تصعيد الحرب.. هذه أبرز تداعيات التصنيف الأمريكي للحوثيين كجماعة إرهابية

وكالات
2020-12-04

 

كان أحد القرارات الأولى في السياسة الخارجية لـ"دونالد ترامب" كرئيس هو إعطاء الضوء الأخضر لغارة أمريكية في اليمن. وكانت تلك العملية، التي وقّع عليها على العشاء، خطيرة ومتهورة وسيئة التخطيط، حيث أدت إلى مقتل عدة مدنيين يمنيين بينهم 10 أطفال ومقتل جندي أمريكي.

والآن، بينما يستعد "ترامب" لترك منصبه، يبدو أنه مستعد لارتكاب خطأ آخر غير ضروري في اليمن حيث تسعى إدارته هذه المرة إلى تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية. وستؤدي هذه الخطوة إلى أضرار للمدنيين اليمنيين ومحادثات السلام، وفي النهاية للأمن القومي الأمريكي. كما سيؤدي هذا التصنيف إلى عرقلة سياسة الرئيس المنتخب "جو بايدن" وربما يكون ذلك هو أحد الدوافع الرئيسية لجزء من فريق "ترامب".

كانت الولايات المتحدة خلال معظم السنوات الست الماضية - في ظل كل من إدارتي "أوباما" و"ترامب" - متواطئة في حرب السعودية الوحشية والدموية في اليمن. وقد دربت الولايات المتحدة الطيارين السعوديين، وباعت للمملكة أسلحة بمليارات الدولارات، وقامت بإعادة التزويد بالوقود في الجو للطائرات السعودية أثناء رحلات القصف إلى اليمن، مما أدى إلى سقوط عدد صادم من الضحايا المدنيين. وتتحمل الولايات المتحدة على الأقل بعض المسؤولية عن تلك الوفيات.

وعندما أعلنت السعودية عن بدء الحرب - التي أسمتها "عاصفة الحزم" - لم يكن ذلك من الرياض، بل من واشنطن، مما يشير إلى أهمية الدعم الأمريكي. وردت الولايات المتحدة في ذلك المساء بالإعلان عن تشكيل خلية استخبارات مشتركة في الرياض. وأخبر مسؤولون سعوديون إدارة "أوباما" أن الحرب ستستغرق حوالي 6 أسابيع، ولكنها الآن في عامها السادس. وخلال هذه السنوات، تراكمت أعداد القتلى بشكل أسرع مما يمكن للمنظمات الدولية أن تحصيها. وتصف الأمم المتحدة أزمة اليمن بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

 موضوع يهمك : هل يؤدي فتح معبر عرعر لتقارب سعودي عراقي؟

ومثل السعوديين، فإن أيدي الحوثيين ملطخة بالدماء في اليمن. لقد أخفوا المعارضين، وعذبوا السجناء، واستخدموا العنف الجنسي كسلاح للترهيب والسيطرة. كما أن الحوثيين مدعومون من إيران، التي قدمت لهم الصواريخ في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة. وفي الشهر الماضي فقط، أرسلت إيران سفيراً إلى الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون، كاعتراف فعلي بالحوثيين كدولة قومية.

 وتعد علاقات الحوثيين بإيران هي السبب وراء مسعى إدارة "ترامب" في اللحظة الأخيرة لتصنيف الجماعة على أنها منظمة إرهابية أجنبية، حيث يعتقد "ترامب" ووزير الخارجية "مايك بومبيو" - بتشجيع قوي من ولي العهد "محمد بن سلمان" - أن النهج المتشدد من قبل الولايات المتحدة سيجبر الحوثيين على التنازل أو الاستسلام. ولكن هناك العديد من المشاكل مع هذا النهج تحول دون نجاحه.

وسيؤدي تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية إلى منع أعضائها من السفر إلى الولايات المتحدة وتجميد الأصول المالية للجماعة. لكن 3 من كبار قادة الحوثيين، بمن فيهم زعيم الجماعة "عبد الملك الحوثي"، يخضعون بالفعل لعقوبات الأمم المتحدة، والتي تشمل حظر السفر وتجميد الأصول. لقد عملت لمدة عامين - من 2016 إلى 2018 - في لجنة الأمم المتحدة التي راقبت هذه العقوبات في اليمن. ومما وجدناه أن قيادة الحوثيين لا تسافر إلى الخارج وليس لدى الجماعة أصول دولية لتجميدها. وبالعكس، فإن العقوبات التي استهدفت الحوثيين والرئيس الراحل "علي عبد الله صالح"، كان لها نتائج غير مقصودة في تعزيز دور الحوثيين.

لقد أضعفت العقوبات "صالح"، الذي كان لديه بالفعل أصول دولية لتجميدها، وحرمته وشبكاته من الأموال التي تشتد الحاجة إليها، وقوضته في نهاية المطاف لدرجة أن الحوثيين استطاعوا أن يقتلوه ويعززوا سيطرتهم في الشمال. ويمكن القول إن العقوبات تضر بالأشخاص الخطأ في اليمن.فالحوثيون لا يتأثرون بشكل كبير بنقص الغذاء والدواء، بينما يعاني المدنيين اليمنيين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي