
واشنطن-وكالات:
ترى مجلة "ناشونال إنترست" أن اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، سيؤثر على شكل العلاقات الأميركية الإيرانية في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن، وأن هذه العملية تضع إيران أمام خيار حاسم بقبول التسوية أو على المضي في مساعيها النووية وتهديد المنطقة.
وعلق بايدن في لقاء مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، على تأثير مقتل زاده، على آمال حدوث انفراجة بين طهران وواشنطن، بقوله "من الصعب القول (حاليا)".
وكان بايدن قد ألمح إلى أنه سيعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني، ما قد يخفف من العقوبات المفروضة على طهران مقابل ضمانات، وأضاف أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية في نهاية الأمر.
قوة خبيثة
وحددت المجلة 4 حقائق رئيسية ستواجهها إدارة بايدن وهي تسعى إلى إعادة تشكيل العلاقات الأميركية الإيرانية:
أولاً، لا يزال النظام الإيراني كما كان دائما قوة خبيثة بطبيعتها في الداخل والخارج.
وأكدت المجلة أن النظام المولود من ثورة دينية، حاقد في سلوكه، يسعى إلى زعزعة استقرار الحكومات السنية المتنافسة، ويرعى الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى تدمير إسرائيل، وتهديد أوروبا والولايات المتحدة، ويسعى للحصول على أسلحة نووية وباليستية، وغيرها من الأسلحة لترهيب خصومه.
وأشارت إلى أن لدى الولايات المتحدة وإيران قيما ومصالح مختلفة، ولن يؤدي أي قدر من الاسترضاء الدبلوماسي أو المساعدات الاقتصادية من واشنطن إلى تحويل النظام الراديكالي في طهران إلى شيء آخر، مضيفة أنه لن تحقق الولايات المتحدة أكثر من سلام بارد مع إيران.
الاتفاق ليس كافيا
ثانيًا، الاتفاق النووي 2015 غير كاف في شكله الحالي، مما يثير التساؤل حول كيفية تعامل بايدن معها.
وذكرت المجلة أن الاتفاق النووي، على وضعه الحالي، فشل في إجبار على إيران وقف أنشطتها النووية.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورونال، فإنه بالرغم من تطلع الدول الأوروبية إلى أن تعمل إدارة بايدن إلى تقليل التوترات النووية مع إيران، لكنها لن تضغط على واشنطن لإعادة الدخول في الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران بسرعة.
إسرائيل
ثالثًا، إسرائيل في حالة حرب فعلية مع إيران، ولن يغير ذلك أي اتفاق نووي جديد أو تقارب بين الولايات المتحدة وإيران.
وترى المجلة أن مواجهة إسرائيل مع إيران أكثر سخونة من الحرب الباردة من الطراز الأميركي-السوفيتي، لكنها ليست ساخنة مثل حريق واسع النطاق، وتهدد إيران بتدمير إسرائيل، وتسعى وراء الأسلحة للقيام بذلك، وتسليح حلفائها بأسلحة متطورة بشكل متزايد، وتسعى إلى وجود عسكري أقرب إلى حدود إسرائيل من خلال ترسيخها في سوريا.
بينما تسعى إسرائيل لعرقلة مساعي إيران النووية باغتيال علمائها وتخريب منشآتها، وتقصف المنشآت العسكرية التي تبنيها إيران في سوريا وقوافل الأسلحة التي تنظمها.
رابعاً، قدرة إسرائيل على مهاجمة برنامج إيران النووي من داخل البلاد هي أحد الأصول التي يمكن لواشنطن استغلالها.
أكدت المجلة أن قدرة إسرائيل على ضرب البرنامج النووي الإيراني يمكن أن تخدم مصالح كل من واشنطن وإسرائيل، وأوضحت أنه مع ضعف الاقتصاد الإيراني بشدة بسبب العقوبات الأميركية، سيؤدي ذلك إلى تأجيج المعارضة المحلية المتزايدة التي يمكن أن تهدد سيطرة طهران على السلطة، مما يجعل النظام على استعداد للتفكير في الاتفاق حول مساعيه النووية، وقد تكون واشنطن قادرة على استخدام التهديد بمزيد من الإجراءات الإسرائيلية لدفع طهران إلى اتفاق ببنود أقوى من سابقتها.