نيويورك تايمز:ترامب حدد هوية الحزب الجمهوري من خلال المؤامرة والاضطهاد والخوف

الامة برس/ متابعات:
2020-11-27

الصحيفة قالت إن ترامب لعب على وتر الخوف والمؤامرة والاضطهاد لحشد أنصاره الجمهوريين

قالت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) إن الولايات المتحدة باتت تعيش "أزمة معرفية" حيث انفصل جزء كبير من المنتسبين للحزب الجمهوري عن الواقع، مشيرة إلى أن هذه المشكلة ليست أميركية فحسب، حيث أضحت الأحزاب الشعبوية اليمينية الصاعدة عبر العالم تبحر في محيطات من التضليل والأكاذيب.

ففي استطلاع حديث أجرته جامعة مونماوث الأميركية، قال 77% من مؤيدي الرئيس دونالد ترامب إن الرئيس المنتخب جو بايدن فاز في الانتخابات الرئاسية بسبب التزوير، كما رأى العديد منهم أن مشاكل التغير المناخي مجرد وهم، وقالوا إنهم في غنى عن نصائح الخبراء العلميين لمنع انتشار فيروس كورونا.

وذكرت الصحيفة أنه على مدى العقود الماضية، أوجد "عصر المعلومات" الكثير من الأشخاص الذين يكسبون عيشهم من خلال العمل بالأفكار، وهم أعضاء محترفون في هذه العملية المعرفية، حيث كافأهم اقتصاد المعلومات على نحو متزايد بالمال والمكانة الاجتماعية، وتركزوا بشكل أساسي في المناطق الحضرية الأكثر ازدهارا.

في المقابل، تدهور وضع الأماكن التي يقل فيها عدد الأشخاص الحاصلين على شهادات جامعية، حيث تجمد دخل الأفراد مما خلق أسرا منهارة ومجتمعات منحلة. ففي عام 1972، كان الأشخاص الذين ليست لديهم شهادات جامعية سعداء بنفس قدر الحاصلين على شهادات، لكنهم الآن باتوا أكثر تعاسة.

وترى الصحيفة أن الناس يحتاجون إلى نظام آمن لكي يشعروا بالأمان، وفي غياب هذا النظام هم عرضة للشك وانعدام الثقة والاغتراب وانعدام المسؤولية.

وقد خلقت هذه الهشاشة -تضيف الصحيفة- ردود فعل شعبية عنيفة ضد الأشخاص المتعلمين تعليما عاليا الذين هاجروا إلى المدن واكتسبوا قوة اقتصادية وثقافية وسياسية كبيرة، إنها أشبه بـ "حرب ثقافية وسياسية باردة ومريرة".

في خضم هذه "العداوة" -ترى نيويورك تايمز- أن الملايين من الناس أصبحوا يكرهون أولئك الذين يسكنون هذا "النظام المعرفي"، أولئك المستمتعين والبعيدين جدا والذين لهم قيم مختلفة وبإمكانهم أن يكونوا متعالين للغاية، فأصبحوا لا يثقون ليس فقط فيما يقوله أتباع "الإعلام الزائف" (عبارة رددها ترامب مرارا لوصف المنابر التي يراها مناهضة له) بل أيضا في كل القواعد التي يستخدمونها للتعبير عن مواقفهم.

"مجتمع مؤمنين"

وتؤكد الصحيفة أنه في هذه الدولة "المهددة بالانهيار" سيطلب الناس قصصا تبرر لهم عدم ثقتهم في النظام القائم وتحشرهم في "مجتمع آمن من المؤمنين"، وهو بالضبط ما قام به دعاة عدم الثقة، أمثال دونالد ترامب وأتباع جماعة "كانون" اليمينية المتطرفة، لإعطائهم القصص التي يرغبون في سماعها وتقديم المجتمع الذي يحلمون به.

وترى أنه تحت حكم ترامب، لم تتحدد هوية الحزب الجمهوري من خلال مجموعة من المعتقدات السياسية، ولكن من خلال مبادئ مثل الخوف والمؤامرة والاضطهاد، حيث تجاهل الرئيس وحلفاؤه في وسائل الإعلام كل قواعد "النظام المعرفي" القائم وأنشؤوا "نظام تصيد" منافسا، مستفيدين مما يتيحه الإنترنت من إمكانيات لبث الإشاعات ومن مناخ عدم الثقة والشك الناجمين عن التهديد الاقتصادي والثقافي والروحي.

وتختم الصحيفة بأن الحل الوحيد لاحتواء المناخ الذي يغذي هذا النمط من التفكير يكون أولا من خلال التواصل، الذي من شأنه أن يقلل الهوة الاجتماعية بين المنتسبين "للنظام المعرفي" وأولئك الذين يشعرون بالغربة عنه، وثانيا من خلال السياسات الملائمة التي ستجعل حياة من لا يملكون شهادات جامعية أكثر أمانا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي