بعد دمج ولاية العهد ورئاسة الوزراء.. هل تشهد البحرين انفتاحا سياسيا قريبا؟

2020-11-23

 

تشير وفاة رئيس وزراء البحرين "خليفة بن سلمان" إلى نهاية عهد تاريخي، فقد كان أكثر رئيس وزراء بقي في هذا المنصب في العالم 

وقد تزايد الترقب لانفتاح سياسي مع استبداله السريع بالابن الأكبر للملك، ولي العهد الأمير "سلمان بن حمد آل خليفة"، والذي يعتبره البعض أكثر تكنوقراطية وتسامحا مع المعارضة.

لكن في الحقيقة، كانت سلطة رئيس الوزراء الراحل تتضاءل بالفعل لصالح منافسه ولي العهد والفصيل الحاكم المقرّب من الملك والمتمركز في الديوان الملكي وجهاز أمن الدولة.

ومن المرجح أن تظل أولويات هذين المعسكرين (الأمن المالي وأمن الدولة على التوالي) على رأس جدول أعمال البلاد.

ويوفر ترسيخ سلطة ولي العهد مرونة أكبر في إدارة الملف السياسي.

موضوع يهمك :  حملة ماكرون ضد الإسلام هي التطرف السياسي في أسوأ صوره

وقد يجد ولي العهد، الذي أصبح الآن في مأزق تنفيذ تدابير التقشف الحكومية، أن التسوية السياسية ضرورة في الوقت الذي يسعى فيه للحفاظ على الدعم الشعبي.

نهاية عهد "خليفة بن سلمان"

استمرت ولاية "خليفة بن سلمان" على رأس الحكومة لمدة 50 عامًا، شملت معظم فترة وجود البحرين كدولة مستقلة.

وعند وفاته، أشادت به الصحف الحكومية باعتباره مهندس البحرين الحديثة، ومع ذلك كانت وسائل الإعلام المعارضة خارج البحرين أقل تسامحًا، مشيرة إلى اعتماده الطويل على قانون أمن الدولة وتلوث سمعته بالفساد والعمل من خلال المحسوبيات والتصرف في الأراضي على أساس العلاقات الشخصية مما حقق له وللدائرة المقربة منه ثروات هائلة.

وكان هذا الفساد هو الذي أثار المعارضة البحرينية في عام 2011. والتي طالبت علانية بإسقاطه، ونظمت احتجاجات في ميناء البحرين المالي، حيث اتهمت "خليفة بن سلمان" بالحصول على أرض مستصلحة في منطقة الميناء المرموقة مقابل دينار بحريني واحد.

كما تصاعدت دعوات لإقالته كجزء من انتقال أوسع إلى نظام رئيس منتخب للحكومة.

ومع ذلك، فقد بقي رئيس الوزراء في النهاية، مستفيدًا من علاقاته الشخصية بالطائفة السنية وعلاقاته بالحكام السعوديين.

وتم حماية النظام بتدخل غير مسبوق عبر قوات "درع الجزيرة" بقيادة السعودية التي أبرزت القوة في مواجهة الانتفاضة السياسية.

لكن المستفيد السياسي الرئيسي من هذه الحملة لم يكن رئيس الوزراء فحسب فقد زاد نفوذ مجموعة "الخوالد"، وهم فرع من عائلة "آل خليفة" الأسرة الحاكمة في مملكة البحرين

وغالبا ما يتم استخدام "الخوالد" للإشارة إلى أحفاد "خالد بن علي آل خليفة". وهم فصيل حاكم آخر أكثر طائفية ويتبنى تهميش الشيعة مع تركيز أكبرعلى الدولة الأمنية.

وبعد وفاته، بدا أن الحلفاء السياسيين لرئيس الوزراء أصبحوا أيتاما مع تراجع نفوذهم.

ويعد ولي العهد الذي أصبح مكان "خليفة بن سلمان" رائدا لسياسة الجيل الجديد، حيث ترتكز أجندته على دعم رؤية 2030 للتنويع الاقتصادي مع جذب الشباب البحريني المتحمس للتغيير إلى جانبه، وتبدو هذه الأجندة مشابهة للأجندات القومية التي روج لها جيران مثل ولي العهد "محمد بن سلمان" في السعودية. 

موضوع يهمك :    حملة ماكرون ضد الإسلام هي التطرف السياسي في أسوأ صوره

في عام 2013، تم تعيين "سلمان بن حمد" من قبل والده نائباً أول لرئيس الوزراء مما مهد له التعيين في منصب رئيس الوزراء. وسمحت له عملية إعادة التأهيل هذه باستئناف قيادته للمحفظة الاقتصادية، التي كانت تشغل باله منذ أن تولى والده السلطة في عام 1999.

وخلال السنوات السابقة، بنى مؤسسات موازية مثل "مجلس التنمية الاقتصادية" وهو بمثابة حكومة ظل للالتفاف على رئيس الوزراء وإفشال قبضته على السياسة العامة.

وقد عززت وفاة "خليفة بن سلمان" من سلطة ولي العهد على المحفظة الاقتصادية.

لكن "سلمان بن حمد" اكتسب أيضًا نفوذًا على الملف الأمني ​​أمام خصومه المتشددين في الائتلاف الحاكم أيضًا.

ويأتي ذلك في الوقت الذي يتخذ فيه الملك "حمد بن عيسى آل خليفة" تدابير لتوجيه السلطة نحو ذريته.

فقد أنشأ الملك في يناير/كانون الثاني، لجنة تنفيذية عليا في مجلس الدفاع الأعلى. وعين نجليه "سلمان" و"ناصر" كرئيس ومقرر للجنة على التوالي، ووضعهما في خطوط واضحة للسلطة على المجلس، ويقوي ذلك من أوراق الاعتماد الأمنية لولي العهد، الذي يشغل بالفعل منصب نائب القائد الأعلى لقوة دفاع البحرين.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019، قام الملك بتعيين "حمد ناصر بن حمد آل خليفة"، الأخ الأصغر غير الشقيق لولي العهد، مستشارًا للأمن القومي.

كما أن "خالد بن حمد آل خليفة" الأخ الشقيق لـ"حمد ناصر بن حمد آل خليفة" هو أيضًا ضابط عسكري ويشغل مناصب في قطاع الرياضة، مما يوفر منبرًا للوصول إلى الشباب البحريني.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي