الفلاسفة يحكمون مدينـــة أفلاطـــون

2020-12-06

يؤكد أننا جميعاً نعيش في عالم من الظنون

أصدرت مكتبة الدار العربية للكتاب «جمهورية أفلاطون» ترجمة حنا خباز، وفيها ما يؤكد أننا جميعاً نعيش في عالم من الظنون، ما عدا أولئك الذين يستطيعون فك قيودهم فيتعرفون إلى الحقيقة كاملة، ولما كان القادرون على ذلك فقط هم الفلاسفة، ولما كان هؤلاء الفلاسفة هم من يعيشون وفقا لعقولهم، ووفقا لما يتوصلون إليه، من حقائق، فإن هؤلاء بالطبع هم من يجب أن يشكلوا رأس الدولة، أي حكامها، فالحاكم عنده يجب أن يعرف ماهيات وحقائق الأشياء بما فيها من ماهية العدالة والحكم الصالح، وهم من يدركون الخير بالنسبة للدولة والشعب، وإن سأله أحد: كيف يتولى الفلاسفة الحكم وهم لا خبرة لهم في شؤون السياسة العملية؟ لأجاب على لسان أحد المتحاورين في محاورة «الجمهورية» متى جربنا أن يتولى الفلاسفة الحكم ولم يفلحوا.

يرى أفلاطون أن الناس يتصورون خطأ أن الحاكم هو الخبير فقط بالأمور السياسية العملية، وأساس الخطأ هنا أن ذلك الخبير تكون خبرته تلك من مواقف جزئية معينة، ولا علم له بغير هذه المواقف، فماذا يفعل لو واجهته مشكلة لم تمر في خبرته من قبل؟ إنه سيتصرف فيها بالقياس إلى خبراته السابقة، وقد يقع في خطأ من سوء التقدير لأنه يقيس على مواقف جزئية، لكن الحاكم الفيلسوف الذي يدعو إليه أفلاطون يملك العلم النظري الراسخ بكل شيء فيتصرف بالقياس إلى علمه السابق، وهو غير معرض للخطأ لأنه ينظر إلى الأمور نظرة شاملة تراعي جميع الجوانب، فهو كما يقول أفلاطون في محاورة أخرى تدعى «السياسي» أشبه بالطبيب الذي يستطيع تشخيص المرض تشخيصاً دقيقاً، وتقديم العلاج اللازم الذي يشفي المريض من مرضه، رغم أنه لم يمر بخبرة هذا المرض ولم يعشه.

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي