"واشنطن بوست" تنتقد عفو ترامب عن مستشار الأمن القومي وتصفه بـ"وصمة عار"

2020-11-26

 

مايكل فلين

انتقدت "واشنطن بوست" (Washington Post) عفو ترامب عن مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، واصفة ذلك بأنه وصمة عار.

وقالت في مستهل افتتاحيتها "يوما بعد يوم وعاما بعد عام تساءل الأميركيون متى سيتغير ترامب؛ لكن الفوز في الانتخابات التمهيدية، واستحقاق ترشيح الحزب الجمهوري، ودخول البيت الأبيض، وتولي الرئاسة لم يُخرجه من بذاءته المعتادة، لقد كان من المبالغة تخيل أن خسارة محاولة إعادة انتخابه ستؤدي إلى تغيير في شخصيته، ولذا فإن الرئيس ترامب يغادر البيت الأبيض كما دخله: عار صادم".

وأضافت الصحيفة أن ما يمكن أن يأمله الأميركيون أن يكون آخر تدهور رسمي لمنصبه هو عندما أصدر الرئيس عفوا عن فلين أمس، الأربعاء، بعد الظهر قبل عيد الشكر.

وكان فلين قد اعترف صراحة بارتكاب جريمة الكذب، التي هي في الواقع جناية، وذلك عندما أقر لمحققي مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) بأنه ناقش العقوبات ضد الكرملين مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك، وقال فين حينها "أنا أدرك أن الإجراءات التي اعترفت بها في المحكمة، اليوم، كانت خاطئة، ومن إيماني بالله، أعمل على تصحيح الأمور، وأتحمل المسؤولية الكاملة عن أفعالي"؛ لكنه سحب اعترافه كله بعد ذلك.

وذكرت الصحيفة تغيير فلين محاميه وتعينه بدلا عنه المحامية سيدني باول -المحامية نفسها التي زعمت الأسبوع الماضي وجود مؤامرة شيوعية دولية واسعة لقلب انتخابات 2020 الرئاسية لصالح الرئيس المنتخب جو بايدن- وأصرت على أنه كان ضحية تلاعب "إف بي آي". وبالطبع لم يجبره أحد على الكذب على محققي مكافحة التجسس، على حد تعبير الصحيفة.

مايكل فلين مع دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية عام 2016 (رويترز)

وانتقدت الصحيفة ترامب، الآن بعد أن أغلقت القضية، بأنه طمس الحقائق والنقاش مستخدما إحدى سلطات منصبه الأقل قابلية للمراجعة؛ ألا وهي سلطة العفو الخاصة به، لإنهاء دراما فلين رسميا. وقالت إنه بذلك مكن مجرما مقرا بذنبه من الإفلات من العقاب، لمجرد أنه كان موال لترامب.

وكما يفعل غالبا أسس ترامب قراره على نظرية مؤامرة غير محبوكة تماما وأصر، أمس، من خلال سكرتيره الصحفي على أن فلين كان "ضحية مسؤولين حكوميين حزبيين شاركوا في محاولة منسقة لتخريب انتخابات 2016".

لكن واقع الأمر -كما تقول الصحيفة- هو أن فلين قبض عليه، وهو يتآمر مع ممثل حكومة أجنبية حاولت عمدا تخريب انتخابات 2016، ثم كذب بهذا الشأن على "إف بي آي".

وترى الصحيفة أن أميركا ترامب ستظل على هذا الحال على الأقل لشهرين آخرين: المذنب فيها بريء، والكذب حقيقة، والخونة وطنيون.

واختتمت بأن السؤال ليس ما إذا كان ترامب قد حط من قدر الرئاسة فذلك أمر مفروغ منه؛ بل ما هو حجم الضرر طويل المدى، الذي سببه هذا التصرف، وهل سيشعر رؤساء المستقبل الآن بحرية في استخدام سلطة العفو -أو سلطات المنصب الواسعة الأخرى- بمثل هذه البواعث الملتوية السافرة؟ وكم عدد الذين سيعتقدون أنهم يستطيعون جعل الفساد يبدو وطنيا، طالما أن هناك ما يكفي من الأميركيين يريدون تصديق الأكاذيب التي يقولونها؟، وفقا للصحيفة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي