جوناثان بولارد.. قصة الجاسوس الذي تسبب في خلاف بين أمريكا وإسرائيل

مصدر: Parole ended for Jonathan Pollard, who spied for Israel, freeing him to leave the United States
2020-11-28

نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تقريرًا لإلين ناكاشيما، محررة الصحيفة لشئون الأمن القومي والاستخبارات، سلَّطت فيه الضوء على قضية جوناثان بولارد، الأمريكي المُدان بالتجسس لصالح إسرائيل في ثمانينات القرن الماضي، والذي قررت الولايات المتحدة مؤخرًا رفع قيود الإفراج المشروط عنه.

وفي مستهل مقالها، تسرد الكاتبة قصة جوناثان بولارد قائلةً: أُدِين جوناثان بولارد، وهو محلل استخبارات مدني سابق في القوات البحرية الأمريكية، بالتجسس لصالح إسرائيل في ثمانينات القرن الماضي في واحدة من أكثر قضايا التجسس إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، والآن صار بمقدوره الانتقال إلى إسرائيل والعيش فيها بعد انتهاء الإفراج المشروط عنه الأسبوع الماضي.

جوناثان بولارد.. مصدر للخلاف بين أمريكا وإسرائيل

وأوضحت الكاتبة قائلة: أصبحت قضية بولارد، الذي أمضى ثلاثون عامًا وراء القضبان قبل إطلاق سراحه في عام 2015، من قضايا الرأي العام ونالت شهرة واسعة في إسرائيل التي منحته الجنسية في عام 1995. وظلت قضيته مصدر خلاف دام لعقود بين الحليفَيْن (أمريكا وإسرائيل).

تقول نيكول نافاس، المتحدثة باسم وزارة العدل الأمريكية في بيان للوزارة: «إن وزارة العدل أعلنت يوم الجمعة أن لجنة الإفراج المشروط في الولايات المتحدة قضَت بإنهاء إطلاق سراح جوناثان بولارد المشروط، ولم تعثر اللجنة، بعد النظر في قضيته، على دليلٍ واحد يخلص إلى أنه قد ينتهك القانون».

وتروي الكاتبة قصة جوناثان بولارد والذي اعتُقل عام 1985، ووُجِّهت له تهمة نقل وثائق سرية إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي، وكانت من بين الوثائق صور التُقِطت بالأقمار الصناعية لمقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، والتي استخدمتها إسرائيل لتوجيه ضربات جوية على العاصمة التونسية فيما بعد. وقد اعترف بولارد في عام 1987 بذنبه في تهمة واحدة تتعلق بتزويد حكومة أجنبية بمعلومات سرية وحُكِم عليه بالسجن مدى الحياة.

مقاومة الضغوط الإسرائيلية

وتابعت الكاتبة قائلةً: إن الحكومة الإسرائيلية والمتعاطفين معها في الولايات المتحدة ضغطوا على الإدارات الأمريكية المتعاقبة من أجل إطلاق سراحه، زاعمين أن مدة عقوبته كانت مُجحِفة ومبالغ فيها بالمقارنة مع العقوبات المفروضة على غيره من المدانين بتهم التجسس لصالح دول صديقة. وسعى القادة الإسرائيليون إلى إدراج إطلاق سراحه وحصوله على حريته بين نقاط التفاوض في محادثات السلام في الشرق الأوسط منذ تسعينيات القرن الماضي.

ولسنوات عديدة ظلت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي وغيرها من أجهزة الأمن القومي يقاومون الضغوط الإسرائيلية. ولم يُكشَف مطلقًا عن نطاق أنشطته بالكامل، لكن وكالة المخابرات المركزية وصفت مسيرته في العمل بصفته جاسوسًا، في تقرير لتقدير الأضرار الناجمة عنه، بأنها كانت «قصيرة لكنها مُركَّزة، وتتكون من عمليات تسليم نصف شهرية لمعلومات سرية ومهمة»، ومن بينها حقائب مليئة بملفات حساسة عن القدرات العسكرية للدول العربية وباكستان والاتحاد السوفيتية. وفي التسعينات، هدَّد جورج جيه تينيت، مدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك، بتقديم استقالته إذا وافق الرئيس بيل كلينتون على الطلب المُقدَّم لإطلاق سراحه.

عامل الوقت

واستدركت الكاتبة قائلةً: بيد أن حدة الاعتراض على إطلاق سراح جوناثان بولارد تضاءلت شيئًا فشيئًا مع مرور الوقت. يقول ستيفن سليك، الرئيس السابق لمحطة وكالة المخابرات المركزية في تل أبيب، والذي يدير الآن مشروع الدراسات الاستخباراتية في جامعة تكساس في كلية «ليندون بي جونسون» للشؤون العامة في أوستن: «سيكون من المفاجئ أن يُدلِي أيٌّ من القادة الحاليين لأجهزة الاستخبارات بآراء قوية حول مصير بولارد».

ويرى سليك أن «جرائم بولارد كانت خطيرة، وسببت ضررًا حقيقيًّا للولايات المتحدة إلى جانب أن قرار إسرائيل السيئ بمواصلة العملية ألحق الضرر بالعلاقات الثنائية بين إسرائيل وأمريكا بلا شك، لكن هذه القضية وذلك الجدل يعودان إلى حقبة سابقة لجيل أقدم. وقد عُوقِب بولارد على الجرائم التي ارتكبها عقابًا مناسبًا، وتؤدي قضيته دورًا مفيدًا لردع الحلفاء الذين قد يُفكرون في الاستفادة من العلاقات الأمنية الثنائية مع الولايات المتحدة».

ترحيبٌ إسرائيلي

بينما علَّق آلان ديرشوفيتز، المحامي المخضرم الذي دافع عنه أثناء محاكمته وكان من بين هؤلاء الذين ضغطوا من أجل إطلاق سراحه، على خبر انقضاء إطلاق سراحه المشروط قائلًا: «يُعاني جوناثان بولارد، البالغ من العمر 66 عامًا، من مشاكل صحية وزوجته أيضًا، ويريد أن يعيش بقية حياته في إسرائيل. إنه لا يُشكل خطرًا على أحد. ولقد أمضى مدة عقوبته وحصل بشرف على إطلاق سراح مشروط، إن هذا أمر انتظرناه طويلًا، وأنا سعيد من أجله».

ونوَّهت الكاتبة في ختام مقالها إلى أن إسرائيل ستحتفي بهذه الأخبار، إذ رحَّب قادة الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة بالخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب المنتهية ولايته في هذا الشأن.

وُلِد جوناثان بولارد في ولاية تكساس لعائلة يهودية أمريكية كرَّست حياتها وجهودها بالكامل لصالح قضية إسرائيل. واعتقل بولارد في عام 1985 مع زوجه في هذا الوقت والتي كانت تدعى آن، وطلَّقها بولارد بعد إطلاق سراحها بوقت قصير في عام 1990. وبعد ذلك، تزوج بولارد زوجه الثانية، والتي تُدعى إستر في عام 1993 أثناء وجوده في السجن. وقال ديرشوفيتز: إن الزوجين كانا يعيشان في نيويورك.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي