هجوم روسي الالكتروني على أمريكا.. علامات تنذر بـ"إعلان حرب"

2020-12-19

واشنطن-وكالات:رغم أن الرئيس الأميركي لا يزال يلتزم الصمت تجاه أكبر هجوم إلكتروني تعرضت له الولايات المتحدة، إلا أن وزير الخارجية، مايك بومبيو، اتهم روسيا بالوقوف خلف هذه الاختراقات.

وقال بومبيو لبرنامج "ذي مارك ليفين شو"، الجمعة 18ديسمبر2020، "الآن يمكننا أن نقول بشكل واضح جدا أن الروس يقفون وراء ذلك الهجوم"، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.

وفي هذا الصدد، أثار المشرعون التساؤلات بشأن اعتبار هذا الهجوم "عملا حربيا"، في وقت يرى فيه بعض أعضاء الكونغرس بأن الاختراقات التي يعتقد أنها جاءت من متسللون يعملون لصالح الحكومة الروسية، تمثل "إعلان حرب"، وفقا لتقرير نشره موقع "ذا هيل".

كان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، روبرت أوبراين، قطع جولته الاوروبية من أجل التعامل مع تداعيات الاختراق الإلكتروني لعدد من الوزارات الأميركية، في إشارة واضحة للحجم الهائل لهذا الهجوم غير المسبوق.

وطال الاختراق الإلكتروني عددا من أبرز المؤسسات الحكومية الأميركية، من بينها وزارات الخارجية والخزانة والأمن الداخلي والتجارة والدفاع، حيث ذكرت "نيويورك تايمز"، بأن الهجوم يعد واحدا من أكثر الاختراقات تعقيدا، وربما أكبرها منذ أكثر من 5 سنوات، وذكرت بأن متسللين "على الأرجح يعملون لصالح روسيا".

في المقابل، أفادت مجلة بوليتيكو الأميركية، الخميس، نقلا عن مسؤولين مطلعين بشكل مباشر، أن لدى وزارة الطاقة الأميركية وإدارة الأمن النووي الوطنية، التي تدير مخزون الأسلحة النووية في البلاد، أدلة على أن قراصنة تمكنوا من الوصول إلى أنظمتهم في إطار حملة إلكترونية ضخمة، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.

إعلان حرب

وقال السيناتور الديمقراطي ديك دوربين تعليقا على الهجوم: "هذا في الواقع إعلان حرب من جانب روسيا على الولايات المتحدة، ويجب أن نأخذ ذلك على محمل الجد".

وأضاف دوربين خلال مقابلة على شبكة "سي إن إن"، الأربعاء، "لا يمكننا أن نكون أصدقاء مع فلاديمير بوتين ونجعله يقوم في نفس الوقت بهذا النوع من الهجمات الإلكترونية على أمريكا".

ونفت روسيا بشدة مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي طال العديد من الجهات الرسمية داخل الولايات المتحدة، وتجاوز ذلك لعملاء شركة مايكروسوفت في دول مختلفة من العالم.

قدّر السيناتور ماركو روبيو أن دولة أجنبية مسؤولة عن هذا العمل "المتأني" و"المعقد" و"الممول جيدا"، لكنه لم يمض قدما في توجيه أصابع الاتهام.

وقال: "عندما تشير إلى أحد ما، عليك أن تكون متأكدا"؛ لأن الهجوم "يوازي عملا حربيا".

قالت شركة مايكروسوفت إن هجوم القراصنة الروس الذي استهدف مؤسسات حكومية أميركية وأخرى مدنية، ركز على أكثر من 40 منظمة في الولايات المتحدة ودول مختلفة حول العالم.

في مقال رأي نشرته صحيفة "ديلي نيوز"، قال المحامي، كينيث مكاليون، تعليقا على الهجمات الاخيرة: "هذا إعلان حرب يتطلب استجابة قوية وفورية".

وقال مكاليون الذي سبق له العمل مع وزارة العدل ووكالات الاستخبارات الأميركية، إن "الهجوم يعتبر خطير جدا؛ لأن روسيا تستغل نقاط الضعف الإلكترونية الأميركية، في فترة انتقالية للرئاسة، ووسط أزمة صحية عامة، وهذا ما يؤدي إلى تراجع القدرات الدفاعية الوطنية".

ويطالب مكاليون الإدارة الجديدة بمكافحة هذه التهديدات، وأن تجعل ذلك على سلم أولوياتها، وذلك بسبب أن "الهفوات الحالية للأمن السيبراني تشكل تهديدا عميقا للولايات المتحدة".

كذلك، شدد على أهمية أن يمارس الكونغرس ضغطا على البيت الأبيض للتوقيع على قانون الدفاع الوطني لعام 2021 (NDAA)، والذي يحتوي على أحكام هامة في تعزيز دفاعات الأمن السيبراني الأميركي.

في هذا السياق، تعهد الرئيس المنتخب جو بايدن، الخميس، بأن يكون الرد على الهجوم والأمن السيبراني بشكل عام "أولوية قصوى" بمجرد توليه منصبه في العشرين من يناير المقبل.

يقول بايدن في بيان: "نحن بحاجة إلى إيقاف وردع خصومنا عن شن هجمات إلكترونية كبيرة في المقام الأول"، مردفا: "يجب أن يعلم خصومنا أنني كرئيس لن أقف مكتوف الأيدي في مواجهة الهجمات الإلكترونية على مصالحنا القومية".










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي