلاع أجرته Travel Secrets، أن 69% من الأميركيين لديهم عادة التخطيط للعطلات خلال ساعات العمل، حيث تشتد الحاجة إلى الهرب من روتينهم اليومي.

ولكن لماذا لا يسعدنا القيام بالرحلة مثلما يسعدنا التخطيط لها؟

وفقا لجيسيكا دي بلوم، من جامعة جرونينغن في هولندا، فإن التخطيط لرحلة يعزز صحتك، لكن بداية العطلة يمكن أن يفسدها الإرهاق الجسدي.

تقول بلوم لموقع تلغراف Telegraph إن الشكاوى الجسدية خلال الأيام القليلة الأولى لأي رحلة واسعة الانتشار، وهي مشكلة حقيقية بالنسبة لكثير من الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وقلة النوم والمزاج السيئ والصداع النصفي وغيرها.

وتضيف أن المشاكل الجسدية قد تكون ناتجة عن ضغوط التحضير للرحلة والقيام بالرحلة نفسها. إلا أنه بعد بضعة أيام، ترتفع مستويات الصحة والرفاهية بسرعة كبيرة، وتصل إلى مستوى ثابت لبضعة أيام. وبعد ذلك تبدأ مستويات السعادة في الانخفاض وتعود إلى مستويات ما قبل الإجازة.

وترى بلوم أنه في عطلة طويلة، تبلغ الرفاهية ذروتها في اليوم الثامن، ولكن مهما كانت مدة الرحلة، فمن المعتاد أن تنخفض مستويات السعادة والرفاهية مرة أخرى، حيث يبدأ الناس في اجترار العمل، والتحقق من البريد الإلكتروني، والتفكير في تنظيف العقار المستأجر أو أي شيء آخر.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي