واشنطن بوست: ترامب يطلق موجة غير مسبوقة من الإعدامات قبل مغادرة البيت الأبيض

واشنطن-وكالات:
2020-11-30

دونالد ترامب

قالت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدفع في اتجاه تنفيذ موجة "غير مسبوقة" من أحكام الإعدام قبل موعد تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

وذكرت الصحيفة -في مقال لمجلسها التحريري- أنه تم إعدام 8 أشخاص في أقل من 5 أشهر، وأنه من المقرر تنفيذ 5 إعدامات أخرى قبل نهاية ولاية ترامب الرئاسية، مؤكدة أن هذه الأرقام تقف في تناقض صارخ مع الإعدامات الثلاثة فقط التي نفذتها الحكومة الفدرالية خلال الـ50 عاما الماضية.

وأشارت إلى أن عمليات الإعدام الفدرالية خلال فترات نقل السلطة نادرة للغاية، وأن آخر مرة حدث فيها أمر كهذا كانت قبل 100 عام كما يؤكد روبرت دنهام من مركز معلومات عقوبة الإعدام.

وتضيف الصحيفة استنادا إلى تقرير صادر عن مؤسسة "برو بوبليكا" (Pro Publica) -وهي غرفة تحرير مستقلة غير ربحية مختصة في الصحافة الاستقصائية- أن الإدارة الحالية تحاول من خلال موجة الإعدامات هذه فرض تغييرات في القواعد، للسماح مستقبلا باستخدام فرق الإعدام والصعق الكهربائي في عمليات الإعدام الفدرالية.

وقالت إن أحكام الإعدام التي عارضتها منذ فترة طويلة يجب أن تنفذ فقط على "أسوأ السيئين" من المجرمين، مشيرة إلى أن "جنون الإعدامات" الذي بات يتملك وزارة العدل الأميركية حاليا أمر "مقزز" و"مثير للقلل".

واستشهدت الصحيفة لتبرير قلقها هذا بحالات بعض ممن سيواجهون مصير الإعدام خلال الأيام القليلة المقبلة، مثل براندون برنارد (40 عاما) الذين أدين عام 1999 -وكان عمره حينها 18 سنة- بالمشاركة في جريمة مروعة تم فيها اختطاف وقتل زوجين شابين خدموا في إحدى الكنائس.

وقالت إنه ليس هناك أي شك في الذنب الذي اقترفه برنارد، لكنه لم يلعب دورا أساسيا في الجريمة (أطلق مراهق آخر النار على رأسي زوجين، وأضرم هو النار في السيارة)، ولم يدل محاميه بأي بيان افتتاحي، كما لم يتم استدعاء أي من الشهود خلال جلسة النطق بالحكم، كما كان -وهو من أصول أفريقية- يواجه هيئة محلفين كلها تقريبا من البيض.

وأشارت إلى أن 5 من المحلفين التسعة الباقين على قيد الحياة لم يعودوا يعتقدون أن الحكم بإعدامه قرار مناسب، والمدعي الفدرالي الذي ساعد في وضعه بلائحة الإعدامات يجادل الآن ضد إعدامه، مستشهدا بالخطوات العلمية التي أثبتت أن أدمغة الأطفال في سن الـ18 عاما لم تتطور بشكل كامل، وأن براندون برنارد كان يفتقر إلى قدرة الشخص البالغ على التحكم في انفعالاته.

وذكرت الصحيفة أن برنارد -الذي أعلن أنه سيعدم باستخدام الحقنة المميتة- سيكون في حال نفذ الحكم بحقه أصغر شخص يتم إعدامه في الولايات المتحدة منذ 70 عاما بسبب جريمة ارتكبها عندما كان مراهقا.

براندون برنارد

حالات أخرى

حالة برنارد ليست الوحيدة، فقد استشهدت الصحيفة بأشخاص آخرين من المقرر أيضا إعدامهم قريبا أثارت قضاياهم تساؤلات كبيرة، مثل ليزا مونتغمري التي ستكون أول امرأة تعدم من قبل الحكومة الفدرالية منذ 70 عاما إذا نفذ حكم الإعدام بحقها كما هو مقرر في 12 يناير/كانون الثاني المقبل.

وتعاني مونتغمري من أمراض عقلية ناجمة عن تعرضها للإساءة والاعتداء الجنسي في فترات من حياتها.

كما حكم على داستن هيغز -الذين كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة- بالإعدام بتهمة قتل 3 نساء بالرصاص، وتم تحديد موعد إعدامه في 15 يناير/كانون الثاني المقبل، أي قبل 5 أيام فقط من مغادرة ترامب منصبه، وأداء الرئيس المنتخب جو بايدن -الذي شن حملة ضد تنفيذ أحكام الإعدام- اليمين الدستورية.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي