انتشار فيلم فرنسي بشكل واسع يروج لنظرية “مؤامرة بشأن فيروس كورونا”

2020-11-19

الفيلم تعرَّض لانتقادات كبيرة من رجال السياسة والعلماء وخبراء آخرينقال تقرير نشرته صحيفة The Independent، إن قاعدة واسعة من الخبراء شجبت فيلماً مثيراً للجدل باعتباره مروِّجاً لنظريات المؤامرة عن فيروس كورونا، وقد انتشر الفيلم في فرنسا مهدِّداً بإعاقة تعافي البلاد، عن طريق تأجيج الآراء المناهضة للقاحات.

الفيلم الطويل الذي حصل على تمويل جماعي، Hold Up، يهدف إلى كشف المؤامرة التي تشنها الحكومات العالمية وشركات الدواء والمنطوية على استخدام الفيروس لبسط السيطرة على المواطنين، من بين مزاعم جامحة ومفضوحة عن شبكات الجيل الخامس وعلم تحسين النسل.

الفيلم تعرَّض لانتقادات كبيرة من رجال السياسة والعلماء وخبراء آخرين باعتباره "دعاية تآمرية كاسحة"، إذ تقول لايتيتيا أفيا، وهي نجمة صاعدة في حزب "الجمهورية إلى الأمام" الذي أسسه إيمانويل ماكرون: "لو لم يكن الوضع خطيراً لكنا ضحكنا على الفيلم".

الفيلم حصد بالفعل ملايين المشاهدات على الشبكات الاجتماعية، ولاقى دعم عدد من المشاهير والسياسيين المهمشين، من ضمنهم الممثلة صوفي مارسو، لكن البعض منهم سرعان ما سحبوا دعمهم.

يُعد فيليب دوست بلازي، وزير الصحة السابق، من بين الأشخاص الـ37 الذين أُجريت معهم مقابلات في الفيلم. وقد أوضح منذ ذلك الحين، أنه لم يكن على دراية بطبيعة الفيلم ونأى بنفسه عنه بعبارات قوية، مضيفاً: "إن الأزمة الصحية التي نمر بها خطيرة بدرجة لا تحتمل إضفاء أي بلبلة على الأوقات الأليمة التي نعيشها".

وثمة مخاوف من أن أساليب الإنتاج الماكرة والهجوم التدريجي للنظريات التي لا أساس لها يمكن أن تطرح مجموعةً من الأفكار على المشاهدين الجدد، والتي تشكل تهديداً لجهود الأمة في كبح جماح الفيروس داخل دولة تتسم بارتفاع الشكوك حول اللقاحات.

موضوع يهمك : على نتفليكس.. The Social Dilemma يظهر الوجه الأسود للحياة الرقمية

إذ أشار استطلاع أجرته المؤسسة الفكرية Fondation Jean-Jaures الأسبوع الماضي، إلى أن 43% من الأشخاص في فرنسا قد يرفضون التطعيم ضد فيروس الكورونا، مقارنة بنسبة 21% بالمملكة المتحدة و36% في الولايات المتحدة.

المنصة التي عرضت الفيلم، Ulule، أخلت أيضاً مسؤوليتها عن المشروع. إذ قال المدير التنفيذي ألكسندر بوشروت، إنه في حين تخضع كل الحملات للمراجعة قبل الموافقة عليها، فإن النغمة "الملطِّفة" الأوَّلية للفيلم صارت أكثر تطرفاً عندما حصل على التوقيع بالموافقة.

وكتب في حسابه على تويتر: "سرعان ما أدركنا أنه تجاوز الإطار الأوَّلي المفترض (تعددية الأصوات)، ليصبح راية لأطروحات المؤامرة، البعيدة كل البعد عما ندافع عنه في Ulule".

جدير بالذكر أن الشركة ستوقف دعمها للحملة وستتبرع بالأرباح التي جنتها من ورائها إلى منظمات التحقق من الحقائق. ويكمن جزء من إقناع الفيلم في التركيز الأوَّلي على الانتقادات المشروعة للاستجابة للفيروس، مع استبعاد التناقضات في النصائح السابقة بشأن قناع الوجه ودواء الهيدروكسي كلوروكوين، والتي سرعان ما دُمجت مع مجموعة من النظريات التي لا أساس لها.
عالم النفس الاجتماعي بجامعة رين، سيلفان ديلوف، قال لقناة فرانس 24 الفرنسية: "في البداية، تشير النغمة إلى نقد وتشكُّك صحيين، عكس مقاطع الفيديو النموذجية المنطوية على المؤامرة، ويستغرق الفيلم وقته قبل أن يبدأ التفكير التآمري. إن السمة المميزة لنظريات المؤامرة هي الخلط بين عناصر الحقيقة وتفسيرات خاطئة وحقائق مبتورة وأكاذيب صريحة. يبدو الفيلم كأنه فيلمٌ وثائقي، لكن هذه ليست صحافة. فللفيلم هدف واحد يتمثل في نشر فكرة المؤامرة العالمية".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي