أزمات الشرق الأوسط بعيون وزير الخارجية الأمريكي الجديد

رويترز
2020-11-26

كان بديهيًا أن يختار "بايدن" مستشاره القديم للسياسة الخارجية، "أنتوني بلينكين" في أحد الوظائف العليا في فريق الأمن القومي، وهو ما تحقق بالفعل عندما عينه في منصب وزير الخارجية في إدارته القادمة.

عمل "بلينكين" سابقًا كمستشار للأمن القومي لـ"بايدن" عندما كان "بايدن" نائبًا للرئيس، وكان أيضًا نائبًا لوزير الخارجية في إدارة "أوباما". ويعد "بلينكن" عضوًا مؤثرا في مؤسسة السياسة الخارجية للحزب الديمقراطي.

لا يختلف "بلينكين" عن "بايدن" في الدعم القوي لخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 التي قيدت البرنامج النووي الإيراني، وقال "بلينكين" إن إدارة "بايدن" ستنضم إلى الاتفاق من جديد كأساس للسعي إلى اتفاق لاحق مع إيران.

كما أنه يؤيد تمديد معاهدة "نيو ستارت" مع روسيا التي من شأنها أن تحدد وتقلل من المخزونات النووية.

لذا فإن تعيين "بلينكن" هو إشارة إيجابية على أن إدارة "بايدن" ستحافظ على معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية للسنوات الخمس المقبلة.

ويحظى "بلينكين" بالاحترام على المستوى الدولي، وسيكون في وضع يؤهله لإصلاح العديد من العلاقات التي مزقها تبجح "مايك بومبيو" المتهور.

موضوع يهمك : أبرز 6 نقاط ذكرها أوباما عن الشرق الأوسط في كتابه الجديد

وسيكون من المفيد وجود وزير خارجية يقدر عمل الوزارة التي يقودها بدلاً من العمل بجد لتدميرها وإحباط معنويات دبلوماسييها كما فعل "بومبيو".

ويعتبر و"بلينكين" مؤهلا بما يكفي لإصلاح وتجديد وزارة الخارجية 

 

ويقيمه الصحفيان "روبرت رايت" و"كونور إيكولز"، اللذان أنشئا نظامًا لتقييم الأشخاص الذين يحتمل أن يعينهم "بايدن"، بأن دعمه لضبط النفس العسكري كان ضعيفًا للغاية.

ويرى "بلينكين" أن فشل السياسة الأمريكية في سوريا كان بسبب عدم استخدام الولايات المتحدة القوة الكافية.

كما يؤيد الحجة الزائفة القائلة بأن تصويت "بايدن" للسماح بغزو العراق كان "تصويتًا لدبلوماسية صارمة".

كما أوردت تقارير أنه كان يؤيد التدخل في ليبيا، الذي عارضه "بايدن"، وكان في البداية مدافعًا وداعيًا لدعم الولايات المتحدة لحرب التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن.

باختصار، وافق "بلينكين" على بعض أكبر أخطاء السياسة الخارجية التي ارتكبها "بايدن" و"أوباما"، وكان يميل إلى أن يكون تدخليًا أكثر من كليهما.

موضوع يهمك : منطقة تجارة حرة في أفريقيا والأكبر في العالم.

تعتبر الحرب على اليمن مثالاً هامًا على كيفية تورط "بلينكين" في أخطاء كبيرة، ولكن يبدو أنه تعلم من هذا الخطأ، ففي عام 2015، دافع "بلينكين عن قرار إدارة "أوباما" الكارثي بدعم التدخل في اليمن، ولكنه غير رأيه بعد ذلك مثل العديد من مسؤولي "أوباما" السابقين.

شارك "بلينكين" في الآونة الأخيرة مع  عديد من كبار المسؤولين السابقين في إدارة "أوباما" الذين وقعوا خطابًا في عام 2018 لدعم الجهود المبذولة لإنهاء تورط الولايات المتحدة في الحرب.

وتعهد "بايدن" بإنهاء دعم الولايات المتحدة للتحالف السعودي، وإذا أضفنا هذا لتغيير موقف "بلينكين"، فسيكون من المنطقي توقع حدوث ذلك في وقت مبكر من العام الجديد.

وهكذا، سيكون اليمن أهم اختبار مبكر لتحديد ما إذا كان بإمكان "بايدن" و"بلينكين" أن ينفصلا تمامًا عن أخطاء إدارتي "أوباما" و"ترامب".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي