كيف يمكن لأنصار " ترامب" قلب نتيجة الانتخابات لصالحه؟

2020-11-26

دونالد ترامب

الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب استسلم عملياً لحقيقة أنه رئيس لفترة واحدة عندما وافق على بدء عملية انتقال السلطة لجو بايدن قبل أيام، فماذا يريد تحقيقه بالطلب من أنصاره قلب نتيجة الانتخابات لصالحه؟

ماذا أراد دونالد ترامب في بنسلفانيا؟

ولاية بنسلفانيا كانت واحدة من الولايات المتأرجحة في الانتخابات التي انتهت 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وفاز بها منافس ترامب الديمقراطي بايدن بحصوله على 306 أصوات من أصوات المجمع الانتخابي مقابل 232 صوتاً لترامب، لكن الرئيس الجمهوري ما زال رافضاً التسليم بالهزيمة، ويصر على أن الانتخابات تم تزويرها لصالح منافسه.

الانتخابات الأمريكية 2020/رويترز

ورغم أن بنسلفانيا تمتلك 20 صوتاً في المجمع الانتخابي، وهو ما يعني أن فوز ترامب فيها وحدها لم يكن ليغير في النتيجة الإجمالية للانتخابات (الفائز يحتاج 270 صوتاً من إجمالي 538 في المجمع الانتخابي)، فإن الرئيس كان يركز عليها في قضاياه ومزاعمه بشأن التزوير بصورة لافتة، لكن تم رفض جميع الدعاوى التي تقدم بها فريقه القانوني برئاسة محاميه الخاص رودي جولياني في درجات التقاضي المختلفة وصولاً للمحكمة العليا في الولاية.

والسبت الماضي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قال القاضي ماثيو بران القاضي الفيدرالي في المقاطعة الوسطى في بنسلفانيا، في حيثيات رفض دعوى فريق ترامب القانوني: "في الولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكن لهذا أن يبرر إبطال صوت واحد، وليس جميع أصوات سادس أكبر الولايات من حيث الكثافة السكانية. إن شعبنا وقوانيننا ومؤسساتنا تطلب المزيد (من الأدلة على وقوع التزوير). ملخص القضية هو أن المدعين فشلوا في تقديم ما يؤيد زعمهم بوجود تزوير".

وبعد أن صدقت ولاية بنسلفانيا رسمياً على نتيجة الانتخابات الثلاثاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني، ما يعني حسم الولاية لصالح بايدن، قام أعضاء برلمان الولاية الجمهوريون بعقد "جسلة استماع" في بيتسبرغ رددوا خلالها نفس مزاعم التزوير التي رفضتها المحاكم لعدم وجود أدلة، وكان ترامب يخطط لحضور ذلك "الاستماع" بنفسه مع جولياني، لكن الرئيس لم يحضر وأدلى "بشهادته" عبر الهاتف مردداً نفس مزاعم التزوير.

ومساء الأربعاء استقبل ترامب في البيت الأبيض المشرِّعين الجمهوريين من بنسلفانيا بعد ذلك الحدث الجماهيري الذي شهد حضوراً كبيراً لأنصار الرئيس المنتهية ولايته، وجّه خلاله حديثاً لهم عبر الهاتف، طالبهم خلاله بقلب نتيجة الانتخابات.

ماذا يريد دونالد ترامب؟

مطالبة ترامب أنصاره بالعمل على قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية والإصرار على أنه جرى تزويرها لضمان فوز جو بايدن يثير التساؤلات بشأن ما يسعى الرئيس لتحقيقه من رسائل كهذه، خصوصاً بعد أن أعطى الضوء الأخضر بالفعل لبدء عملية تسليم السلطة.

مؤيدون لترامب يتظاهرون في ولاية نيفادا ضد نتائج الانتخابات الأمريكية – رويترز

فقد أكد لأنصاره عبر الهاتف أن "هذه الانتخابات تم تزويرها"، مضيفًا: "إنّها انتخابات فُزنا بها بسهولة، على نطاق واسع"، وقال: "علينا أن نقلب نتيجة الانتخابات. إنّها لحظة مهمة في تاريخ بلدنا. وأنتم تقدمون خدمة بالغة الأهمية لبلدنا".

هذا الحديث الحماسي ربما يكون مفهوماً لولا إعلان ترامب نفسه بدء المرحلة الانتقالية لتسليم السلطة إلى الإدارة الجديدة، حيث كتب على تويتر : "من أجل مصلحة بلدي، أوصي بأن تقوم إميلي ميرفي من وكالة الخدمات العامة وفريقها بما يجب القيام به فيما يتعلق بالمرحلة الانتقالية، وقد طلبت من فريقي أن يفعل الشيء نفسه".

ميليشيات الانتخابات الأمريكية

يفسر بعض المحللين إصرار ترامب على مواصلة إشعال حماس مناصريه بأنه نوع من التحضير لانتخابات 2024 التي قالت تقارير بالفعل إن ترامب تحدث مع مستشاريه بأنه يود الاستعداد من الآن لخوضها، وبالتالي فإن عدم تسليمه بالهزيمة والإصرار على أن فوز بايدن لم يكن ليتم إلا بالتزوير يخدم تلك الاستراتيجية.

لكن على الجانب الآخر، يحذر محللون ومراقبون من خطورة ما يقوم به ترامب ليس فقط على صورة الولايات المتحدة خارجياً، ولكن أيضاً على الأوضاع الداخلية، حيث إن البلاد تشهد استقطاباً حاداً بين معسكرين؛ أحدهما داعم بقوة لترامب، والآخر رافض له بقوة أيضاً.

الجماعات اليمينية المتطرفة تمثل الخطر الإرهابي الأبرز في الولايات المتحدة

وقبل الانتخابات بأيام قليلة ارتفعت وتيرة التحذيرات من شبح سيناريو الفوضى في حالة خسارة ترامب بسبب حماس قاعدته الانتخابية الذي يتحول إلى عنف من البعض أحياناً من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، تؤكد أن فوز الرئيس مضمون "إلا إذا حدث تزوير"، وهو السيناريو الذي ربما يكون قد تراجع إلى حد كبير بسبب الفوز الكبير لبايدن في المجمع الانتخابي والتصويت الشعبي أيضاً.

فقد حصد بايدن أكثر من 80 مليون صوت بفارق أكثر من 6 ملايين صوت عن ترامب، وفاز بـ306 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 232 فقط لترامب، والأهم أنه لم تصدر أحكام قضائية تثبت وقوع تزوير بالفعل، وكلها عوامل ساهمت في إضعاف حماس كثير من أنصار ترامب، بحسب المحللين.

لكن تظل القاعدة الأكثر تطرفاً بين أنصار الرئيس أو من يوصفون بجيش ترامب غير مستعدين لقبول النتيجة، ويرى البعض أن هؤلاء هم من يتوجه إليهم ترامب برسائله حول التزوير والإصرار على مواصلة مساعي قلب النتيجة، وهو ما كان موقع Salon الأمريكي قد حذر منه في تقرير بعنوان "هل يقبل أنصار ترامب الهزيمة؟ إذا خسر، قد تصبح الأمور قبيحة".

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي