لا تعرف كورونا.. قبلة جديدة للسياحة في البرازيل

متابعات/الأمة برس
2020-11-28

يتوقع خبراء السياحة أن تتحول مدينة صغيرة لم تشهد أيّ إصابة بفيروس كورونا المستجدّ قبلة للسائحين الباحثين عن السياحة الآمنة.

وتقع مدينة "سيدرو دو أبايتي"، التي لم تشهد أي إصابة بفيروس كورونا المستجدّ، في جنوب شرق البرازيل، وهي البلد التي سجلت ثاني أعلى نسبة وفيات في العالم.

وتوزّع هذه المدنية الكمّامات بالمجّان على الجميع وتجرى الفحوص بطريقة عشوائية في شوارع مقفرة.

ومنذ بدء انتشار الوباء في البرازيل قبل 9 أشهر، لم تسجّل هذه البلدة التي تضمّ 1200 نسمة في قلب ولاية ميناس جيرايس أي حالات، في حين أودى وباء كوفيد-19 بحياة أكثر من 170 ألف شخص وأصاب 6.1 مليون في هذا البلد الأمريكي اللاتيني الكبير.

ويرى رودريغيس بينتو، المسؤول في البلدية كارلوس، أن هذا الإنجاز يعود إلى "عوامل عدّة".

وأضاف: "لا وسائل نقل عام هنا.. وشددت إدارة الصحة على ضرورة البقاء في المنزل ومراعاة قواعد التباعد الاجتماعي".

وتقتصر البلدة على شارع رئيسي وشارعين موازيين تتفرّع منهما بعض الأزقّة التي يخيّم عليها صمت مطبق تخرقه صباحا ومساء نداءات يذيعها مكبّر الصوت لتذكير السكّان بأن الفيروس يبقى بالمرصاد.

وتضمّ سيدرو دو أبايتي، وهي ثاني أصغر مدن ميناس جيرايس، كنيسة وبعض المحلّات، فضلا عن مستوصف.

وأقرب مستشفى يقع على بعد 35 كيلومترا في مدينة أبايتي، وكان السكّان الذين تخطّوا غالبيتهم سنّ الخمسين يقصدونه للعلاج قبل تفشّي الوباء، لكنّ إدارة الصحة المحلية قرّرت منذ بدء تفشّي الوباء استقدام أطباء متخصصين.

ويقول فلافيو رافاييل الذي علّق على صندوق درّاجته الهوائية مكبّرا للصوت يطلق النداءات عينها "من المهمّ أن يصغي الناس إلى هذه الرسالة.. فمدينتنا هي الوحيدة في البرازيل التي لم تسجّل أيّ حالة مثبتة، وما من أحد سواكم يمكنه إبقاء الفيروس بمنأى عنّا".

مصدر فخر

لم تعتمد البرازيل أيّ سياسة صحية موحّدة للولايات كافة وشكّلت هذه المسألة محطّ نزاع بين حكّام الولايات والرئيس جايير بولسونارو المعارض لتدابير العزل العام والرافض للكمّامات.

وفي وقت يتمّ التغاضي عن القيود الصحية المعتمدة محليا بشكل متزايد رغم ارتفاع حالات الإصابة، ما ينفكّ مكبّر الصوت الذي يجول به فلافيو يردّد رسالة صادرة عن إدارة الصحة  في سيدرو دو أبايتي تشدّد على ضرورة "عدم التراخي".

وتقول ميري أباريسيدا التي تسكن البلدة لوكالة فرانس برس "أشعر بالأمان هنا.. ولا أخرج من المنزل".

وقد أسّست سيدرو دو أبايتي الواقعة على بعد 270 كيلومترا من بيلو هوريزونته عاصمة الولاية سنة 1963 في سياق التنقيب عن الماس في المنطقة، بحسب ما يروي رودريغيس بينتو.

وتتركّز فيها الآن أنشطة تربية المواشي للاستهلاك المحلي.

وتوزَّع الكمّامات على الجميع ضمن الخطّة المعتمدة للتصدّي للفيروس. وتقول كاسيا دوس سانتوس المسؤولة عن شؤون الصحة في البلدية "أنشأنا مصنعا للكمّامات ووزّعناها على الجميع".

وفي غياب أيّ حالات مشبوهة تقوم السلطات بفحوص عشوائية في المواقع، التي قد يجتمع فيها عدد من الأشخاص مثل المحلّات.

ويأمل المسؤول البلدي كارلوس رودريغيس بينتو في أن تحافظ هذه المدينة الصغيرة الجاثمة عند أسفل تلال ميناس جيرايس على ميزتها هذه التي تتباهى بها.

لكنه يشير إلى أن الحذر يبقى سيّد الموقف "إذ قد يباغتنا الفيروس في أيّ لحظة".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي